إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: جينات ميكافيللي!

لا يمكن أن يكون ميكافيللى إخوانيًا.. ليس فقط لأنه مسيحى وليس مسلمًا.. وإنما لأنه عاش ومات قبل أن يولد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان بنحو 380 عامًا!.. ولد ميكافيللى أو بالتحديد نيكولو دى برناردو دى ميكافيللى فى فلورنسا بإيطاليا فى عام 1469 ومات فى عام 1527 ويعتبر من أشهر الكُتّاب والفلاسفة الإيطاليين فى عصر النهضة، وقد اشتهر بمبادئه الانتهازية التى أفاض فى شرحها فى كتابه الشهير "الأمير".. أما حسن البنا أو حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتى، فقد ولد فى المحمودية بمحافظة البحيرة فى عام 1906 ومات فى عام 1949.. وقد قام حسن البنا فى عام 1928 بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة سياسية إسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى الحياة اليومية وإعادة نظام الخلافة الذى سقط بسقوط العثمانيين.. وليس معروفًا إن كانت أسرة البنا لها أى أصول إيطالية أم لا.. وليس معروفًا أيضا إن كان ميكافيللى قد زار مصر وتزوج فيها وترك فيها أبناء وأحفاد ينحدرون منه.. لكن الذى أعرفه على وجه اليقين أن هناك تطابقًا شديدًا بين مبادئ الإثنين.. البنا وميكافيللى.. تطابق يجعلنى أرجح أن حسن البنا كان يحمل جينات ميكافيللى بشكل أو بآخر (!!!) من أشهر أقوال ميكافيللى التى تعبر بوضوح عن مبادئه.. الغاية تبرر الوسيلة.. الدين ضرورى للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس.. حبى لنفسى قبل حبى لبلادى.. هذه هى أشهر أقوال ميكافيللى والتى تعبر بوضوح وجلاء عن مبادئه.. أليست هذه المبادئ هى نفس مبادئ جماعة الإخوان؟.. أليست هذه الأفكار هى صورة طبق الأصل من الأفكار التى اعتمد عليها حسن البنا فى تأسيس جماعته؟! الغاية تبرر الوسيلة.. من يطبق هذا المبدأ أكثر من الإخوان.. الإخوان من أجل الوصول للحُكم ركبوا ثورة 25 يناير وخدعوا الشعب وكذبوا عليه من أجل الوصول إلى الحُكم.. ثم استباحوا لأنفسهم كل المحرمات أثناء السنة التى حكموا فيها مصر.. وبعد سقوطهم ارتكبوا ولا يزالون يرتكبون كل الموبقات من أجل العودة إلى الحُكم.. قتل وكذب وخيانة وتكفير واستحلال دماء.. ميكافيللى يقول أيضا إن الدين ضرورى للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس.. وهذا ما يفعله الإخوان بالحرف الواحد.. يصبغون حكومتهم بصبغة دينية – وهم أبعد ما يكون عن الدين – لكى تسيطر الحكومة على الشعب.. أما مقولة ميكافيللى.. حبى لنفسى قبل حبى لبلادى.. فهى مقولة إخوانية مائة فى المائة.. الإخوان لا يؤمنون بالأوطان.. الإخوان يخونون الأوطان.. "طظ فى مصر" هكذا عبر مرشد الإخوان عن علاقة الإخوان بالوطن.. مبادئ ميكافيللى صورة طبق الأصل لمبادئ الإخوان.. أفكار ميكافيللى هى نفس أفكار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان.. كأن جينات ميكافيللى تسرى فى أجساد الإخوان!.. كل إخوانى يؤكد صحة هذه النظرية!.. يوسف القرضاوى – على سبيل المثال – عالم أزهرى تربى وعاش فى مصر وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين.. سافر إلى قطر وكرّس جهوده وعلمه ودينه لخدمة أمير قطر وخدمة جماعة الإخوان.. كل ذلك على حساب مصر.. وطنه.. أحب يوسف القرضاوى نفسه أكثر من وطنه.. الحقيقة أنه لم يكتفى بذلك ولكنه باع وطنه من أجل نفسه ومن أجل جماعته.. ويتمادى يوسف القرضاوى فى خيانته لوطنه فيقول عن أردوغان.. إن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان.. ولا أحد يعرف من أين عرف يوسف القرضاوى أن الله والملائكة وجبريل يساندون أردوغان.. أردوغان الذى أباح الدعارة ومنح العاهرات فى تركيا ترخيص بمزاولة المهنة.. أردوغان الذى يسفك دماء المسلمين ويستبيح أموالهم وأراضيهم.. هذا الشيطان يسانده الله والملائكة وجبريل!.. هكذا وصل الحال بيوسف القرضاوى الإخوانى الذى يحب نفسه وجماعته أكثر من وطنه كما نصحه أستاذه ميكافيللى!.. تلميذ آخر لميكافيللى يؤكد أن الإخوان يحملون جينات ميكافيللى.. هل تعرف أيمن الظواهرى؟! ومن لا يعرف زعيم التنظيم الإسلامى الأشهر على مستوى العالم.. تنظيم القاعدة.. لكن أظن أن قليل جدًا من يعرف أن أيمن الظواهرى كان عضوًا ناشطًا فى جماعة الإخوان المسلمين، لكنه انسلخ عنها وأعلن تبرئه منها.. أيمن الظواهرى لم يكتفى بذلك فى الحقيقة لكنه شن حرب شعواء على الجماعة وعلى مؤسس الجماعة حسن البنا.. وصلت إلى درجة تكفير الجماعة.. وإذا أتيح لأحد أن يقرأ الكتاب الذى ألّفه أيمن الظوارى.. كتاب الحصاد المُر.. فسوف يعرف بوضوح مدى الكراهية التى يكنها الظواهرى للإخوان واحتقاره لهم.. ومن الطبيعى أن يبادله الإخوان نفس الشعور فهو بالنسبة لهم شيطان خرج من دين الإخوان.. كل ذلك طبيعى ومنطقى.. لكن الإخوان يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة.. ويعتبرون هذا المبدأ الميكافيللى جزء أساسى من مبادئهم.. فإذا بالجليد يذوب بين الظواهرى والإخوان!.. ماذا حدث؟! اتصل الإخوان بالظواهرى وعرضوا عليه أموالاً طائلة بعد وصولهم للحُكم فى مصر.. مقابل أن يرسل لهم جهاديين للعمل فى سيناء ولكى يصبحوا فيما بعد نواة لجيش الإخوان.. ابتلع الإخوان كل كراهيتهم وحقدهم على الظواهرى وتصالحوا معه.. وقبل الظواهرى المصالحة بعد أن وصلته أموال الإخوان الطائلة.. وأعاد أيمن الظواهرى إصدار طبعته السادسة من كتابه الحصاد المُر.. لكن الطبعة هذه المرة لم تتضمن أى هجوم على الإخوان وإنما كان الحديث عن الإمام الشهيد حسن البنا (!!!) هكذا يطبق الإخوان مبدأ ميكافيللى.. الغاية تبرر الوسيلة.. بمنتهى الاحترافية ومنتهى الإخلاص (!!!) قد يعتبرنى البعض مبالغا عندما أقول إن جينات ميكافيللى تسرى فى عروق ودماء الإخوان.. يمكن أن يكون ذلك بالفعل نوع من المبالغة.. لكن الأمر المؤكد بدون مبالغة أن الإخوان وميكافيللى.. عجينة واحدة!..