شيخ الأزهر: السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود رغم كل المتاجرات

شيخ الأزهر: السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود رغم كل المتاجراتشيخ الأزهر: السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود رغم كل المتاجرات

* عاجل28-4-2017 | 16:41

دار المعارف

أعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن شكره للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن حضور فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي للسلام تلبية لدعوة الأزهر الشريف. دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف - في مستهل كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام - إلى الوقوف دقيقة حداد على ضحايا الإرهاب في مصر والعالم. وقال الطيب "إن تجارة السلاح وتسويقه وضمان تشغيل مصانع الموت سبب غياب السلام في العالم " .. مضيفا أن السلام العالمي أصبح الفردوس المفقود رغم كل المتاجرات العالمية. وأكد الدكتور أحمد الطيب على أنه لا حل للمشكلات التي يعاني منها العالم إلا من خلال إعادة الوعي برسالات السماوات. وشدد شيخ الأزهر على ضرورة العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتدين كاذب.

وطالب فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين بإعادة الوعى برسالات السماء ونشر القيم الأخلاقية والإنسانية وإبراز قيمة السلام والعدل والمساواة واحترام الإنسان مهما كان دينه أو عرقه.

وطالب الطيب فى كلمته فى مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور قداسة البابا فرنسيس بتنقية صور الأديان مما علق بها من أي أشياء تحث على العنف والتأكيد على القيم الأخلاقية بالأديان وإبعاد عنها أي دعاوى للعنف أو الإرهاب.

وقال ليس الإسلام أو المسيحية أو اليهودية دين إرهاب وأن كل الأعمال التي يتم القيام بها باسم تلك الأديان بعيدة جدا عن قيم تلك الأديان منتقدا ما يتعرض له الفلسطينيون من ممارسات.

وأشار لأهمية زيارة البابا فرنسيس لمصر وعقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في ظل ضياع السلام في العديد من الدول بسبب الصراعات.

وانتقد الطيب تجاهل الحضارة الحديثة للقيم الدينية وأهمها قيم الأخوة والتعارف بين الناس والتذكير بأن الخلق عيال الله واحبهم لله انفعهم للناس حتى لا نعيش في غابة.

وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب " مما يثير الإحباط أن تحدث هذه الأزمة الحادة في القرن الواحد والعشرين، قرن التحضر والرقي وحقوق الإنسان والتقدم العلمي والتقني الهائل وفي عصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن وتجريم استخدام القوة والتهديد بها في العلاقات الدولية بل عصر المذاهب الاجتماعية والفلسفات الإنسانية والتبشير بالمساواة المطلقة ومجتمع الطبقة الواحدة والحداثة اللا دينية وما بعد الحداثة إلى اخر هذه المنجزات الاجتماعية الفلسفية التي يتيه بها عصرنا الحديث " .

وأكد الطيب على ضرورة تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهوم مغلوط و وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف، وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك، فليس الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلا فاسدا، ثم راحو يسفكون بها الدماء ويقتلون الأبرياء ويروعون الآمنين ويجدون من يمدهم بالمال والسلاح والتدريب.

وأشار إلى أن المسيحية ليست دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون بها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير ، وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسي عليه السلام في احتلال اراضي راح ضحيتها الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين المغلوب على أمره.

كما أكد أن الحضار الأوروبية ليست حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين اندلعتا في قلب أوروبا وراح ضحيتها أكثر من 70 مليون قتيل ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته قنابلها من تدمير البشر والحجر في هروشيما ونكازاجي .. هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان ونهج الحضارات ، وهذا الباب من الاتهامات لو فتح كما هو مفتوح على الاسلام الآن ، فلن يسلم دين أو نظام أو حضارة ولاتاريخ من تهمة العنف والإرهاب .

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لتصريحات البابا المنصفة التي تدفع عن الإسلام والمسلمين تهمة الإرهاب ، مشيرا إلى أنه التمسوا فيهم حرصهم على احترام العقائد والاديان ورموزها والوقوف معا في وجه من يسيئ إليها ومن ويوظفها في إشعال السراع بين المؤمنين .

وشدد على حرص الأزهر للسعي من أجل التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك واحترام عقائد الآخرين والعمل معا في مجال متفق عليه بين المؤمنين بالأديان وهو كثير وكثير .. داعيا إلى الحفاظ على الكيان الأسري مما يتربص بها من انحراف الأخلاق وكيانات البحث العلمي .. والوقوف في وجه سياسات الهيمنة ونظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ ودعوات اللالحاد والعقلية الميكيافيلية والحداثة اللادينية وفلسفات تأليه الإنسان وما ينشئ عن ذلك من مأسي وكوارث في كل مكان .

أضف تعليق