دخلت الأوضاع الجيوسياسية ب الشرق الأوسط فى هدوء نسبي عقب توجيه إسرائيل و الولايات المتحدة هجوما على منشآت عسكرية إيرانية فجر السبت الماضي، ولكن التحليلات الإسرائيلية تسأل: ماذا سيحدث بعد عودة الكرة إلى ملعب إيران، وهل إسرائيل مستعدة لهجمات "البينج بونج"؟
تاريخ المواجهات
إذا أردنا معرفة ما سيحدث في الشهور الـ 6 المقبلة، علينا أولا أن نراجع تاريخ المواجهات الإيرانية الإسرائيلية خلال عام 2024، ونبدأها في 1 أبريل، حين نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة على مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا، واسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الإيراني الكبير في فيلق القدس.
تحولت إيران إلى وضعية الدفاع عن النفس، ويمثل هذا الهجوم، أول اعتداء مباشر على أرض الخصم، لأن القنصلية في سوريا تُعتبر أرض إيرانية، وتوعد حينها "علي الخامنئي" إسرائيل بالرد قائلًا: «النظام الشرير سيُعاقب، وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة».
الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل
وبعد نحو 12 يوما وبالتحديد في 13 أبريل 2024 شنت إيران هجومًا "محدودًاومعروفة تفاصيله" على إسرائيل، واستخدمت عددا من المسيرات و350 صاروخا الصواريخ ليعتبر أول رد عسكري مباشر ينطلق مباشرة من إيران إلى إسرائيل.
يشار إلى أن الأمور لم سلمية قبل هذه الأحداث، فالدولتين بينهما حرب بالوكالة، تديرها إيران باستخدام أذرعها في الشرق الأوسط، في حين تحتمي إسرائيل ب الولايات المتحدة الأمريكية التى توقع العقوبات وتنفذ عمليات الاغتيال تجاه قادة إيران.
الهجوم الإسرائيلي على إيران
ثم عادت كرة البينج بونج، إلى ملعب إسرائيل، التى ادعت حقها في الدفاع عن النفس، وردًا على الهجوم الإيراني، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الانتقامية في فجر 19 أبريل 2024 عبر مسيرات صغيرة، استهدفت قاعدة جوية عسكرية في مدينة أصفهان.
اغتيال إسماعيل هنية
وفى خطوة مفاجئة، وتعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي، أقدمت إسرائيل في 31 يوليو 2024، على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، أثناء مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
اغتيال حسن نصر الله
ثم تبعتها إسرائيل بخطوة أكثر خطورة في 27 سبتمبر 2024، ونفذت غارة جوية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، اغتالت خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومعه علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله، والجنرال الإيراني عباس نیلفروشان نائب قائد عمليات الحرس الثوري.
الرد الإيراني على تل أبيب
وأمام هذه الهجمات الدموية، والتى دقت ناقوس الحرب، وجدت إيران نفسها في وضع يحتم عليها الرد على عاصمة الكيان الصهيوني، وأطلقت إيران فى الأول من أكتوبر 2024، أكثر من 200 صاروخ في موجتين على الأقل، استخدمت إيران صواريخ باليسيتية وفرط صوتية من طراز "فتاح-1".
ورغم وجود الدفاعات الأمريكية والبريطانية إلى جان الدفاعات الإسرائيلية، إلا أن الصواريخ عبرت المسافة بين إيران و إسرائيل خلال أقل من ربع ساعة، وتخطت الغالبية العظمى من الصواريخ، دفاعات إسرائيل وحلفائها، وحققت خسائر كبيرة فى إسرائيل.
أكاذيب إسرائيلية
ورغم التأكيد الإسرائيلي الأمريكي على محدودية هجوم إيران، إلا أن السوشيال ميديا لعبت دورا فى تكذيب الرواية الإعلامية الإسرائيلية، وعادت كرة البينج بونج إلى ملعب إسرائيل، لتتوعد بالرد.
هجوم محدود
وفي يوم الجمعة 25 أكتوبر 2024، وبمساعدة 20 طائرة من KC - 135 أمريكية للتزود بالوقود، وقفت 100 مقاتلات أمريكية تحمل علم إسرائيل، في الجو على حدود إيران وأطلقت هجوما تصدت له الدفاعات الجوية الإيرانية من منظومة إس 300، وحققت "أضرارا محدودة" على حد وصف الخارجية الإيرانية، ثم أعلنت "حق طهران الأصيل في الدفاع عن النفس" ضد العدوان الأجنبي.
وأمام هذا السرد التاريخي للأحداث خلال العام 2024، والذى استعرض جولات الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، مع الإشارة لاستمرار العدوان على لبنان وتنفيذ إبادة جماعية بحق غزة، فإن استمرار الأاحداث على هذا النحو، يشير إلى حتمية جولة جديدة، ومع سخونة هجمات البنج بونج، يمكن أن نصل إلى انقلاب الطاولة.