مصادر - وكالات
كشفت صحيف "ديلي بيست" الأمريكية تفاصيل جديدة تأتى فى إطار توظيف نظام الحكم القطرى لثروة البلاد للإنفاق على أحلام السفاهة، ومحاولات شراء الذمم والمساندة والدعم الأجنبى، وخاصة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، عبر اللجوء إلى دفع الأموال الطائلة لجماعات الضغط وممثليها ووكلائها، لاختراق البرلمان الأمريكى "الكونجرس" للتأثير على قراراته.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها إنه فى صيف العام الماضى 2018، كان عضو الكونجرس، جيم موران، الذي تحول إلى جزء من جماعات الضغط الأمريكية، يحاول تجنيد زملائه السابقين فى الكونجرس، للضغط على المملكة العربية السعودية، نيابة عن أحد عملائه وهي حكومة قطر.
"موران"، الذى يعمل الآن مستشارا تشريعيا كبيرا في شركة "مكديرموت ويل آند إيمري"، كان قبل عشرة أشهر تقريبا من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ من كلا الحزبين كجزء من هذا الجهد لصالح النظام القطري.
ونوران الآن واحد من ضمن 17 عضوًا على الأقل في الكونجرس، مسجلين كوكلاء في الولايات المتحدة يعملون لصالح الحكومات الأجنبية، كما أبقوا لجان حملاتهم نشطة منذ تقاعدهم، أو حولوها - إلى جانب احتياطياتهم النقدية - إلى أنواع أخرى من اللجان التي يمكنها صرف الأموال على الحلفاء السياسيين
وموران وأمثاله هم من يستخدمهم نظام الحمدين الحاكم في قطر، لأجل صناعة النفوذ التي يمارسها النظام القطري في واشنطن، والتي ألقت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء عليها خلال العامين الماضيين، حيث يهدف تميم العار إلى توجيه بوصلة السياسة الأمريكية تجاه مصالحه الخاصة.
نوران حاول استغلال علاقاته بأعضاء الكونجرس – زملاؤه السابقين – وقدم لهم نصًا مقترحًا لرسالة، معربًا عن أمله في أن يرسلها المشرعون إلى السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، لحثه على تخفيف القيود المفروضة على السفر بين المملكة العربية السعودية وقطر.
وكشف تقرير صحيفة "ديلى بيست" أن النائب "تشارلي كريست" من ولاية فلوريدا، كان أحد أعضاء الكونجرس الذي تواصل معهم "موران".
وواصل التقرير أنه في 15 يونيو 2018، أرسل مساعد "موران" بريدًا إلكترونيًا إلى مدير أعمال "كريست" مع مسودة رسالة يأملون أن يرسلها عضو الكونجرس باسمه، فيما قام موظفو "موران" بمتابعة التعديلات المقترحة.
وفي 20 يونيو، بعث "كرست" برسالة إلى السفير السعودي، نقل فيها أجزاء كبيرة حرفيًا من رسالة "موران" المقترحة، وبعد شهر، كتب "موران" شيكًا بمبلغ 1000 دولار لحملة إعادة انتخاب "كريست"، لكن المال لم يأت من "موران" شخصيًا، حسبما أفادت الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه كما كان الحال مع النائب تشارلي كريست، لم يتلق السيناتور بوب مينينديز، أي مساهمة مالية من موران أو لجنة حملته الانتخابية، حتى بدأ موران عملية حشد النواب والأعضاء بشأن الرسالة الموجهة للسفير السعودي"، مشيرة إلى أن حملة "موران من أجل الكونجرس" تبرعت بمبلغ من المال لـ"مينديز" في 20 يونيو 2018، قبل أسابيع قليلة من تلقي رئيس هيئة موظفيه رسالة بالبريد الإلكتروني مع النص المقترح للرسالة.
وجديربالذكر، أنه بموجب القانون الأمريكي، يُحظَر على أعضاء الكونجرس السابقين، تمثيل كيان أجنبي أمام أي ضابط أو موظف في أي إدارة أو وكالة في الولايات المتحدة، بما في ذلك أعضاء الكونجرس، بقصد التأثير على قرار من هذا الضابط أو الموظف في أداء واجباته الرسمية، كما يُمنع أيضًا المساعدة أو تقديم المشورة للحكومات الأجنبية التي تسعى للحصول على هذا التأثير.