وزير الأوقاف: ما زلنا فى حاجة إلى نقلة نوعية فى فهم الخطاب الدينى

وزير الأوقاف: ما زلنا فى حاجة إلى نقلة نوعية فى فهم الخطاب الدينىوزير الأوقاف: ما زلنا فى حاجة إلى نقلة نوعية فى فهم الخطاب الدينى

* عاجل10-4-2020 | 15:12

دار المعارف قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا ما زلنا فى حاجة إلى نقلة نوعية فى فهم الخطاب الدينى وفى حسن عرضه وقراءة الواقع الذى نعيشه قراءة واعية تراعى مستجدات العصر فى ضوء حرصنا على ثوابت الشرع. وأضاف الوزير، فى بيان صحفى اليوم الجمعة، إننا فى حاجة لرؤية تراعى بدقة بالغة ترتيب الأولويات، وفقه الواقع والمتاح، وفقه النوازل، وفقه الموازنات، تنطلق من فهم واع وعميق للقواعد الفقهية والأصولية، وأسس الاستدلال والاستنباط وملكة الاجتهاد المبنى على صحيح العلم وامتلاك أدواته، القادر على الإقناع ومخاطبة العقل المعاصر بالحجة والبرهان، الذى يدرك أن درء المفسدة مقدم  على جلب المصلحة. وتابع الوزير، أن المتعدى النفع مقدم على قاصر النفع، وأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، وأن المفسدة اليسيرة قد تُحتمل لتحقيق المصلحة العظيمة، فإن تكافأت المصلحة والمفسدة قُدّم درء المفسدة على جلب المصلحة، وأن تحديد درجة المفسدة والمصلحة وترجيح جانب درء المفسدة  على جانب جلب المصلحة أو العكس (تقديم جانب جلب المصلحة على درء المفسدة) هو اختصاص أهل الذكر والاختصاص فى كل شيء. وأردف: ففى جانب الصحة تكون العبرة برأى أهل الطب، وفِى جانب الأمن والسلامة تكون برأى أهلهما، وهكذا فى سائر الأمور، وفى كثير منها يُبنى الرأى الشرعى على الرأى العلمى التخصصى ولا يسبقه، وتلك أمور دقيقة لا يدركها سوى أهل العلم الحقيقى والاختصاص الحقيقى، غير أننا ابتلينا بأناس يخوضون فى كل شيء ويتجرأون على الفتوى بغير علم، فضلوا وأضلوا  وحادوا عن سواء السبيل، فالتدين  المبنى على جهل أو أهواء من أخطر الأدواء، وإننا لفى حاجة إلى تدين مبنى على العلم والعقل وإلى منطلقات أعمق فى فهم الخطاب الدينى العظيم فهما واعيا مستنيرا، وقد قالوا: فقيه واحد أو عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، وقال الحسن البصرى (رحمه الله): إن قومًا طلبوا العبادة بدون علم فخرجوا على الناس بسيوفهم (يعنى الخوارج ) ولو طلبوا العلم لحجزهم عن ذلك. واستكمل: فى فهم بعض ما يتعلق بالظرف الراهن الذى نحن فيه سألنى سائل: لماذا نغلق المساجد ونترك وسائل النقل العامة؟ قلت له: الحاكم فى هذا وذاك هو المصلحة المعتبرة التى يقدرها أهل العلم والاختصاص معًا، فتعليق المساجد يتم لمصلحة معتبرة شرعًا قدرتها جميع المؤسسات الدينية بناء على رأى أهل الطب من أن التجمعات هى أخطر طرق نقل عدوى فيروس كورونا الذى يؤدى ببعض الناس إلى الوفاة كما هو حاصل ومعاين بمختلف دول العالم. وقال: ديننا علَّمنا أن حياة الساجد قبل عمارة المساجد، وقد نظر نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة وقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك ولكن دم المؤمن أعظم عند الله منك "، ومن رحمة الله (عز وجل) بِنَا  أن جعل لنا الأرض مسجدا وطهورا ، فالدين الذى أمرنا بعمارة المساجد هو الذى أمرنا بالصلاة فى بيوتنا أو رحالنا إذا كان فى ذهابنا إلى المساجد خطر على النفس وخشية عليها من الهلاك، فهذا قائم على مراعاة المصلحة المعتبرة، وعمل وسائل النقل العام فى الظرف الراهن تقدر فيه المصلحة بقدرها اتساعا أو تحديدًا من أهل الاختصاص. وأضاف: ما دام الوباء لم يستشر فإن مصالح الناس تقتضى ضرورة ذهاب الأطقم والكوادر الطبية إلى أماكن عملهم وكذلك الصيادلة وكذلك العاملون  بالمخابز والمطاعم ومحلات الخضر والفواكه والبقالة ومحلات بيع المستلزمات الطبية والحياتية وكثير من الأعمال التى لا تسير حياة الناس بدونها، وذلك كله قائم على تقدير المصلحة ومبنى عليها، والأمر فى ذلك كله يرجع إلى ما يقدره ويقرره ولى الأمر أو من ينيبه من مؤسسات الدولة كل فى مجال اختصاصه، والطاعة فى ذلك واجبة والمخالفة إثم ومعصية.
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2