استعرض المخرج المصري خيري بشارة بعض من ملامح تجربته السينمائية ورؤيته في صناعة الأفلام، خلال ندوة حوارية بعنوان "مرآة مصر: الهوية في عيون خيري بشارة"، أُقيمت ضمن فعاليات الدورة 45 ل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور الفنانة آية طارق، والمخرجة هيا خيرت، وعدلي توما، وأدارها المخرج عمر الزهيري.
بدايات فنية وصعوبات مالية
تحدث بشارة عن تأثره بالسينما الواقعية الإيطالية والسينما الحرة الإنجليزية، موضحًا أنه منذ تخرجه في معهد السينما، كان يسعى لتحقيق التعبير الذاتي وإحداث ثورة تغيير، وأن فيلمه الأول كان يحمل بعضًا من سيرته الذاتية، واستوحى شخصياته من الحياة.
وكشف المخرج المصري أنه ينتمي إلى البرجوازية الريفية رغم انحيازه المبكر لطبقة الفلاحين، كما قال إنه في بداية حياته المهنية واجه تحديات مالية كبيرة، لذا اعتمد على دعم أصدقائه من الوسط الفني، منهم المخرج عاطف الطيب والكاتب وحيد حامد، مشيرًا إلى العمل في المسلسلات التلفزيونية ساعده على تأمين الاستقرار المالي اللازم.
أوضح بشارة أنه بعد إخراج 4 أفلام، شعر بأنه بلغ حدود ما يمكن أن يقدمه على الشاشة الكبيرة، وهو ما دفعه لإنتاج فيلم "كابوريا".
وأشار إلى أنه استوحى فكرة الفيلم من كتاب عن الملاكمة، إذ ظهرت له فكرة الفيلم كصور غامضة، وليس كقصة واضحة، ليتحول الفيلم في ذهنه إلى تجربة تعكس التناقضات بين الأغنياء والفقراء والتنقلات الطبقية.
وروى بشارة أن بعض زملائه شككوا في توجهاته بعد هذا الفيلم، مؤكدين أنه تخلى عن طموحاته السابقة، في حين أوضح أن رغبته كانت تتمحور حول تقديم عمل مختلف يتجاوز إطار تصنيفات السينما التقليدية.
نضج التجربة السينمائية
أكد بشارة خلال الندوة أنه يفضل أن تحمل أفلامه الروائية طابعًا تسجيليًا، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعبر عن نضجه الفني، لكنه نادرًا ما يشاهد أفلامه.
وعبر بشارة عن امتنانه وتقديره لكل من أسهم في مسيرته السينمائية، مشيرًا إلى أن نجاحه في كسر التصنيفات الفنية منحه الحرية التي يسعى إليها للتأمل والتفكير دون قيود.
دعم المواهب الشابة
وخلال الندوة، تطرق عدلي توما إلى مشروعه "سينما تك"، الذي يسعى من خلاله إلى دمج ريادة الأعمال والتكنولوجيا مع صناعة السينما، لافتًا إلى أن هذا المشروع يسعى لدعم المواهب الشابة ممن لديهم أفكار إبداعية لتطوير المجال السينمائي.
وأضاف أن المبادرة أُطلقت عام 2022، وحققت نجاحات ملموسة، إذ شاركت في مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان فينيسيا وغيرها، وحصلت على 5 جوائز، وكان من بين المشاركين أحد خريجي المبادرة الذي قدم فيلمًا لاقى تكريمًا في مهرجانات عالمية.