قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد خلال المرحلة الراهنة حالة من التوتر الشديد نتيجة المتغيرات الإقليمية والدولية المتتالية والتي أدت في مجملها إلى تزايد المخاطر الأمنية والتحديات التنموية.
ونبه اللواء محمد إبراهيم -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش انعقاد الندوة التي ينظمها المركز المصري اليوم الخميس، بعنوان "المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط"- إلى أن هذا الوضع تطور حتى وصل إلى مرحلة المواجهات العسكرية الإقليمية المباشرة التي نشاهدها الآن، وهو الأمر الذي ينذر باحتمال اندلاع حرب إقليمية سوف تترك تداعياتها السلبية على المنطقة لفترات طويلة.
وأضاف أنه يمكن النظر إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أكملت عامها الأول، ليس من المنظور العسكري فقط ولكن لا بد أن نتعامل معها من منطلق أنها إحدى الخطوات الممنهجة التي تتبعها إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال حرب الإبادة التي تقوم بها تجاه السكان الفلسطينيين.
وتابع أن هذا التصعيد امتد من قطاع غزة إلى الساحة اللبنانية وبدء الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما يحمل في طياته إمكانية نشوب مواجهة عسكرية أوسع بين إسرائيل وإيران.
وأعرب عن اعتقاده بأنها مسألة وقت ومن ثم فإن المنطقة أصبحت مهيأة لتوسيع دائرة الصراع وحرب شاملة وانفجار غير محسوب، منبها إلى أن هناك العديد من الصراعات التي تكاد تفتك بالمنطقة واستقرارها ومستقبلها، ومن بينها الأوضاع في السودان والقرن الإفريقي والبحر الأحمر وتأثير ذلك على حركة التجارة العالمية.
وشدد اللواء محمد إبراهيم على أهمية انعقاد ندوة "المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط"، موضحا أنه في ظل هذه التعقيدات الإقليمية أصبح من الضروري تحديد طبيعة المتغيرات الراهنة في المنطقة وتأثيراتها من أجل الوصول لرؤية استشرافية تهدف إلى تعظيم دور الدولة الوطنية، وتحديد كيف يمكن أن نبني منظومة الأمن الإقليمي التي من شأنها أن تحقق الاستقرار المفقود في المنطقة.