د.قاسم المحبشى* يكتب: الإعلام في موجهة الإرهاب التحدي والاستجابة

د.قاسم المحبشى* يكتب: الإعلام في موجهة الإرهاب التحدي والاستجابةد.قاسم المحبشى* يكتب: الإعلام في موجهة الإرهاب التحدي والاستجابة

*سلايد رئيسى4-5-2020 | 15:10

لما كان الإعلام الجديد هو جزء أساسي من تطور الحضارة الإنسانية المعاصرة في عصر العولمة وما بعد الحداثة فمن المؤكد أن تطوره وازدهاره سيستمر في تصاعد متزايد ولا بديل لذلك وبغض النظر عن كل السلبيات والأخطار المصاحبة لهذا التطور، إذ من الصعب أقناع العالم الكف عن استخدام الإعلام الجديد في تدبير شؤون حياته الراهنة بعد أن باتت شديدة الاعتماد عليه في مختلف مناحي الحياة، فلا مندوحة لجميع سكان هذا العالم (دولا وشعوبا ومؤسسات وأفرادا) من التفكير والبحث الجاد عن خيارات بديلة لجعل العالم أكثر أمنا وأمان وذلك باتباع استراتيجيات إعلامية رشيدة كفيلة بفك الاشتباك الاسود بين الإرهاب الجديد والإعلام الجديد، أما كيف يتم ذلك؟ فنقترح المداخل الآتية: 1_ مدخل الإعلام العلمي: يضع الإرهاب الجديد بما هو ظاهرة اجتماعية العلوم الإنسانية والاجتماعية أمام تحديات منهجية ونظرية بالغة الخطورة والأهمية، إذ مازال المشتغلون في العلم الإنساني في حيرة من أمرهم تجاه مشكل الإرهاب ومداراته الفاجعة، ومازال سؤال الإرهاب فاغر فاه متعطشا للفهم والمعرفة العلمية العقلانية الممكنة، فما هو الإرهاب؟ وماهي العوامل والشروط التي تنتجه؟ وكيف نميز بين الإرهاب وغيره من الأفعال العنفية الأخرى؟ وما الذي يدفع انسانا بكامل قواه العقلية إلى تفجير ذاته وتفجر الاخرين؟ وماهي سيكولوجية الإرهاب؟ وماذا بوسع الأسرة والمدرسة ودور العبادة والمجتمع والدولة فعله كي يكف الشباب والشابات عن انتهاج هذه الطرق المهلكة؟ وغير ذلك من الأسئلة الشائكة التي تقع في صميم عمل الفاعلين الأكاديميين في حقل الدراسات الاجتماعية والإنسانية. ويستطيع الإعلام الجديد لعب دوره في ذلك من خلال اتاحت المجال للمشتغلين في العلوم الإنسانية والمهتمين لمناقشة هذه الأسئلة في الوسائط الإعلامية المختلفة بشفافية وفتح نوافذ للحوار العلمي العقلاني الجدير بالقيمة والاعتبار في هذا الشأن. وبذلك يتكامل الجهد الإعلامي مع الجهد العلمي في البحث والتوعية والنشر والتنوير. 2_ مدخل الإعلام البديل (إعلام السلام): اثبتت المقاربة الإعلامية للظاهرة الإرهابية في السنوات القريبة الماضي بانها تزيد من مدى شيوعه واشتعاله وانتشاره بدلا من التقليل منه ومحاصرته، وذلك ناجم عن أسباب كثيرة منها (عدوى العنف ) وقدرته على استثارة الغرائز العدوانية عند شرائح واسعة من الجماعات المحبطة “فلئن كان الشعور بالإحباط أحياناً ذا عواقب إيجابيّة إذ يمكنه، على سبيل المثال، دفع الأفراد للتغلّب عليه وتحقيق تطلّعاتهم؛ إلاّ أنّه قد يؤدّي أيضاً إلى الشعور بالاستياء والاعتقاد بأنّهم يستحقّون أفضل ممّا هم عليه، وهو ما يمكن أن يخلق قوّة مدمرّة. وقد يغدو الأمر أكثر خطراً حين تتجمّع هذه الإحباطات الفرديّة وتلهم حركة دعويّة يمكن أن تكون عنيفة بفعل حركة المقاومة التي قد تجابهها من النظام الاجتماعي السائد”ويقترح الباحثان يوهان غالتونغ وجاك لينش، التمييز الدقيق بين طريقتين للأعلام والعنف، (منحى ” العنف النصر” أو منحى “النزاع السلم”. 3_ مدخل الإعلام الثقافي: ينطلق هذا المدخل من فكرة كيف يمكن للإعلام ان يساعد في جعل الثقافة بيئة أمنة وقادرة على تنمية وتخصيب قيم وشروط التعايش الاجتماعي الإنساني بين الناس، إذ ان الثقافة في جوهرها الإنساني التاريخي الإبداعي بوصفها ذلك الكل المركب الذي يشكل تفكيرنا وخيالنا وسلوكنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وهي فضلا عن ذلك أداة لنقل السلوك ومصدر دينامي للتغيير والإبداع والحرية وتهيئة فرص الابتكار والمنافسات والمبادرات الفردية، وهي مصدر للطاقة والإلهام والتنوع والاختلاف والشعور بالهوية والانتماء. فالثقافة هي ما يبقى بعد نسيان كل شيء. ........................................ * أكاديمى وشاعر وأديب يمنى
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2