عاطف عبد الغنى يكتب: «السهرة عند افيخاي أدرعي.. مين جاى؟!»

عاطف عبد الغنى يكتب: «السهرة عند افيخاي أدرعي.. مين جاى؟!»عاطف عبد الغنى يكتب: «السهرة عند افيخاي أدرعي.. مين جاى؟!»

غير مصنف11-10-2019 | 11:39

بعد أسبوع شغلنا فيه الخونة والعملاء بالرد عليهم، وعلى هجماتهم الإعلامية المزورة على الدولة، والوطن، جاء أسبوع ارتفعت فيه معنوياتنا للسماء.

فى مثل هذا الوقت من كل عام نشحذ الذاكرة ونستخرج من الأرشيف آثارها المادية الباقية فى صور وأفلام أسود وأبيض شاحبة سجلتها كاميرات لم تتوفر للمراسلين الحربيين ورجال الشئون المعنوية إلا بعد 48 ساعة من اندلاع حرب أكتوبر قبل 46 عامًا.

وعلى الرغم من ندرة وشح الأثر إلا أن الآثار المعنوية للذكرى باقية زادا للروح الوطنية، وراحلة للمشاعر إلى تلك الأيام العزيزة المبهرة فى حياة المصريين.

46 عاما مرت على الحرب تمنينا كثيرا خلالها لو نصنع فيلمًا دراميًا واحدًا يليق بحجم الحدث.. فيلمًا يعتمد صدق المشاعر قبل الحرفية، والمعجزة النفسية للمقاتل المصرى قبل الجسدية، والكلام النابع من القلب والضمير للجنود البسطاء، وأحلامهم وأهازيجهم، وحتى لحظات خوفهم، فهم فى النهاية بشر وليسوا «ربوتات» آلية.

(1)

الفيلم الوثائقى للمخرج العظيم الراحل شادى عبد السلام وعنوانه: «جيوش الشمس»، كان مشروعا لفيلم أكبر، ورحل عبدالسلام صاحب فيلم «المومياء»، ورحل من بعده كثيرون يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب ومحمد خان، ولم ينجزوا الفيلم الذى انتظرناه، يجسد حجم الانتصار، وقوة تأثيره، والتغيير الذى أحدثه على العدو، وفى منطقة الشرق الأوسط، والعالم، الذى فاجأه قائد النصر العسكرى الرئيس السادات بزلزال أكبر وهو طلب السلام، وتغيرت خريطة المنطقة باستعادة كامل التراب المصرى، وتغيرت تكتيكات العدو الذى أجبرناه أن يعطل آلته العسكرية، فصار يواجهنا بأسلحة أخرى، على جبهات أخرى.

وقبل أن نغادر محطة الانتصار العسكري، أتصور أن أعظم معارك 73 لم نكشف عنها بعد، هذه التى دارت فى الكواليس، معركة الخداع الاستيراتيجى التى أحدثت المفاجأة الكاملة، وقد أوجع الدرس العدو فصار يمارسه معنا الآن بحرفية شيطانية؟!

(2)

فى مواقع التواصل عبر العالم التخيلى، المعركة لا تتوقف لحظة على مدار الـ 24 ساعة، هى جزء مما يسمى حروب الجيل الرابع، وعلى موقع «فيس بوك» هناك صفحة موجهة للعرب، وبالأساس الأجيال الشابة منهم، عنوانها: «إسرائيل تتحدث العربية»، وصفحة أخرى لمتحدث الجيش الإسرائيلى، افيخاي أدرعي وهناك صفحات للشباب العربى والمصرى ترد عليها، على سبيل المثال صفحة «حرب يوم الغفران والكستور» وقبل كتابة هذا المقال عشت ساعات أتجول بين الصفحات (الإسرائيلية الموجهة، والمصرية العفوية) أتابع المعركة الكلامية، الناشبة، بين صفحات رسمية مدعومة من الحكومة الإسرائيلية التى توفر لها إمكانيات معلوماتية هائلة ولجان إلكترونية، بهدف الهجوم على الوعى الجمعى العربى، وتغييبه، والتشويش عليه، وغسل المخ العربى، لزراعة العدو بشكل مغاير لطبيعته، وحقيقته، وصفحات الشباب المصرى، ومادتها الأساسية المشاعر الوطنية، والحماس، يؤطرهما الذكاء الفطرى المشهور عن المصريين، والذى خلق حالة من الوعى بالآخر وألاعيبه، وتأتى خفة الدم لتضفى مذاقا لذيذا، على كرابيج الألفاظ والتعليقات، التى تهوى على أم رأس الطرف الآخر، ولجانه الإلكترونية، فتلسعه وتجبر قليلى الأدب والمتجاوزين منهم على الخرس والهروب.

(3)

حرب أكتوبر كانت موضوع السجال، والأربعاء الماضى، دعا أدمن الصفحة المصرية، للتحفيل والحط (تعبيرات شباب السوشيال) على المتحدث العسكرى الإسرائيلى، بهذه الدعوة: «السهرة عند افيخاى أدرعى مين جاى؟!» وتبع الدعوة بالتعليق: «إيه السبب اللى يخلى إسرائيل تعمل لها صفحة بالعربى؟» تبعته الإجابة: «عشان تقدر تحرك ثقافتك براحتها، وبيدخل صهاينة يعلقوا بالعربى على أساس أنهم من دولة عربية معينة ويخليك تشتم فى الدولة نفسها، يعنى لما صهيونى يعمل حساب باسم مصرى ومن مصر ويجى فلسطينى يقول إن المصريين ولائهم لإسرائيل ونفس الحركة مع أى دول مختلفة، المقصود تشتيت فكرك».

لقد كشف المصرى صاحب التعليق السابق ملمحا من ملامح حروب الجيل الرابع والخامس بكلام بسيط، لكنه ينم عن وعى.. قرأته وقرأت غيره من تعليقات المصريين، رواد السوشيال، فاستشرفت بشائر النصر فى المعركة التى نخوضها الآن.

    أضف تعليق