إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: كان صرحًا من غباء فهوى!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: كان صرحًا من غباء فهوى!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: كان صرحًا من غباء فهوى!

*سلايد رئيسى18-9-2019 | 14:21

كنت واحدًا من الذين انزعجوا بشدة من فيديوهات المدعو محمد على.. ثقة المصريين فى الجيش مطلقة وبلا حدود وأى حديث عن الفساد فى هذه المؤسسة يمكن أن يسبب شرخًا فى جدار الثقة.. وحتى لو كان الحديث عن الفساد حديثًا مكذوبًا فهل معنى ذلك أن فيديوهات المدعو محمد علي هى بداية خطة استخبارية لضرب الجيش المصرى؟!
ثم أن هذه الفيديوهات أصبحت الشغل الشاغل للشارع المصرى.. فهل يكون ذلك مقدمة لما لا تحمد عقباه؟! ظلت هذه الهواجس وغيرها تطاردنى فى الأيام الأولى التى ظهرت فيها هذه الفيديوهات.. لكن فجأة انهارت كل هذه الهواجس.. وكان الفضل كل الفضل لمحمد على نفسه وقنوات الإخوان التى تحولت إلى مكبرات صوت للمقاول الهارب! ولا غرابة فى ذلك فالغباء جند من جنود الله (!!!)
بعد إذاعة الفيديو الثالث والرابع للمدعو محمد على بدأت رائحة الكذب تفوح من مزاعمه.. زعم محمد على أن والدة الرئيس عبد الفتاح السيسى رحمها الله توفيت قبل حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بيومين، فخشى الرئيس أن تؤثر وفاتها على أجواء الاحتفال الأسطورى للقناة وعلى صورته كقائد انتصر فى معركة بناء القناة.. فقام بوضع جثة والدته فى ثلاجة المستشفى لحين انتهاء الاحتفال!
سألت نفسى.. ما الذى يضير الرئيس إذا تم الإعلام عن وفاة والدته قبل احتفال القناة بيومين.. ما العلاقة بين الحدثين؟! وهل يمكن أن تمنع وفاة والدته من الاحتفال بافتتاح القناة ؟!.. إذا كان لاعبو الكرة يتعرضون أحيانا لمواقف مشابهة فيختار معظمهم أن يلعبوا مبارياتهم حتى لو أصابهم مكروه فى أحبائهم..
والد أو والدة.. شقيق أو شقيقة.. فهل تمنع الوفاة رئيس مصر من أداء واجبه الوطنى وإعلان افتتاح القناة للعالم كله؟! ثم حدث أن وصلتنى رسالة تليفونية من صديق أثق فى وطنيته تقول: راجعوا التواريخ لتعرفوا أن محمد على كذّاب.. تاريخ الاحتفال بافتتاح القناة وتاريخ وفاة والدة الرئيس.
أسرعت إلى الأرشيف الإلكترونى فتأكد لى أن المقاول كذّاب.
مصر احتفلت بافتتاح قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس 2015.. أما والدة الرئيس رحمها الله فقد توفيت يوم 17 أغسطس 2015.. أى أنها توفيت بعد وليس قبل الاحتفال.. بعض قنوات الإخوان تنبهت إلى كذبة محمد على فعالجتها بكذبة أخرى حيث زعمت – هى وليس محمد على – أن والدة الرئيس توفيت قبل احتفال القناة بيومين لكن الرئيس أصدر أوامره بتأجيل دفنها لحين الانتهاء من إعداد مقبرتها.. وقد استغرق إعداد المقبرة 11 يومًا.
أيها الكاذبون أولا محمد على لم يزعم ذلك.. ارجعوا إلى تسجيلاته.. ثم ما المانع من أن يقوم الرئيس بدفن والدته واستكمال بناء المقبرة فيما بعد؟!
وبدأت أكاذيب المقاول تتكشف.. فقد زعم أن السفارة المصرية فى إسبانيا اتصلت به وعرضت عليه الحصول على كل مستحقاته وأكثر مقابل سكوته.. وأظن لو أن ذلك صحيح لكنا سمعنا تسجيلات وتسريبات لهذه الاتصالات التى زعم أنها تمت بينه وبين مسئولين فى السفارة المصرية. ثم أن المقاول الهارب سافر إلى إسبانيا قبل عام بعد أن باع أملاكه وفيلاته وسياراته وقام بتحويل أمواله إلى الخارج.. كما أنه اصطحب معه زوجته وأبناءه فلماذا لم يحتفظ معه بأية أوراق أو مستندات تثبت صحة مزاعمه؟!
ثم أن والده وشقيقه شهدا بأنه كاذب ومزور ولص!
والده بكى فى لقاء تليفزيونى وقال: إن ما فعله ابنه لغزًا من الألغاز لم يجد له حلًا وقال: إنه كان يفضل أن يموت ابنه ولا يخون بلده.. أما شقيقه فقد تحدث عن قيامه بتزوير أوراق رسمية للاستيلاء على أموال وممتلكات شقيقه المتوفى وحرمان أبنائه من الميراث. ولم يكن كلام شقيق محمد على مجرد كلام مرسل ولكنه قدّم شهادات رسمية تفيد أنه لص ومزور استولى على ميراث أبناء شقيقه وتركهم يعانون الفقر!
بعض المواقع الإخبارية نشرت حكايات عن تقدم والدته بشكاوى للهيئة الهندسية للجيش بأن ابنها استولى على حقها فى شركة مقاولات الأسرة وتركها تمد يدها لباقى أشقائه!
ثم أن محمد على نفسه كتب نهايته بنفسه عندما تحول من مقاول يزعم أنه يكشف الفساد إلى محلل وخبير استراتيجى وعسكرى وأمنى.. مع أنه لم يكمل تعليمه فبدأ يتحدث عن تيران وصنافير وداعش والإرهاب والربيع العربى وغيرها من الموضوعات التى هى بالنسبة لجاهل مثله تبدو كاللغة الصينية بالنسبة لخريج جامعة!
وهكذا تراجع أعداد المتابعين للمقاول الهارب بعد أن اكتشفوا أنه يقول كلامًا فارغًا.. وأظن أن قنوات الإخوان ساهمت فى هذه النتيجة بممارساتها الغبية.. تحولت قنوات الإخوان ومعها قناة الجزيرة إلى مكبرات صوت للمقاول الهارب منذ ظهوره فى أول فيديو.. كل برامج هذه القنوات وكل مذيعيها وضيوفها لا يتكلمون إلا فى موضوع واحد.. فيديوهات محمد على.. والحقيقة أنهم وقعوا فى خطأ مهنى جسيم عندما تعاملوا مع كلام المقاول الهارب على أنه حقيقة مؤكدة دون أن يكبدوا أنفسهم مشقة إثبات هذه الحقيقة أو على الأقل البحث عن إن كانت فعلا حقيقة أم وهما..
أجرى المذيع الخائن محمد ناصر اتصالا تليفونيا بأحد المحللين السياسيين المصريين المقيمين فى أمريكا وقال له بالحرف الواحد: الناس فى الشوارع تسمع فيديوهات محمد على علانية.. ما رأيك يا دكتور فى هذه الظاهرة؟
وجاء رد الضيف وكأنه صفعة على وجه المذيع الخائن.. قال اسمح لى أن أقول إننى لا أصدق ما تقوله.. ثم أن رأيىّ أن محمد على لا يتمتع بمصداقية فى الشارع المصرى لأنه بدأ بأنه تعرض لظلم من قبل الهيئة الهندسية بالجيش وأنهم استولوا على مستحقاته.. ثم راح بعد ذلك يلقى بالتهم على ضباط الهيئة الهندسية.. أى أنه مغرض.. والغرض مرض كما تعرف! وبهت الذين كفروا!
والحقيقة أن القائمين على قنوات الإخوان لم يستطيعوا أن يدركوا بسبب غبائهم الشديد أنهم كتبوا شهادة فشلهم وشهادة وفاة الإخوان بسبب تبنيهم لمزاعم المقاول محمد على..
يكفى أنهم يتبنيهم لمزاعم محمد على وتأكيدهم على حالة الجدل التى أثارتها هذه المزاعم فى الشارع المصرى.. أثبتوا أن شخصا واحدا يتمتع بقدر كبير من التفاهة ولا ينتمى لجماعة الإخوان.. استطاع أن يفعل ما لم يستطع الإخوان وقنواتهم أن يفعلوه على امتداد ست سنوات متصلة! سمعت أحد مذيعى قناة إخوانية يسأل الخائن أيمن نور.. كيف نستفيد من فيديوهات محمد على فى حشد الغاضبين وتحريك الشارع المصرى؟.. ويجىء رد الخائن أيمن نور وكأنه يعترف بفشل الإخوان وفشل قنواتهم..
قال أيمن نور: أهم شىء ألا تحاول قنوات الإخوان أن تتصل بمحمد على أو تستضيفه فى برامجها بحجة السبق الإعلامى.. فظهور محمد علي على القنوات الإخوانية سيجعله يفقد على الفور كل مصداقيته (!!!)
كأنه أراد أن يقول إن قنوات الإخوان ومنها القناة التى يرأسها والإخوان أنفسهم فشلوا فى اكتساب ثقة رجل الشارع فى مصر! وتعكس برامج قنوات الإخوان التى تفرغت تمامًا لمناقشة وتغطية موضوع محمد على حجم الغباء الذى يتمتع به الإخوان عموما. المذيع الإخوانى أحمد سمير الذى يقدم برنامج اسمه "ألو مكملين" تلقى اتصالات غريبة وعجيبة تعكس غباء الإخوان. واحد من المتصلين اقترح أن يقوم المقاول محمد على بترشيح نفسه لمنصب الرئيس فى مصر!
متصل آخر يطالب قنوات الإخوان أن تجعل من محمد على أيقونة الثورة الجديدة التى يحلم الإخوان بوقوعها فى مصر! وتواصل متصلة إخوانية ممارسة الغباء فتقول: دموعى تتساقط وأنا ساجدة لله أدعو للأستاذ محمد على أن يحفظه الله ويجعل منه قائدا للثورة! ويصل الغباء حدًا غير مسبوق عندما يتصل أحد الإخوان المقيمين فى اسكتلندا ويطلب من المذيع أن يفسح المجال للمقاول محمد على ليكشف لنا حقيقة صفقة القرن والاتفاقات السرية التى وقّعها السيسى مع قادة إسرائيل (!!)
وليس سرًا أن أهم أسباب تبنى الإخوان لمزاعم محمد على وأكاذيبه أنهم يأسوا تمامًا من تحريك الشارع المصرى والتأثير فيه فتصوروا أنهم قادرون على شق صفوف الجيش المصرى وتقسيمه وتشجيع ضباطه للانقلاب على قادتهم.. لكنهم بغبائهم وغباء المقاول الهارب جعلوا الجيش أكثر تماسكًا وجعلوا الشعب أكثر تمسكًا بجيشه.
ولا أفهم بعد ذلك كله لماذا تطلق قنوات الإخوان على المقاول الهارب لقب فنان.. هل لأنه حاول أن يكون ممثلا ففشل وسقط سقوطا ذريعا؟.. وهل يسمى أمثال هذا الفاشل بالفنان؟.. إلا إذا كان المقصود أن يصفوه بأنه حمار باعتبار أن الشاعر الجاهلى الأعشى استخدم كلمة فنان فى وصف الحمار الوحشى (!!!)
ولا يستطيع أحد أن ينكر بعد ذلك كله أن المقاول محمد على وإخوانه الإخوان نجحوا خلال الأسبوعين الأخيرين فى إقامة صرح كبير.. لكنه كان صرحا من غباء.. فهوى!
مع الاعتذار لشاعرنا الكبير الدكتور إبراهيم ناجى صاحب الإطلال الذى قال: كان صرحا من خيال فهوى!
أضف تعليق

إعلان آراك 2