لن يكون ترند " طبيبة النساء " وما احتوى عليه من إساءات وافتراءات، هو آخر الترندات المثيرة للاشمئزاز، والعاكسة بالضرورة لخطورة ما يمكن أن يصيبنا من أمراض ذلك الفضاء الأزرق الممتلئ بالفيروسات التي تنهش فى عظام الشعوب ضمن محاولة نخر أعمدة الوعي المستندة إليها فى معاركها الشرسة والمتجددة خلال حرب الشائعات الضروس التي تديرها الجماعة الإرهابية وغيرها من أهل الشر.
كمية الأكاذيب التي انطلقت فى الفترة الماضية وحجم الزيادة التي أشار إليها تقرير الشائعات الذى صدر مؤخرًا عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء تقول إن هناك حربا تدور رحاها بشراسة قصوى فى محاولة لاستغلال التحديات الكبرى التي يتعرض لها الوطن بالداخل والتي تحيط به من الخارج، لذلك تطفح علينا بالوعات التواصل الاجتماعي من وقت إلى آخر وبشكل منتظم ومكثف أسوأ ما تخفيه فى جوفها، بهدف توصيل المواطن إلى حالة من اليأس يسهل معها التأثير عليه وجره إلى حيث تريده أن يسقط ويسقط معه وطنه، فيما سمى بـ "الانتحار القومي" الذي حذر منه الرئيس السيسي قبل فترة، مجددًا تحذيره من خطورة هذه الفترة وما ينتشر خلالها من كمية شائعات لم تحدث من قبل.
لذلك تبقى مهمة التصدي لهذا النوع من الحروب خاصة فى الأوقات التي تستعر فيها، مهمة قومية مقدسة، وواجب وطني على كل من تظله سماء هذا الوطن وتحمله أرضه، مهمة المواطن والدولة سويا، فيجب على الدولة بكافة أجهزتها أن تتصدى لهذا النوع من حروب الجيل الخامس بعدم إتاحة الفرصة لذباب النت التصيد وتعكير المياه، مستغلًا خطأ أو تقصير ما، وتحويله إلى "ترند" أجوف ينتهي إلى تأثير سلبي بالغ على قطاع كبير من المواطنين الذين ليس لديهم حتى الآن "المناعة الرقمية"، وما زالوا لا يملكون أدوات لمواجهة هذا النوع من الأدوات الإلكترونية لنشر الشائعات سواء لجان إلكترونية وذباب إلكتروني.
ولا ننكر أن هناك جهودًا كبيرة تبذل من أجهزة ومؤسسات فى الدولة للتصدي لهذا النوع من الحروب وقد حققت نجاحات كبيرة وما زالت، ولكن الأمر يتطلب معه جهودًا أكثر خاصة فى ظل التطور السريع للأدوات التي يستخدمها مروجو هذه الشائعات، فيجب أن ننتقل من مرحلة النفى والتكذيب الى مرحلة المنع من المنبع عن طريق ألا نعطي فرصة أو مبرر أو ذريعة لهذا الجالس خلف الكيبورد متربصا أي خطأ لتحويله إلى جريمة يأكل عليها ويشرب لفترة طويلة، ويدعم ذلك ويزيد من تأثير أن يكون لدينا حالة الوعي الجمعي مبنية على أسس قوية ومتماسكة تستطيع أن تتصدى وتنتصر لأن ذلك هو الضمانة الأهم والأقوى لتحقيق النصر فى هذا النوع من الحروب.
ويستقيم ما سبق أن ندعم انتشار أسلوب وحملة سبق الدعوة إليها وتنفيذها فى دولة الإمارات الشقيقة، لمواجهة هذا النوع من الذباب الإلكتروني، وهو أسلوب التجاهل الناعم عن طريق استخدام خاصية "البلوك" لكل شخص أو حساب يصدر عنه هذا النوع من الأكاذيب والأباطيل، لن يكلفك الأمر أكثر من ضغطة زر، وينتهى على الفور وجود هذه الذبابة من حياتك للأبد، ومع تكثيف نشاط البلوك لهذا النوع من "العك" نستطيع فى وقت قصير ونحن أعدادنا كبيرة، تحقيق نصر كبير عليهم وتحجيم بل والقضاء على نشاطهم.
#بلوك_للعك ، هاشتاج أتصور أنه فى غاية الأهمية، فلو قام كل مصري داخل مصر وخارجها بتفعيل هذا الهاشتاج، سوف نحقق نصرًا كبيرًا - خلونا نجرب- ، وأتمني لو أن شخصيات عامة ومعروفة وفنانين وإعلاميين ورياضيين ومؤثرين، ومن لهم متابعون كثر، الترويج لهذا الهاشتاج، أظن أن هذا لو حدث، سوف نحقق انتشارًا واسعًا وتأثيرًا بالغًا.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن