بيل جيتس الكريم المزيف

بيل جيتس الكريم المزيفحسين خيري

الرأى10-11-2024 | 14:18

"الشخص الأكثر رعبا في العالم" وصف شديد القسوة يصور الجوانب الخفية للملياردير الأمريكي بيل جيتس ، ويكشفها كتاب نشرته الصحفية "أنويريتا داس" طبقا لروايات عاملين بمؤسسته الخيرية، وأوضحت فيه اعتراف موظفين سابقين في مؤسسة جيتس الخيرية الكبري بأنه شخصية متسلطة، وينقل رؤية المقربين منه بأنه ملك متجبر، وهذا علي النقيض من المتعارف عليه أنه رجل دولة عالمي ورجل الخير والبر.

وشبّهه أحد المديرين التنفيذيين السابقين في مؤسسة جيتس بالملك لويس الرابع عشر، وطابق في وصفه مشهد ذعر موظفي جيتس وهم في حضرته بمشهد انحناء رجال البلاط الملكي بين يدي لويس الرابع عشر أملاً في كسب وده.

ولخص مدير آخر أسلوب إدارة جيتس بأنه يستغرق وقتا طويلا في الذهاب والإياب لمكتبه بدلا من أن يسعي إلي إنجاز احتياجات الناس والاهتمام بالاستماع إلي شكواهم.

وتخطي الكتاب "النقد الذاتي" للملياردير بيل جيتس، وأشار إلي استغلال سلطته المالية في تشكيل العالم وفقا لرؤيته الشخصية المغرضة، وانتقد المتحدث الرسمي لجيتس مضمون الكتاب، وقال إنه يحتوي علي شائعات وأكاذيب مضللة تتجاهل الحقائق الموثقة.

وبرغم من ذلك لم يكن كتاب الصحفية الأمريكية داس هو الكتاب الوحيد الفاضح لسلوك بيل جيتس المريب، فقد سبقه كتاب للصحفي "ليونيل أرتك" بعنوان "من الكرم الزائف.. مؤسسة بيل وميليندا جيتس"، ويسرد فيه الصحفي أرتك المقصد الحقيقي من مؤسسة جيتس الخيرية، ويتمحور في عنصرين، الأول محاولة مؤسسات جيتس الاستثمارية التهرب من دفع الضرائب المستحقة، ويتمثل العنصر الثاني في التوجه نحو المشاركة مع شركات استثمارية عالمية سيئة السمعة.

وتعمل تلك الشركات داخل البلدان النامية في مجالات بيع الأسلحة والأغذية الرديئة والصناعات البترولية، وتستثمر هذه الشركات أموالها في بلاد إفريقية بحجة مساعدتها ودعمها في مشروعات تنموية لمحاربة الفقر والجهل، غير أنها في الواقع تحتكر إنتاج محاصيلها الزراعية وركائزها المعدنية، ثم تلقي بالفتات لملاك الأراضي.

ومن ناحية أخري، تروج هذه الشركات المدعمة من جيتس بيع المنتجات الزراعية الكيميائية والمحاصيل المعدلة وراثية، لكي يزيد ثراؤها علي حساب حكومات البلدان الفقيرة، وفي نفس الوقت تجعلها حقل تجارب لمنتجاتها المشبوهة، وما لا يعرفه إلا القليل عن جيتس أن دعاوي قضائية مرفوعة في أوروبا ضده منذ نهاية التسعينيات، واتهمته بإجراء ممارسات احتكارية.

ويقول الكاتب في النهاية إنه وجد هوة بين الحقيقة والواقع في سلوك بيل جيتس.

وسلوك بيل جيتس ليس سوي انعكاس لسياسات الغرب المعلنة الداعمة لحقوق الإنسان والحريات والسياسات الواقعية العدائية المستمرة منذ الاكتشافات الجغرافية في أواخر العصور الوسطي.

أضف تعليق