إبراهيم رضوان يكتب: الوطنية للفقراء والوطن للجميع !
إبراهيم رضوان يكتب: الوطنية للفقراء والوطن للجميع !
ربما أصدم القراء حينما أقول أن هناك من يسعى الي تصدير مقولة " الوطنية للفقراء والوطن للجميع " ، أقرأ المشهد الإنتخابي لإستحقاقات مجلسي النواب والشيوخ فأجد زحاما للأغنياء ، وتربيطات ، وإستعدادات لرش الملايين في مقابل الفوز بمقعد هنا أو هناك ..
هل عدنا الي سيرتنا السابقة ، هل هناك من يسحبنا من رقابنا كما البهيمة لدولة جمال مبارك وأحمد عز وشلتهما التي أودت بنا الي التهلكة ، لماذا يصمم من يملكون الفلوس على تملك النفوذ أيضا إلا أن كانت من مصدر غير شريف ، ويبحثون لها عن حماية ..
انظر الي خارطة الراغبين في الترشح لمجلس الشيوخ "مجلس الحكماء" فاجدهم من أبناء رجال الأعمال الذين خط شاربهم قبل سنوات وربما شهور ، أحدهم قال في مجلسه الخاص أنه خصص 5 ملايين جنيه لرشها في الحملة الإنتخابية " ، 5 ملايين جنيه وهو الذي يتهرب دوما من الضرائب ويشتكي الفقر والعوز والحاجة وأن الدولة تظلمه وأنه لم يحصل منها على شئ ..
أرى الأحزاب صغيرة ، هشة ، أغلب من فيها من فلول الحزب الوطني المنهار ، يبحثون عن أي فرصة ، عن أي مغنم ، يبحثون عن الأغنياء الذين سينفقون على مرشحي القوائم ، والذين سيتم إختيارهم أيضا حسب كمية الفلوس ..
لقد إنحاز الرئيس للفقراء ، إنحاز للوطن ، ورفض الإنضمام لأي حزب حتى لا يكون مركز قوة فوق الدولة والقانون كما كان الحزب الوطني المنحل الذي حول البلد لعزبة ، ولكن يبدو أن البعض مصمم على اللعب بنفس القواعد القديمة ، وهي "رش الفلوس" ثم جمعها مرة أخرى بأي طريقة ، أو حتى الحفاظ على الثروات بالحصانة ، فتتركز بذلك السلطة والثروة من جديد بين أيادي عابثة بالوطن ، أو المشي بمقولة "نبوس إيديهم شهر ويقبلون أقدامنا 5 سنوات "
هذه المجالس يجب أن تعبر عن الجميع ، وتحوي الجميع ، وخاصة الطبقة الوسطى الكادحة حتى تشعر أن هناك تغييرا تم وأن هذا وطنها ، وأنها لا تعيش غريبة ، أو أنها جاءت الي الدنيا هكذا ، وستذهب أيضا هكذا بلا فائدة .. فلا تدفعونا لكراهية بلادنا وكراهية كل منجز ..
ننتظر أن يتم فحص من يتصدى للترشح، لأى استحقاقات انتخابية.. الجميع أمنيا وماليا وضريبيا ، وأن يتم ملاحقة لصوص الوطن من حاملي الحصانة أيا كانت ، فالوطن للجميع والوطنية أيضا ..