أكد رئيس جامعة القاهرة السابق الدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة، أنه اذا تفَهَّم المؤرخ أن طبيعة العمل الدرامي هي غير طبيعة العمل العلمي الذي يتطلب معايير كثيرة، فالعمل الفني عالمه ورؤيته الخاصة، وهو يستأنس بالعمل العلمي، لكن لا يجب أن يلتزم بمعاييره، لأن العمل العلمي يخاطب العقل، والدرامي يخاطب المخيلة .
جاء ذلك خلال ندوة عقدت اليوم ضمن فعاليات الدورة الـ 43 ل معرض الشارقة الدولي للكتاب شارك فيها الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق، أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة، وكاتب السيناريو والقاص الروائي عبد الرحيم كمال، وأدارها غيث الحوسني .
وأضاف الخشت "إن العقل يمكن أن يتعامل مع النص، لكن عندما يتحول النص إلى مشاهد بصرية، فهناك جسر لنقل النص من عالمه الحقيقي إلى العالم الدارمي البصري وهو بذلك يحتاج إلى أدوات كثيرة قد يخالف بعضها المؤرخ، لذلك لا أرى إشكالية في اختلاف المؤرخ والكاتب بشرط أن تكون هناك محصلة لا تختلف مع التاريخ، وكذلك لا مانع من دخول شخصيات وهمية مع حقيقية طالما أن رسالة العمل وصلت للجمهور بكل صورها" .
من جانبه.. قال عبد الرحيم كمال إن الأمانة تقتضي أن يتم نقل التاريخ كما هو، مضيفاً: "للعمل التاريخي قواعد وشروط ولا يمكن للعمل الأدبي أن يكون عملاً تاريخياً وإن استوفى الكثير من الأسس العلمية، فقراءة روايات لنجيب محفوظ مثل الحرافيش، وأولاد حارتنا، تُكوِّن فكرة كبيرة عن مصر حتى لمن لم يزرها، فهي يمكن أن تعطيك صورة، لكنها لايمكن أن تعطيك تاريخاً، فالأديب هنا ليس مؤرخاً " .
وعن إمكانية إنهاء القطيعة بين الجمهور العربي والدراما، أكد عبد الرحيم كمال -مؤلف 14 مسلسلاً دراميا مثيراً بينها : شيخ العرب همام، ويونس ولد فضة، والحشاشين- "أن إنهاء القطيعة يوقف على ما يمكن تقديمه للجمهور العربي من الأعمال التي تلامس اهتماماته، فإن حصل عليها طرح كل اهتماماته الدرامية الأخرى غير العربية، فهو جمهور ذكي جدًا"، وكأنه يقول للكاتب: "إذا لم تعطني عملاً جميلاً، لن أعطيك تقييماً في المقابل، فالمسألة مسألة عمل جيد وتنتهي القطيعة، لأن معيار الدراما العربية الجودة وليست الهوية" .