اهتمّ الإسلام ب تسوية الصفوف بين المصلين في صلاة الجماعة اهتماماً كبيراً، وجعلها من آداب المسجد عند إقامة الصلاة، وبيّن للمسلمين كيفيّة تسوية الصّفوف وفضلها وأهمّيتها.
وقد اتفق العلماء على أن تسوية الصفوف هي من السنن المؤكدة في صلاة الجماعة؛ بل نص الحنفية وغيرهم على أنها واجبة على الإمام، غير أنه ينبغي أن تكون تسوية الصف بالتأليف والمحبة، خاصة بعد قلة العلم؛ فالأمر يتطلب مزيدا من الرفق بالناس لتعليمهم وتفقيههم.
ودلّت السنة النبويّة على ذلك، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ) متّفق عليه.
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ: (اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، قال أبو مسعود: "فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلَافًا" رواه مسلم.
وعن بُشَيرِ بن يَسَارٍ الأنصاريِّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قدم المدينة فقيل له: مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلا أَنَّكُمْ لا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ" رواه البخاري.