لمى المفتى السورية تكتب: «دلق القهوة خير»

لمى المفتى السورية تكتب: «دلق القهوة خير»لمى المفتى السورية تكتب: «دلق القهوة خير»

* عاجل9-7-2020 | 15:56

هناك الكثير من المفاهيم الغريبة والأقرب في تسميتها للبدعة تأصلت في أعماقنا ترتبط بأفعالنا اليومية؛ نمارسها بشكل عفوي ونتعامل معها كونها عادة طبيعية دون الرجوع إلى العقل والمنطق في تفسيرها. كثيرون منا يؤمن بها، ونتناقلها من جيل إلى جيل، إنها إرث ثقافي إنها "الخرافات" ! ويعود أصل كلمة خرافه الى قصه رجل من بنى عذرة يدعى خرافه غاب عن قومه زمناً ثم رجع يقص عليهم سبب إختفائه ؛بأن الجن أخططفه وهناك قابل جنيه ووقع في حبها وعندما طلب من ملك الجن الزواج بها، رفض وأمر بعودته إلى موطنه وروى خرافة تفاصيل ما حصل معه في هذه الرحلة فلم يصدقه الناس ولا العقل وأطلق على حديثه "حديث خرافة". ومن وقتها درج على أي كلام بعيد عن العقل كلمه خرافات .. ومن مقولة.. (دلق القهوه خير) هذه العبارة التى ترسخت في عقولنا إعتقاداً منا أن دلق القهوة يبشر بحدث جيد وتحولت هذه الإشارة وهذه الخرافة إلى فأل خير. ومثالها عندما ينكسر كأس زجاجي فيقال (إنكسر الشر). ومن هذه الخرافات (كسر الجرة) عقب مغادرة شخص غير مرحب به ففي عرف الخرافات أن هذا الفعل سيمنع زيارته مرة أخرى وعلى العكس وجب عدم الكنس أو التنظيف خلف المسافر بإعتبار هذا الفعل فألاً سيئاً يعود بالأذى عليه ويمنع عوده سالماً . تنتشر هذه الخرافات ولا أحد يعرف سبب تصديقها والعمل بها بالرغم من أنها تصلح للفكاهة في بعض الأحيان. مثال (طنين الأذن) يقال لو طنت الأذن اليمنى فإن أحداً يأتي بسيرتك بالخير ولو طنت اليسرى فربما عدوك يذكرك . وكثير منا يسعد بحك كف يده اليسرى لأنه يؤمن بأن قبضة من المال في طريقها إليه، وفي حين لو حك الكف الأيمن أنه سيغّرم بدفع مبلغ من المال. ويشبه هذا الأمر (طرفة العين) فيعتقد أنه في حال طرفت عينه اليمنى فسيسمع خبراً يسره، ويستعد للخبر السيئ لو طرفت عينه اليسرى.. ومنهم من يعتقد أن طرف العين كناية عن أن شخص عزيز سيقوم بزيارته وعليه إعداد المكان للإستقبال. وإن كنت مِن مَن يقال لهم (حماتك بتحبك) عندما دخلت زائراً وقت الطعام فهذه الخرافة تحولت إلى نوع من أنواع الترحيب بالزائر حتى لا يشعر بالحرج. وكل هذه الخرافات أو ما يطلق عليها بدفاتر النسوان مثال أبدأ عامك بأكلة بيضاء *مثال الشاكريه * واحدة من أشهر المآكل السوريه تطهى باللبن الزبادي ولونه الأبيض ليعم الخير طوال العام. أو أن تعطى العروس قطعة من العجين تعد لها ليلة عرسها لتلصقها عند دخولها باب البيت فإذا لصقت طابت العيشة ورغد الحال وأصبح الزواج ميموناً ، وإن لم تلصق لربما يأتي الطلاق فيما بعد . ولا بد من ذكر (الخرزة الزرقاء) التى يُعتقد أنها تبعد عن حاملها الشر والسوء ، وتُلبس للمولود لتصرف عنه عين الحاسدين . وهذا كله غيض من فيض.. والكل يعرف أنها ليست حقيقة ولا تستند على المنطق ولكن الزمن أعطاها قدسية خاصة، ولم يفلت منها لا القاصي ولا الداني فمن منكم لم يقل في بداية عامنا هذا ((ادخل برجلك اليمين )) وبعد ..؛؛؛
    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2