ذكرى وفاة سيد مكاوى.. المسحراتى لم يرحل

ذكرى وفاة سيد مكاوى.. المسحراتى لم يرحلذكرى وفاة سيد مكاوى.. المسحراتى لم يرحل

* عاجل20-4-2020 | 09:52

كتب: محمد سمير "اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم، وقول نويت بكره إن حييت الشهر صايم والفجر قايم، اصحى يا نايم وحد الرزاق، رمضان كريم"، بهذه الكلمات كان يطل على الشعب المصرى بل والوطن العربى أشهر مسحراتى عرفه الناس، صوته عذب وألحانه تبهر كل من يسمعها، فنغماته تسحر أذن السامعين، وكلماته تأسر قلوب العاشقين. لم يكن سيد محمد سيد مكاوى الشهير بـ "سيد مكاوى" مجرد ملحن عادى، فرغم أن أنه فقد نور بصره وهو صغير لكن الله عوضه نور البصيرة، فكان بارعا فى حفظ القرآن الكريم والتواشيح الدينية، وهو ما أهله لأن يكون ضمن المتميزين بين من عاصره من كبار الملحنين والموسيقيين. ولد سيد مكاوى فى شهر مايو عام 1928، فى حارة قبودان بحى الناصرية فى السيدة زينب بالقاهرة، عاش ونشأ فى وسط شعبى بسيط، وفقد بصره وهو صغير السن، وكان ذلك العامل الأبرز لدفع عائلته له باتجاه الطريق الدينى، فكان يحفظ القرآن ويتلوه ويؤذن فى الحى الذى يسكنه فى مسجدى أبو طبل والحنفى، وأصبح يحفظ الموشحات والأناشيد عن ظهر قلب، إذ كان يستمع خلال شبابه للمنشدين والمقرئين مثل الشيخ إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبد الرحيم. تعرف على صديقين من صغره شاركاه شغفه بالفن هما إسماعيل رأفت ومحمود رأفت، وكانا يتقنان العزف على القانون والكمان، وهما من وسطٍ ثرى، فقد كان لديهما الكثير من الأسطوانات القديمة والحديثة لموسيقى العصر أمثال عبد الحى حلمى وسيد درويش وداوود حسنى ومحمد عثمان، فكانوا جميعا يستمعون بشكلٍ يومى لتلك الأسطوانات، وحَفِظهوا عن ظهر قلب عشرات الأسطوانات من أدوار وموشحات، وشكلوا مايشبه فرقة غناء وموسيقى صغيرة. اتجه سيد مكاوى للغناء واهتم به بدايةً بشكلٍ أكبر، وأصبح مطربًا فى الإذاعة المصرية فى بداية الخمسينات، فكان يغنى الموشحات والأدوار التراثية الشرقية فى مواعيد ثابتة على الهواء مباشرة، ولنجاحه المميز كُلف بغناء ألحانه الخاصة، وكانت أول أغنية له هى "محمد" وكانت من ألحان صديقه عبد العظيم عبد الحق، والأغنية الثانية كانت من ألحان أحمد صدقى وهى "تونس الخضرا". فى منتصف الخمسينات أصبح يقدم ألحانه للإذاعة المصرية، إذ لحن الأغانى الدينية للشيخ محمد الفيومى "تعالى الله أولاك المعالي" و"آمين آمين" و"يا رفاعى يا رفاعى قتلت كل الأفاعى" و"حيارى على باب الغفران". فى نفس الفترة أطلق سيد مكاوى عدة أغانٍ مثل "آخر حلاوة مفيش كدة" و"ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة" للشاعر عبد الله أحمد عبد الله، أما أغنية "حدوتة" فكانت نقطة الانطلاق والشهرة لمكاوى، وكانت من كتابة صديق دربه الشاعر صلاح جاهين. تصاعدت شهرة مكاوى عندما لحن لشريفة فاضل أغنية "مبروك عليك يا معجبانى يا غالى" وأغنية "اسأل مرة عليا" التى حققت نجاحا كبيرا فى الوسط المصرى، وأصبح اسمه مطلوبًا لكل المغنيين، ولحن للمغنية ليلى مراد "حكايتنا إحنا الاتنين" وللفنانة نجاة الصغيرة "لو بتعزنى"،  وللفنانة شادية "هوى يا هوى ياللى إنت طاير" و"همس الحب يا أحلى كلام"، وللفنانة القديرة صباح "أنا هنا يا ابن الحلال" كما لحن أغنية "يا مسهرنى" لكوكب الشرق أم كلثوم، وهى الأغنية التى تبين عبقرية ألحانه وعظمة أدائه، كما قدم العديد من الألحان للمطربة الكبيرة وردة الجزائرية مثل "شعورى نحيتك" و"وقلبى سعيد"، و"بحبك صدقنى"، و"أوقاتى بتحلو". شارك مكاوى بتقديم العديد من المقدمات الغنائية لمسلسلات الإذاعة والتلفزيون مثل مسلسل "رضا بوند" و"شنطة حمزة" و"حكايات حارتنا" و"عمارة شطارة" والعديد من المقدمات التى اختار فيها أن يكون الطابع كوميديًّا وخفيف الظل، وقد كانت جميع المقدمات من تأليف الشاعرين عبدالرحمن شوقى وعصمت الحبروك. تزوج سيد مكاوى عام 1961 من الفنانة التشكيلية زينب خليل، وتعرفت على مكاوى عن طريق إحدى زميلاتها، إذ كان يعلمها الموسيقى فطلبت منها أن تقابله من أجل اسكتشات لـ "الليلة الكبيرة" لمشروعٍ فنى بمجال دراستها، وله ابنتان الكبيرة السفيرة إيناس مكاوى وتعمل فى جامعة الدول العربية، والصغيرة أميرة.
أضف تعليق