طارق السيد متولى يكتب: دائرة المعاناة
طارق السيد متولى يكتب: دائرة المعاناة
لا تستهينوا بالخطأ أو بالتعدى على حق من حقوق الآخرين فعندما يرتكب فرد خطأ ما أو يتعدى على حق غيره فإن أثر ذلك لن يكون عليه وحده، أو الشخص المتعدى عليه، أو على الزمن المحدود الذى تم فيه الخطأ، ولكن أثره يتعدى ذلك بكثير فيصل ضرره للمجتمع ولفترات طويلة.
هناك شخص دائما وفى كل زمان ومكان لا يلتزم بالقوانين وتسول له نفسه المريضة دائما التحايل وخرق النظام والقانون مما يسبب خسائر للدولة والمجتمع وإخلال بالنظام العام.
رأيت رجل يعمل فى إحدى الشركات، والتى توفر للعاملين فيها الرعاية الصحية والكشف المجانى وصرف الأدوية بالمجان كان يذهب كل شهر للعيادة ويدعى المرض ويطلب من الطبيب أن يصف له بعض الأدوية ثم بعد ذلك يقوم ببيعها بأقل من ثمنها لأنه لا يحتاجها فى الحقيقة.
وبعد فترة اكتشفت الشركة أنها تتكبد خسائر كبيرة بسبب الرعاية الصحية فقامت بإلغاء الأدوية المجانية والكشف المجانى فحرم منها كثير من الأفراد الذين يحتاجونها بالفعل بسبب تصرف هذا الرجل المشين.
وإلى وقت قريب كنا نسافر فى المطارات بحرية أكثر وبمجرد المرور من بوابة كشف المعادن نصعد إلى الطائرة، الآن أصبحت الإجراءات الأمنية أشد وأكثر والتفتيش وخلع الأحذية والأحزمة والتفتيش الذاتى وفى بعض الدول أجهزة تكشف جميع الجسد، كل هذا حدث بسبب تصرف فرد أو مجموعة أفراد قاموا بالتحايل على الإجراءات الأمنية وقاموا بأعمال إرهابية، فعم التشديد الجميع.
الأمثلة كثيرة على العقاب الجماعى الذى ينزل على الناس بسبب تصرف واحد خطأ 'حتى فى قوانين الطبيعة وسنة الله عز وجل قد تحرم أمة كاملة من الخير بسبب تصرف بعض أفرادها وسوء اخلاقهم لذا أصبح لزاما علينا أن نراقب أنفسنا وافعالنا ولا نستهين بالأخطاء مهما كانت صغيرة.
يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية فلا يمكن أن يكون هناك شرطى لكل مواطن فأن لم يكن لدى كل فرد وازع من ضمير ورادع من نفسه ومحافظة من الجميع على القواعد والقوانين فسنظل جميعا فى دائرة المعاناة.