بالصور: مبادرة الأزهر والكنيسة لتعزيز القيم الأخلاقية

* عاجل14-2-2017 | 22:51

gogo

كتب: محمود شليان ترأس فضيلة الأمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الاجتماع التشاورى الذى أقيم بمشيخة الأزهر لتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية فى المجتمع المصرى، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء والشخصيات السياسية والعامة والدينية.. وفى كلمته التى ألقاها فى اللقاء أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الاجتماع نتاج لفكرة مشتركة بينه وبين البابا تواضروس جاءت خلال أحدى اللقاءات بينهما، مضيفا أن مصر بلداً خلق للبقاء والخلود، وأن شعبها فى رباط إلى يوم القيامة، وهو شعب أصيل أنقذ وطنه من براثن مخطط جهنمي أريد منه تدمير مصر والمصريين، مشيراً إلى أن صمود الشعب المصرى قد لا يكون نابعاً عن ثقافة يتلقاها، وأنما هو سر كامن يتمثل فى القيم المستقرة فى تراثه الحضارى والديني والتاريخى.. وأضاف الطيب أن تآكل قيم هذا الشعب النبيل بصورة مقلقه، هو نتيجه لما تعرض له فى العقود الأخيرة من تغييرات اجتماعية أثرت على منظومة القيم، وانعكست بالسلب على تماسك الشعب، وترنح كثير من القيم الاجتماعية الحاكمة لحركة المجتمع، وانطمست معالمها عن قطاع عريض من شبابنا واصبح الآباء والآبناء يعيشون فى جزر منعزلة، لكل رؤيته وفلسفته وعالمه الخاص، ولا سبيل لعلاج هذه الأزمة المستحكمة الا بعودة الوعي بالقيم الاصيلة وفى مقدمتها القيم الانسانية المشتركة.. من جانبه أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، أن الانسان يحتاج فى تربيته إلى 5 محطات رئيسية هي بالترتيب، الأسرة، يليها المدرسة ثم المؤسسة الدينية ثم الاصدقاء واخيراً الاعلام، ولكن هذا الترتيب أصبح معكوساً فصار الاعلام هو الذى يربي ثم الاصدقاء، وأخيراً جاءت الاسرة التى قل دورها بسبب ظروف أقتصادية ضاغطة، ولذلك يجب أن نعمل جميعاً كلَّ فى تخصصه لضبط هذه المنظومة.. وأضاف البابا تعلمنا أن الثروات لاتوجد فى باطن الأرض، ولكن الثروات الحقيقية فى فصول الدراسة، والأسرة هى الدراسة الصحية.. فالانسان يحتاج إلى الشعور بالاحترام، وأنه كائن أرسله الله لرسالة، وهذا الاحترام يبدأ من الأسرة، فاحترام الطفل وشخصيته هو البداية، فالطفل أغلي مادة خام موجودة على أرض مصر.. وواصل البابا تواضروس قائلا: يجب احترام المرأة، والمرأة المصرية لها مكانة كبيرة، فهي صانعة الرجال، ووراء كل عظيم امرأة قد تكون أمه أو زوجته أو أخته، والقرن الـ 21 هو "قرن المرأة"، ولذلك فأن احترام المرأة فى الفن والثقافة والعبادة والحياة يجب أن يغرس منذ الصغر.. وأضاف تواضروس، يجب ان نضع امام اعيننا 3 أمور: أولها أن محبة المال أصل كل الشرور، لذلك فاتجاه الاعمال الفنية والثقافية نحو المال فقط اضرار بالمجتمع الذى يجب أن يقف بقوة أمام ذلك، فالفضيلة أهم من المال، ثانياً أن محبة التربية أصل لكل تقدم، ومن هنا أدعو ان يكون لكليات التربية فى مصر وضعية خاصة بحيث تخرج من فكرة المجموع، وأن يختار الطالب بعناية فائقة نفسية وروحية وعلمية واجتماعية، لأن ذلك يعد مدرساً يمثل حلا لمشاكل الوطن، ولذلك أيضًا يجب ان تكون هناك عناية خاصة بالمدرسين الذين يشكلون الوعي والضمير والثقافة والمعرفة، وثالثاً أن محبة الانسان للأنسان أصل كل سعادة، أن يحب الآخر مهما كان وضعه، هذا هو سر السعادة لأنك لو انخدعت فى ذاتك، سوف تبني جداراً بينك وبين السعادة.. نحن نحتاج إلى القلب المتسع والفكر المتفتح والروح المتضع، والعمل والفكر معا وان تكون جهودنا نبيلة خالصة من أجل الوطن.. وخلال اللقاء أقترح الحاضرون تدشين حملة بعنوان "بأخلاقنا.. تتغير حياتنا" تدعو من خلال فعاليات متعددة كل أطياف المجتمع وفى مقدمتهم الشباب إلى التمسك بالقيم الأخلاقية فى المعاملات والسلوكيات، وأن يتم التحرك فى هذا الاطار من خلال منابر المساجد والكنائس ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات.