ذاكر نايك.. من «السوشيال ميديا» إلى قضية إسلامية

كتب: يوسف رفعت

هو الآن موجود فى ماليزيا ومطلوب فى الهند، بلده الأصلى للمحاكمة بعدد من التهم، ومرشح أن يتسبب وجوده فى ماليزيا فى أزمة بين الدولتين الجارتين، الهند وماليزيا، وفى الوقت التى صنعت فيه صحف ماليزيا "زوايا وإعلانات دائمة" على صفحاتها تحمل اسم "ذاكر نايك" الذى انتقلت حكايته من مواقع التواصل الاجتماعى إلى قلوب وأفئدة ملايين المسلمين حول العالم ليتحول إلى قضية إسلامية.عدد هائل من التغريدات عبرت عن استنكارها الشديد بعدما رأت أن الحكومة الهندية، ألصقت تهم الإرهاب ونشر الكراهية والفكر المتشدد وغسل الأموال بالداعية الإسلامي الهندي الذى أصبح الآن على قائمة المطلوب توقيفهم من قبل الانتربول الدولي بناء على طلب الحكومة الهندية وتعددت "الهاشتاجات" التى يجمعها أنها تحمل اسم ذاكر نايك، أشهرها الآن وأعلاها فى البلدان الناطقة بلغة الضاد "هاشتاج":  " #ذاكر_نايك ليس إرهابيا".

ولإن الإعلام يجرى مهرولا خلف وسائل التواصل، والقضية تجاوزت المحلى إلى العالمى فليست المواقع العربية فقط التى أهتمت بحكاية ذاكر نايك المتخصص فى مقارنة الأديان، تلميذ الداعية الراحل أحمد ديدات، لكن مواقع أجنبية عالمية أخرى دخلت على الخط تتابع أخباره مثل الـ "سى أن أن" وغيرها، فمن هو هذا الرجل؟ .. وما هى حكايته؟!

من هو

  ذاكر عبد الكريم نايك (Zakir Abdul Karim Naik).. تاريخ ميلاده 18 أكتوبر عام 1965، مهنته الأصلية طبيب بشري، حيث حصل على بكالريوس الطب، ودرجة بكالريوس الجراحة من جامعة مومباي، لكنه هجر الطب وتفرغ للدعوة منذ عام ١٩٩٣ وهو مدير مؤسسة البحث الإسلامية في الهند.

ويقال أنه يحفظ القرآن الكريم والإنجيل بجميع نسخه والتوراه والهندوسية كاملين، وأيضاً ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية، ويعتبر واحد من أقوى المناظرين في مقارنة الأديان حالياً على مستوى العالم، لذلك يعتبر التلميذ النجيب والخليفة القوي للشيخ أحمد ديدات. اثنى عليه أستاذه الداعية الشيخ أحمد ديدات الذي سماه ديدات الأكبر وأثنى عليه ذات مرة فقال له "ما فعلته يا بني في أربع سنين استغرق مني أربعين سنةً لتحقيقه".

إنجازته

ألقى أكثر من ألف محاضرة في مقارنة الأديان في بلدان منتشرة فى أركان الدنيا الأربعة، من الولايات الأمريكية المتحدة وكندا وبريطانيا إلى جنوب إفريقيا والسعودية والإمارات وماليزيا والفلبين وسنغافورة وأستراليا وغيرها، وأشهر على يديه عشرات الآلاف من البشر إسلامهم.

عام 2009 اختارته صحيفة "إنديان إكسبريس" ضمن قائمة "المائة هندي الأكثر قوة" في البلد التي يزيد تعداده على المليار نسمة، وكذا في قائمة "أعلى 10 معلمين روحيين" كان ترتيبه الثالث وكان المسلم الوحيد في القائمة.

أما شهرة الدكتور ذاكر الحقيقية فجاءت من قدرته على تذكر الشواهد من القرآن والحديث والكتب المقدسة فى الأديان الأخرى، فيحدث أثناء خطبه أو مناظراته أن يستشهد مثلاً بآيات قرآنية مع ذكر رقم السورة ورقم الآية التي يستشهد بها من ذاكرته، أو أن يستشهد بحديث نبوي مع ذكر الكتاب الذي ورد فيه ورقم الحديث في ذلك الكتاب، وهو ذات الأمر الذي يفعله عند الاستشهاد بالكتب المقدسة الأخرى.

خطب ومحاضراته

 ويُحضّر خطب ذاكر ومحاضراته فى العادة (حسب المكان الذى يلقى فيه المحاضرة أو الخطبة) المئات أو الآلاف، لكن يشاهد فيديوهاته الملايين هذا غير من يشاهدونه عبر الأقراص المضغوطة التي تسجل خطبه والتي باتت شائعة جداً. وعادةً ما تسجل خطبه باللغة الإنجليزية لتبث في عطل نهاية الأسبوع عبر العديد من الشبكات التلفزيونية في مناطق المسلمين من مومباى بالهند بلده، هذا غير إطلالته بشكل منتظم على شاشات العديد من القنوات الفضائية والإذاعات على مستوى العالم، والتي تتيح لهُ فرصة الظهور في أكثر من 100 دولة حول العالم.

وفي 13 من مايو الحالى، أصدر مكتب منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول" مذكرة اعتقال "حمراء" تطالب بتسليم الدكتور ذاكر نايك بمجرد اعتقاله في أي بلد، وذلك بعد أن تلقى طلباً رسمياً من مؤسسة الاستجوابات الهندية بهذا الشأن.

أسباب واهية

وذكرت السلطات الهندية في طلبها المقدم للإنتربول أن الداعية المسلم مذنب بالتورط في مسائل غسيل أموال وكسب غير مشروع عن طريق مؤسساته وقنوات فضائية دينية يديرها، ولكن لم يتم تقديم أي دليل يثبت التهم الموجهة إليه ويعتقد الكثير أن هذه محاولات لتشويه سمعة الداعية الهندي، ووسيلة للتخلص من ذاكر نايك بعد النجاح الذي لاقاه في مختلف دول العالم، والتى دعت الغرب لشن حملة إعلامية شرسة على الدكتور ذاكر نايك في الفترة الأخيرة والتى تمت ترجمتها إلى منعه من دخول بعض الدول منها كندا وانجلترا بسبب نشاطه في مقارنة الأديان وخوفهم مما يقال أنه "أسلمة لأوروبا".

وما بين ماليزيا والهند لا يعرف بالضبط الآن مكان الدكتور ذاكر نايك، وإن كانت هناك أخبار غير مؤكدة تشير إلى أنه موجودا رهن الاعتقال فى "مومباى" بالهند ويتم التحقيق معه فى التهم الموجهة إليه.