القس بولا فؤاد يكتب: المحبة هي الرباط المقدس

القس بولا فؤاد يكتب: المحبة هي الرباط المقدسالقس بولا فؤاد يكتب: المحبة هي الرباط المقدس

*سلايد رئيسى15-2-2020 | 13:25

المحبةهى الرباط المقدس الذى يربط الإنسان بالله ونحن نحتفل بعيد الحب (الفلانتين) دعنا نعرف ما معنى الحب ؟ الحب أهم مافيه هو البذل فالمحبة هى خروج من الذات إلى الغير ، خروج من الأنا التى تحصرك داخلها فلا تعيش داخل الأنا وإنما داخل قلوب الناس تحيا لأجل الغير ، ترى خيره قبل خيرك. المحبة كانت كاملة بين الله والإنسان قبل الخطية ، وكانت بين أبونا آدم وأمنا حواء نقية و طاهرة و فيها التعاون والثقة .كانت المحبة أيضا كائنة بين آدم والحيوانات ، لا هو يصيدها ولا هى تؤذيه ، وفى ظل المحبة لم يكن يوجد الطابع الوحشى والافتراس فى صفات بعض الحيوانات ، كان الكل أليفا .كان آدم يحب الحيوانات ويسميهابأسماء،  ونفس الوضع فى قصة أبينا نوح والفلك حيث كان يسع جميع الحيوانات. فالمحبة إذن هى الأصل ، والبغضة دخيلة .المحبة قيل عنها فى الكتاب المقدس: (قوية كالموت ،مياة كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبة ، والسيول لا تغمرها،ان اعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا ) (نش8 :6-7) صفات المحبة: ( المحبة تتأنى، وترفق ، المحبة لا تحسد ، المحبة لا تتفاخر ، ولا تنتفخ ، ولا تقبح ، ولا تطلب ما لنفسها ، ولاتحتد ، ولا تظن السوء ، ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق ،وتحتمل كل شئ ،وتصدق كل شئ ، وترجو كل شئ ،وتصبر على كل شئ ، المحبة لا تسقط أبدا ) . لهذا قال الرب يا ابنى اعطنى قلبك . أن الله يريد القلب ،يريد الحب وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية . فالعبادة الخالية من الحب قد رفضها الله وقال : " هذا الشعب يكرمنى بشفتيه ،أما قلبه فمبتعد عنى بعيدا"( اش 13:29) . فلا تقل أنى احب الله بينما انت تكسر وصاياه ،كقول القديس يوحنا الرسول" من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه ، واما من حفظ كلمته فحقا فى هذا قد تكملت محبة الله "( 1 يو 4:2 ). المحبة العملية : المحبة لابد ان تكون عملية ، فالمحبة التى لا تعبر عن ذاتها عمليا ،ليست محبة حقيقية . فالمحبة تدخل فى كل الفضائل . بل هى قمة الفضائل "تحب الرب الهك من كل قلبك ، ومن كل فكرك ، ومن كل قدرتك ، وتحب قريبك كنفسك ، وبهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء ". تربطنا بالله علاقة الحب لا علاقة الخوف ، فإن الخوف يربي عبيدا ، أما الحب فيربى الأبناء ، فقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ، ولكنها يجب أن تسمو وتتطور حتى تصل إلي درجة الحب ، وعندئذ يزول الخوف . الإنسان الذى يصل إلى محبة الله ، لا تقوى عليه الخطية " العلم ينفخ والمحبة تبنى ". ان الدين ليس ممارسات ولا شكليات ولا فروضا ولكنه حب ، وعلى قدر ما فى قلب الانسان من حب لله وحب للناس وحب للخير ، هكذا يكون جزاؤه يوم الدينونة . الانسان الذى يعيش بالحب عليه أن يعيش بالحب ، أما ذو القلب الضيق هو الذى يحب محبيه فقط ،أما القلب الواسع فيحب الجميع حتى اعداؤه، لهذا قال السيد المسيح "احبوا اعداؤكم ،باركوا لاعنيكم ، احسنوا الى مبغضيكم ، وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ". واعطانا مثلا وقدوة من الله نفسه "يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين ". فلنحذر نقص المحبة لأن ذلك معناه : 1-البغضه والكراهية " لا تفرح بسقوط عدوك ، ولا يبتهج قلبك اذا عثر "( ام 17:24). 2- الغضب والحقد ويتطور إلى الشتيمة والضرب والقتل والإدانة والتشهير وإذاعة المذمة والحسد والكبرياء والتعالي وعدم الإحتمال والقسوة . 3-محبة العالم ( محبة المال ، محبة المجد الباطل ، ومحبة المادة ، ومحبة الأنا والذات ) وكل هذه ضد محبة الله وضد محبة الخير . فالله محبة وهو القادر أن يعطينا الحب بعضنا لبعض بأن يسكب المحبة فى قلوبنا " واما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ،سلام ،طول اناة "( غل 22:5) .وهكذا وضعت المحبة اولا ، ولاشك أن الذى يمتلئ قلبه بالمحبة ، لابد سيمتلئ بالفرح . واذا عاش فى حب وفرح سيحيا بالتالى فى سلام .
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2