إنتاج الهيدروجين الأخضر أحد أبرز الموضوعات في الوقت الراهن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي، ويستطيع الهيدروجين تغطية 24% من حاجة العالم من الطاقة بحلول عام 2050.
وأنتجت مصر الهيدروجين الأخضر لأول مرة من خزان السد العالي بأسوان، وكانت مصر ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا، وقريبًا هناك مشاريع تتعلق بـ الهيدروجين الأخضر كجزء من المبادرات الوطنية، ودمجه في استراتيجية الطاقة، وهو ما أوضحته الباحثة الدكتورة أماني فوزي الجندي، أستاذ الاقتصاد المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في دراسة حديثة حول الهيدروجين الأخضر.
وعن إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر وجهود الدول، تقول الدكتورة أماني: إنه منذ ستينيات القرن الماضي، أنتجت مصر الهيدروجين الأخضر والأمونيا لأول مرة من خزان السد العالي بأسوان، وكانت مصر في ذلك الوقت ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا.
وأضافت أن امتلاك مصر لأكبر مصادر للطاقة المتجددة من الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يؤهلها لأن تكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة النظيفة، وتهدف استراتيجية الطاقة المتجددة في مصر إلى بلوغ حوالي 42%، من إجمالي الكهرباء الناتجة من المصادر المتجددة بحلول 2035.
وتابعت: كما أن مصر من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية - كما أنها إحدى الدول الموقعة على اتفاقية باريس، لذلك اتخذت مصر خطوات سريعة ومهمة في تبني الخطط والمقترحات التي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية فيما يتعلق بمجال إنتاج الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك إقرار حوافز إضافية للاستثمار في هذا المجال، وما تقوم به من جهود لتحديث استراتيجية الطاقة لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، بما يعزز ويخدم استراتيجيتها الطموحة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة الجديدة والمتجددة.
وبالإضافة إلى ذلك، تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون خلال الفترة الماضية، مع عدد من الأطراف والشركات العالمية لتنفيذ مبادرات ومشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، والتوقيع على اتفاقية التطوير المشترك لمشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الصناعية بالعين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتوقيع اتفاقية الشروط الرئيسية لعقد شراء الهيدروجين، بين كل من: صندوق مصر السيادي، وشركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة، وشركة أوراسكوم للإنشاء وشركة فيرتيجلوب، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة ميرسك العالمية لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن والوصول لانبعاثات كربونية صفر.
جدير بالذكر، أن كل هذه الجهود من شأنها تحويل مصر إلى ممر لعبور الطاقة النظيفة إلى أوروبا والعالم، ولتوطين صناعة الهيدروجين في مصر، خاصة في المراحل الأولى من تطوير الهيدروجين الأخضر، وتحتاج الصناعة إلى الاعتماد على حزم تحفيزية مع نشر التقنيات الجديدة وتوسيع نطاقها.