تحولات جوهرية فى أنماط التسليح فى أفريقيا والتغير فى أنماط المخاطر و التهديدات

تحولات جوهرية فى أنماط التسليح فى أفريقيا والتغير فى أنماط المخاطر و التهديداتتحولات جوهرية فى أنماط التسليح فى أفريقيا والتغير فى أنماط المخاطر و التهديدات

*سلايد رئيسى9-3-2019 | 00:06

بقلم: السفير الدكتور محمد عبدالحميد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق

باتت التهديدات الأمنية الراهنة على الساحة الأفريقية مرتبطة إلى حد كبير بالمهددات المرتبطة بنشاط الجماعات الإرهابية الممتدة من شرق القارة إلى غربها مروراً بإقليم الساحل والصحراء (س /ص) ، كنشاط جماعة الشباب الإرهابية فى الصومال والممتد نشاطها لشرق القارة خاصة فى كينيا ، أو جماعة بوكو حرام فى غرب القارة وتحديداً فى الشمال النيجيرى ، بينما تتعرض دول أقليم الساحل الأفريقى الممتد عبر الصحراء الكبرى الأفريقية فى بلدان النيجر ومالى وبوركينافاسو والصحراء الكبرى الجنوبية لحدود دول الشمال الأفريقى والتى توفر ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية المسلحة وفضاء للانتقال البرى الحر العابر للحدود، وتختلط فى مساراتها مع جماعات المعارضه المسلحة فى جنوب ليبيا وتشاد وجنوب الجزائر وتونس وحتى المغرب وموريتانيا.

وبالإضافة للجماعات الإرهابية تنتشر الجماعات والمليشيات المعارضة لنظم الحكم فى دول الساحل والصحراء ، ودول شمال ودول وسط أفريقيا كالوضع فى مالى وتشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر والجزائر وغيره من مناطق شرق ووسط القارة.

وانحسرت إلى حد كبير التوترات الحدودية والصراعات بين البلدان الأفريفية لأسباب تتعلق بمسار التعاون من خلال الاتحاد الأفريقى، وتسوية خلافات الحدود بين الدول الأفريقية بعد سنوات الاحتلال والاستعمار والفصل العنصرى ، ليبقى التهديد الأمنى الأخطر هو المرتبط بالإرهاب ، بل وأحيانا المناوشات بين القبائل والجماعات والمليشيات المسلحة، أى أن أدوار الجيوش الوطنية محفوظة ولكن ليست فى سلم أولويات دول القارة والتى تنظر باهتمام لأى دعوة مصرية رائدة لتعزيز قدارت التسليح فى تلك الدول ، والتى يجب تدارسها للإتفاق على نوع المعدة المطلوبة والمرتبطة بنوع التحدى الماثل.

ولما كان الإتفاق على أن المواجهه مع جماعات ومليشيات مسلحة انفصالية أو إرهابية ، فأن نوع المعدة يجب أن يتوافق مع نوع التهديد من ناحية ، ونوع طبوغرافية المواجهة التى تتم فى نطاق صحراوى مكشوف يحتاج معدة سهلة الحركة ووسائل رقابه وتجهيزات تتلائم مع مسرح عمليات صحراوى مكشوف أغلبه يحتاج سرعة حركة ومعدة محمولة أو مركبة تتوافق مع إحتياجات تلك البيئة ونوع التهديد الناجم عن عمل عصابات ومليشيات أو تنازع قبائل عراقى ، أى أن دور الجيوش لم يعد على أهميته هو شغل الأشقاء فى أفريقيا حالياً.

وعليه يصير من الضرورى أن يتم بعد أخذ نوع المهدد (الإرهاب) وطبوغرافية مسرح العمليات (صحراء مكشوف) ، تحديد نوع معدة خفيفة سهلة الحركة تتنقل بسهولة فى مسارات رملية وطرقات وعرة، وعليه يكون شكل تلك المعدات ملائم لحاجات الدول الأفريقية الذى أبدوا تقديراً لما تقدمه مصر ممثلة فى الهيئة العربية للتصنيع أو وزارة الانتاج الحربى.

ومن هنا يمكن النظر فى إتباع الاستراتيجيه الوطنية الأفريقية التالية:

حصر المنتجات العسكرية والتى تتصف بالمرونة وسهولة الحركة mobility ، والمعدة المحمولة خفيفة الوزن والممكن التنقل بها ، وما يمكن تحميلك عليها من معدات بصرية وأجهزة رصد وإستطلاع ، ومن ذلك عربات مدرعة خفيفة ومعدات تسليح ملائمة، وعربات جنود خفيفه كسيارات جيب مجهزة. وتحت بند المعدة سهلة الحركة التى تفيد حروب العصابات والميليشيات المسلحة يمكن الإستقرار على عدد من المنتجات المتاحة أو ما يمكن تصنيعه مع شركاء لهم باع طويل فى حرب العصابات مثل جنوب أفريقيا أو الدخول فى شراكات بحثاً عن هذا النوع تحديداً من التسليح.

كما يمكن إضافه منتج للإستطلاع الجوى الخفيف Drone للتصوير والمسح الجوى ، وكذلك الأسلحه الخفيفه المحمولة والتى قد تشتمل على سيارات خفيفه ملائمه للبيئة.

تحتاج البلدان الأفريقية لصور إستطلاع لكشف مسرح العمليات وكشف معسكرات الأرهاب وهى خبرة يمكن لمصر من خلال سرب للإستطلاع تبادله مع الأشقاء فى مهام زائرة ومؤقتة، كما يمكن الأستفادة من صور الأقمار الصناعية الحديثة من القمر الأخير سات2 وتعد المعلومات أحد أهم جوانب دعم قدرات الدول الأفريقية فى مواجهة الإرهاب، ويكون مرتبطاً بالعقود والمهام المرسلة لدولة أفريقية مساحة من المعلومات المباشرة المتاحة لتلك الدولة وتوقيع بروتوكول تعاون معلوماتى وأستخباراتى جاذب لعقد الصفقات كما يمثل التدريب وتأهيل الكوادر الأفريقية أحد أهم ٍمداخل تأسيس علاقات وشراكات عسكرية وبيع نظم تسليح ، فخلال دورات التدريب وأحتفاليات التخرج يتم دعوة المسئولين ورؤساء الأركان وقادة الجيوش للتعرف على التقنيات الحديثة وما تقدمه مصر من إمكانيات موضوعه تحت إمرة الأشقاء.

ويكون مناسبا كذلك إعداد كتالوج للمعدات المتاحة أو الممكن إنتاجها لمواجهة جماعات إرهابية أو أنفصالية سهلة الحركة والمناورة ، ويتم كذلك إقامة معرض دائم يتم دعوة الزوار المسئولين الأفارقة تباعاً لزيارته ، فتتعزز الصلات ويتم التعريف بالمتاح على الصعيد الانتاجى الوطنى ويعد تدارس نمط تمويل وخطوط تمويل ميسرة ومبتكرة أحد أهم مداخل توسيع نطاق التعاون العسكرى مع الدول الأفريقية وبشروط ميسرة ، وربما من خلال تصنيع مشترك ولو محدود فى بلدان أكثر أستقراراً مثل أثيوبيا أو كينيا أو روندا وتنزانيا وبعض دول منطقه الساحل الأفريقية.

أن دعوة المسئولين والسفراء المعتدين بالقاهرة أحد مداخل ذلك العلاقة ، وأقامة ندوة على سبيل المثال لمكافحة الإرهاب فى القارة الأفريقية ، ويدعى على هامشه مسئولى الأمن والأستخبارات ورؤساء الأركان وقادة الجيوش لمصر ، ويصاحب المؤتمر الأفريقى أو لحضور المناورات المختلفة، إقامة معرض تسليح ومعدة مطلوبة، فى إجراء يستكمل منظومة للتواصل وجذب الإخوة الأفارقة لتلبية إحتياجتهم العسكرية والأمنية من مصر بقدراتها الواسعة والتى تضعها كاملة تحت إمرة الأشقاء فى أفريقيا.

ولعل من المناسب البدء بعدة خطوات لتفعيل الحراك المصرى على الصعيد الأفريقى فى واحدة من أهم المجالات وهو التعاون العسكرى والأمنى ، ويكون مناسباً تفعيلاً لما سبق إتخاذ بعض الخطوات والمبادرات الهامة منها :

1- دعوة السفراء المعتمدين بالقاهرة وملاحق الدفاع بالسفارات الأفريقية بالقاهرة لجولة ميدانية فى إحدى صالات العرض الشاملة لمعروضاتنا العسكرية مع التركيز على المعدة الملائمة لمسار العمليات ، وتحميلها بالمعدات الملائمة من قوة نيران واستطلاع بصرى ، وكذلك للمعدة المحمولة الملائمة لمواجهة الإرهاب.

2- اقامة ندوة عن مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية على الساحة الأفريقية يدعى إليها عدد من كبار المسئولين والعسكريين الأفارقة من وزراء دفاع ورؤساء أركان ، ومسئولى أجهزة أمنية، ويصاحب إقامة الندوة، إقامة معرض متخصص لمعدات مكافحة الإرهاب وأحدث التقنيات ( يقام على سبيل المثال فى لندن يومى 4-5 مارس الجارى معرضا لمعدات مكافحة الإرهاب).

3- سيزور مصر خلال الأشهر القادمة عدد كبير من السياسيين وكبار المسئولين الأفارقة ، فيتم التنسيق لتخصيص جانب من البرنامج لزيارة Show Room جناح العرض الدائم الذى يتم فيه تقديم عرض للمعدات ونماذج التسليح الملائمة لمواجهة الإرهاب كمعدة متنقلة أو حتى ثقيلة مع أجهزة إطلاق نيران خفيفة ومعدات كشف متفجرات وروبوت، وأجهزة بصرية واستطلاع ، ومعدات حماية مناطق الحدود ورقابتها.

4- تدبير تمويل ميسر بالتعاون مع أحد البنوك المصرية مدعوم من وزارة الدفاع أو الدولة، ويعوض فارق الدعم المقدم للقرض من استمرارية العلاقة والحاجة للتدريب والخبراء وقطع الغيار ، الاهم هو توطين "المعدة " المصرية فى نظم تسليح البلدان الأفريقية.

5- وختاما يمثل عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى فرصة سانحة لتعزيز الروابط العسكرية والتقنية التى يمكن أن تحقق عوائد اقتصادية وسياسية وأمنية تخدم أهداف أمن قومى وتكون سندا ورافدا لصناعاتنا الحربية العتيدة.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2