في حديث أذيع عبر راديو صوت العرب، لخص الدكتور محمد عبد القادر حاتم سياسة الإعلام المصري خلال فترة الحرب من خلال عدة مبادئ أساسية. كانت هذه المبادئ تتضمن تقديم الحقائق للشعب والعالم بهدوء وموضوعية، والامتناع عن المبالغات أو المغالاة في تقدير قواتنا وانتصاراتنا. كما تم التركيز على ضرورة عرض الحقائق بعيدًا عن الانفعال، مما ساهم في بناء ثقة الشعب المصري والإعلام العالمي في الإعلام المصري، وخاصة الإعلام العسكري. ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما عُرف بثغرة الدفرسوار، الذي كان دليلاً على احترافية ومصداقية الإعلام العسكري في إدارة الأمور.
عقب صدور البيان العسكري رقم 50 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة في الساعة الثانية وأربعين دقيقة، تنفس المصريون الصعداء، فقد أضاف هذا البيان انتصارًا جديدًا إلي انتصارات الجيش المصري في حربه المصيرية ضد العدو الإسرائيلي، فقد سبقه البيانان رقم 48 و49 ووصف المعارك بأنها ضارية، لكن القلق بدأ يساور المصريين بعدما وردت أنباء عن تسلل قوات إسرائيلية إلي الضفة الغربية فيما عرف إعلاميًا .
بـ ثغرة الدفرسوار وهو ما جعل المصريون يشعرون بالقلق وقد أدارت القيادة السياسية والإعلام المشهد بحكمة واحترافية إذ صدرت تعليقات رسمية مضمونها أنه ستتم إذاعة البيانات العسكرية عندما تكون هناك نتائج وهي رسالة للشعب ألا يلح ولا يضعوا انفسهم في وضع المنتظر.
وقد اتخذ المتحدث باسم القوات المسلحة سياسة قائمة علي عدم إذاعة أي خسائر في صفوف القوات المسلحة، للحيلولة دون كشف أوراق قواتنا أمام العدو خاصة انه هو المستفيد الوحيد من تحديد الخسائر ومكانها، كما أن الهدف الأساسي لقواتنا كان إحداث خسائر جسيمة في صفوف العدو أفرادا وآليات وأسري وهو الأمر الذي كان يحدث بصورة مرضية.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا