كتب: إبراهيم شرع الله
احتفل محرك البحث الشهير "جوجل"، الجمعة، بالكاتب الفرنسى الشهير ألكسندر دوما ، من خلال تغيير الأيقونة الخاصة به عند البحث.
ولد ألكسندر دوما يوم 24 يوليو 1802 كاتب فرنسي تُرجمت أعماله إلى 100 لغة تقريباً، ويُعد أحد أكثر الكُتّاب الفرنسيين شهرة على الإطلاق. تم نشر العديد من رواياته التي تتميز بحس المغامرة على شكل سلسلات أدبية في البداية، بما في ذلك الكونت دي مونت كريستو والفرسان الثلاثة وبعد عشرين عاماً وفيكونت براجيلون: بعد عشر سنوات. تم تمثيل رواياته منذ أوائل القرن العشرين في ما يقارب الــ 200 فيلماً. لم يتمكن دوما من إنهاء آخر رواياته فارس سانت هيرمين بسبب وفاته، وقام الباحث كلود شوب باستكمالها نظراً لامتلاكه الخبرة اللازمة وتم نشر الرواية في سنة 2005 لتُصبح من أكثر الروايات مبيعاً، نُشرت الرواية أيضاً باللغة الإنجليزية في سنة 2008 تحت عنوان الفارس الأخير.
بدأ دوما حياته المهنية بإنتاج الكثير من الأعمال التي تندرج ضمن عدّة تصنيفات أدبية من خلال كتابة المسرحيات التي حققت نجاحات هائلة منذ البداية، كما كتب العديد من المقالات التي تم نشرها في المجلات وكتب السفر. بلغ إجمالي عدد صفحات أعماله المنشورة حوالي 100,000 صفحة. خلال أربعينيات القرن التاسع عشر أسس دوما المسرح التاريخي (Théâtre Historique) في باريس.
وُلِد الجنرال توماس ألكسندر ديفي دي لا باليتيري (والد دوما) في المستعمرة الفرنسية سانت دومينيك (حالياً: هايتي) لأب فرنسي نبيل وأم من الرقيق ذات أصول أفريقية تُدعى ماري سيسيت. في سن الرابعة عشر انتقل توماس ألكسندر مع والده إلى فرنسا حيث تلقى تعليمه في أكاديمية عسكرية والتحق بالجيش ليحظى بعد ذلك بمهنة ناجحة.
ساهم انتماء الوالد للطبقة الأرستقراطية في حصول ألكسندر الشاب على فرصة العمل مع لويس فيليب الأول، دوق أورليان. في وقت لاحق بدأ العمل ككاتب وحقق نجاحاً مبكراً. بعد ذلك بعقود، وعند انتخاب لويس نابليون بونابارت في سنة 1851، فقد دوما الدعم الذي كان يتمتع به وغادر فرنسا متجهاً إلى بلجيكا حيث أقام هناك لعدة سنوات. لدى مغادرته بلجيكا، انتقل دوما إلى روسيا لبضع سنوات قبل ذهابه إلى إيطاليا. في العام 1861 قام دوما بتأسيس ونشر صحيفة المستقلة (L'Indipendente) التي أيدت جهود جمع الشمل الإيطالي، ومن ثم عاد إلى باريس عام 1864.
على الرغم من كونه متزوجاً آنذاك، كان لـدوما العديد من العلاقات النسائية غير الشرعية مُتبعاً بذلك تقاليد الفرنسيين من ذوي الطبقة الاجتماعية العليا (يُزعم تورطه في ما يصل إلى أربعين علاقة). من المعروف عنه خلال حياته إنجابه لأربعة أبناء غير شرعيين على الأقل؛ في حين اكتشف باحثو القرن العشرين أُبُوّة دوما لثلاثة أبناء غير شرعيين آخرين. اعترف دوما بابنه ألكسندر دوما (الابن) وقدّم له الدعم ليصبح الأخير كاتبا مسرحيا وروائيا ناجحا، وكانا يعرفان باسم ألكسندر دوما (الأب) وألكسندر دوما (الابن). في العام 1866 ارتبط دوما بعلاقة غرامية مع الممثلة الأمريكية آده آيزاك منكين التي كانت حينها في ذروة حياتها المهنية وكانت تبلغ من العمر نصف عمر دوما تقريباً.
(حياته)
وُلِد دوما ديفي دي لا باليتيري (المعروف لاحقاً باسم ألكسندر دوما) في فيليه كوتريه في مقاطعة أن في بيكاردي، فرنسا. كان لديه شقيقتين أكبر منه سناً، ماري ألكساندرين (مواليد 1794) ولويز ألكساندرين (1796-1797). وكان والدهم توماس ألكسندر دوما ووالدتهم ماري لويز إليزابيث لابوريت، ابنة صاحب نُزُل.
يقع مسقط رأس توماس ألكسندر في المستعمرة الفرنسية سانت دومينيك (حالياً: هايتي)، وهو ابن مُختلِط الأعراق لماركيز من النبلاء الفرنسيين ومُفوض عام في مدفعية المستعمرة كان يُدعى ألكسندر أنطوان ديفي دي لا باليتيري، ووالدته ماري سيسيت دوما كانت من الرقيق وتنحدر جذورها من أفارقة منطقة البحر الكاريبي. عند ولادة توماس ألكسندر، كان والده فقيراً. من غير المعروف ما إذا كان مسقط رأس والدته سانت دومينيك أو أفريقيا، كما لا يُعرف من أي الشعوب الأفريقية أتى أجدادها.
غادر توماس ألكسندر في صِباه إلى فرنسا مع والده وتلقى هناك تعليمه في المدرسة العسكرية وانضم إلى الجيش عندما كان شاباً. اتخذ توماس ألكسندر لقب والدته (دوما) بعدما انقطعت علاقته بوالده. تمت ترقيته إلى رتبة جنرال في سن الــ 31، وهو أول شخص تنحدر أصوله من أفارقة الأنتيل يصل إلى تلك الرتبة في الجيش الفرنسي. خدم بتميّز في حروب الثورة الفرنسية، وكذلك كجنرال عام في جيش البرانس وكان أول رجل أسمر البشرة يعتلي ذلك المنصب. فقد توماس ألكسندر الدعم الذي كان يتلقّاه بحلول العام 1800 وطالب بالعودة إلى فرنسا على الرغم من كونه جنرال تحت قيادة بونابارت في إطار الحملات على إيطاليا ومصر. عند رجوعه، أُجبرت سفينته على أن ترسو في تارانتو، مملكة نابولي، حيث تم احتجازه هو وغيره كأسرى حرب.
تُوفي توماس ألكسندر متأثراً بمرض السرطان في سنة 1806 عندما كان ألكسندر دوما في الرابعة من عمره. لم تتمكن والدته الأرملة ماري لويز من تحمّل نفقات إعالة وتعليم ابنها، إلا أن دوما كان يقرأ كل ما يقع بين يديه وعلّم نفسه اللغة الإسبانية. حظت الأسرة بسمعة الوالد المتميزة ورتبته الأرستقراطية بالرغم من حالتهم المادية الصعبة مما ساهم في تقدّم ألكسندر دوما في حياته. انتقل ألكسندر دوما ذو العشرين عاماً إلى باريس سنة 1822 بعد استعادة المَلَكية. شغل هناك منصباً في القصر الملكي في مكتب لويس فيليب، دوق أورليان.
(حياته المهنية )
أثناء عمله لدى لويس فيليب، بدأ دوما بكتابة مسرحيات ومقالات للمجلات. عند بلوغه اتخذ لقب جدته (دوما) التي كانت من الرقيق سائراً بخطى والده من قبله. تم إنتاج أول مسرحياته هنري الثالث وبلاطه (1829) عندما كان يبلغ من العمر 27 عاماً ولاقت الكثير من الاستحسان. في العام التالي حظت مسرحيته الثانية كريستين بذات الشعبية. منحته تلك النجاحات الدخل الكافي للكتابة بدوام كامل.
شارك دوما عام 1830 في الثورة التي أطاحت بــشارل العاشر والتي تم فيها تعيين رب عمل دوما السابق دوق أورليان بدلاً منه على العرش حيث حكم تحت لقب لويس فيليب، الملك المواطن. كانت الحياة مضطربة في فرنسا حتى منتصف ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث انتشرت أعمال شغب متفرقة ما بين استياء الجمهوريين وسخط العمّال في المناطق الحضرية الفقيرة سعياً وراء التغيير. عادت الحياة إلى طبيعتها ببطء وبدأت الأمة في مجالات التصنيع أثناء ذلك. مع تحسّن الاقتصاد ونهاية الرقابة على الصحافة، كانت الفرصة مواتية لبزوغ مهارات ألكسندر دوما الأدبية.
تحوّل دوما إلى تأليف الروايات بعد كتابته العديد من المسرحيات الناجحة. وعلى الرغم من انجذابه لأسلوب حياة البذخ وإنفاقه مراراً لأكثر مما كان يكسبه، أثبت دوما براعته في التسويق. تم نشر الكثير من رواياته المسلسلة في الصحف، وفي سنة 1838 أعاد دوما كتابة إحدى مسرحياته كأول سلسلة روائية له تحت عنوان الكابتن بول. قام دوما بتأسيس استوديو إنتاج كما قام بتوظيف مؤلفين لكتابة مئات القصص، كل ذلك تم تحت توجيهاته الشخصية من تحرير وإضافات.
بمساعدة العديد من أصدقائه، قام دوما في الفترة من 1839 إلى 1841 بتجميع أشهر الجرائم في مجموعة مقالات مكونة من ثمانية مجلدات حول أشهر المجرمين والجرائم في التاريخ الأوروبي، من ضمنهم بياتريس سينسي ومارتن غور وسيزار بورجيا ولوكريسيا بورجيا، فضلاً عن آخر الأحداث والمجرمين، بما في ذلك قضايا القتلة كارل لودفيج ساند وأنطوان فرانسوا ديسرو المحكوم عليهما بالإعدام.
قام دوما مع مُعلّمه في المبارزة، أوغسطين جريسير، بكتابة رواية سيد المبارزة (1840). تمت كتابة قصة جريسير كسرد لسيرته وكيف تسنى له أن يشهد على أحداث ثورة الديسمبريين في روسيا. في نهاية المطاف تم منع الرواية في روسيا بأمر من القيصر نيكولاي الأول، كما تم منع دوما من دخول البلاد إلى حين وفاة القيصر. أشار دوما إلى جريسير في كتابيه الكونت دي مونت كريستو والإخوة الكورسيكيون وفي مذكراته.
تعاون دوما مع العديد من المساعدين واعتمد عليهم وكان أشهرهم أوغست ماكيه. لم يكن دوره مفهوماً تماماً حتى أواخر القرن العشرين. كتب دوما روايته القصيرة جورج (1843) مستخدماً أفكار وحبكة ظهرت لاحقاً في الكونت دي مونت كريستو. تقدم ماكيه ضد دوما بدعوى في المحكمة في محاولة للحصول على اعترافات أدبية وأجر أعلى مقابل عمله ونجح بالفعل في الحصول على المزيد من الأجر، ولكن لم يتم نسب أي عمل لاسمه.
حققت روايات دوما شعبية هائلة فسرعان ما تُرجمت إلى الإنجليزية ولغات أخرى. كما نال من كتاباته قدراً كبيراً من المال، لكنه كان مفلساً في كثير من الأحيان حيث كان يُسرف ببذخ على النساء ونمط المعيشة المترفة. (كشف الباحثون تعدد علاقاته بإجمالي 40 عشيقة). في عام 1846 قام ببناء منزل ريفي كبير خارج باريس في ميناء مارلي تحت اسم شاتو دي مونت كريستو، مع مبنى إضافي كاستوديو لكتاباته. كثيراً ما كان يستقبل الغرباء والمعارف للإقامة معه في زيارات تمتد لفترات طويلة مستغلين بذلك كرمه. اضطر بعد ذلك بعامين لبيع العقار برمّته حيث واجه صعوبات مادية.
كتب دوما مجموعة متنوعة من الأعمال ونشر ما مجموعه 100,000 صفحة خلال حياته. كما أنه قام بتوظيف خبرته في تأليف كتب السفر بعد قيامه بالعديد من الرحلات، بما في ذلك رحلات لدوافع أخرى غير المتعة. عقب الإطاحة بالملك لويس فيليب في الثورة، تم انتخاب لويس نابليون بونابارت رئيساً للبلاد. لم ينل دوما على رضا بونابارت، لذلك فرّ المؤلف سنة 1851 إلى بروكسل، بلجيكا، محاولاً بذلك أيضاً الهرب من دائنيه في آن واحد. في عام 1859 انتقل دوما إلى روسيا حيث كان الفرنسية اللغة الثانية للنخبة وكان لكتاباته شعبية هائلة. قضى دوما عامين في روسيا قبل مغادرته بحثاً عن مغامرات مختلفة. قام دوما بنشر كتب رحلات عن روسيا.
تم الإعلان عن مملكة إيطاليا في مارس 1861 مع تنصيب فيتوريو إمانويلي الثاني ملكاً لها. سافر ألكسندر دوما إلى هناك وشارك على مدى الثلاث سنوات التالية في حركة توحيد إيطاليا، كما أسس وقاد صحيفة المستقلة (Indipendente). نشر كتب رحلات عن إيطاليا بعد عودته إلى باريس عام 1864.
على الرغم من خلفية دوما الأرستقراطية ونجاحاته الشخصية، كان عليه التعامل مع التمييز العنصري حول أصله كونه مُختلِط الأعراق. في عام 1843 كتب رواية قصيرة تحت عنوان جورج تناول فيها بعض قضايا العرق وآثار الاستعمار. قام رجل بإهانة دوما بسبب أصوله الأفريقية، فردّ عليه دوما قائلاً جملته الشهيرة:
ألكسندر دوم كان والدي مولاتو "مُختلِط الأعراق / أسمر البشرة"، وجدتي كانت زنـجية، وأجداد أجدادي كانوا قِردة. تَرى، يا سيدي، عائلتي بدأت حيث انتهت عائلتك.
(حياته الشخصية )
في 1 فبراير 1840، تزوج دوما من الممثلة ايدا فيرير (اسمها عند الولادة مارغريت جوزفين فيراند) (1811-1859). ارتبط اسم دوما بعلاقات متعددة مع نساء أخريات، وكان معروفاً عنه إنجابه لأربعة أبناء على الأقل:
ألكسندر دوما (الابن) (1824-1895)، والدته خيّاطة تُدعى ماري لور كاثرين لاباي (1794-1868). أصبح كاتب مسرحي وروائي ناجح.
ماري ألكساندرين دوما (5 مارس 1831-1878)، والدتها بيل كريلسمر (1803-1875).
ميكايلا كليلي جوزيفا إليزابيث كورديه، (مواليد 1860)، والدتها إيميلي كورديه.
هنري باور، لقب والدته باور.
أثناء العام 1866 كان دوما على علاقة مع الممثلة الأمريكية المعروفة آده آيزاك منكين التي أدّت دورها المثير في مسرحية (Mazeppa) في لندن. كما أدّت دوراً في مسرحية قراصنة ليه دي لا سافان في باريس حيث تم بيع كل التذاكر وكانت حينها في ذروة نجاحها.
كانت تلك النساء من ضمن ما مجموعه 40 عشيقة لدوما تم الكشف عنهن من قِبل الباحث كلود شوب، بالإضافة إلى ثلاثة أبناء غير شرعيين آخرين. أجرى شوب بحوثاً حول كتابات دوما بشكل رئيسي لعدة عقود.
(وفاته)
تُوفي ألكسندر دوما في ديسمبر 1870 ودُفِن بمسقط رأسه في فيليه كوتريه في مقاطعة أن. غطّت الحرب الفرنسية البروسية وما تلاها من أحداث على وفاته. أدّى التغيّر في التوجهات الأدبية إلى انخفاض شعبيته. في أواخر القرن العشرين، قام باحثون مثل ريجينالد هامل وكلود شوب بدراسات أسفَرَت عن إعادة تقييم وتقدير جديد لأعماله الأدبية، فضلاً عن إيجاد أعماله المفقودة.
ضريح ألكسندر دوما في مقيرة العظماء "البانثيون" في باريس.
في عام 1970، تم إطلاق محطة ألكسندر دوما باريس مترو تيمناً باسمه وتكريماً له. كما تم ترميم منزله الريفي خارج باريس، شاتو دي مونت كريستو، وتم افتتاحه كمتحف للجمهور.
استمر الباحثون في العثور على أعمال دوما في أرشيف السجلات، بما في ذلك مسرحية الخمسة مشاهد لصوص الذهب التي عثر عليها الباحث ريجينالد هامل عام 2002 في مكتبة فرنسا الوطنية. نُشِرَ العمل في فرنسا عام 2004 من قِبَل أونوريه شامبيون.
فرانك وايلد ريد (1874-1953)، الشقيق الأكبر لـدنيدن الذي كان ينشر أعماله تحت اسم أ. هـ. ريد، وهو صيدلي وانغاري كثير المشاغل ولم يزر فرنسا مطلقاً، قام بجمع أكبر مجموعة من الكتب والمخطوطات المتعلقة بـدوما خارج فرنسا. تحتوي مجموعته على حوالي 3350 مجلداً، من ضمنها نحو 2000 ورقة بخط يد دوما وعشرات الطبعات الأولى الفرنسية والبلجيكية والإنجليزية. تم التبرع بهذه المجموعة لمكتبات أوكلاند بعد وفاته. كتب ريد قائمة المراجع الأكثر شمولاً لأعمال دوما.
تم إقامة الذكرى المئوية الثانية لميلاد دوما سنة 2002، كما أقام الرئيس الفرنسي جاك شيراك حفل تكريم للكاتب وتم نقل رفاته إلى ضريح مقبرة العظماء "البانثيون" في باريس، حيث دُفِن العديد من الأعلام الفرنسيين. تم بث الإجراءات على قنوات التلفاز: لُفّ النعش الجديد بقطعة قماش من المخمل الأزرق وحُمِل على عربة يحيط بها أربعة مشاة من قُوات الحرس الجمهوري مرتدين أزياء الفرسان الأربعة. قال الرئيس شيراك في خطابه:
«معك كنا دارتنيان ومونت كريستو وبالسامو، نجول في طرق فرنسا ونطوف ميادين المعارك ونزور القصور والحصون. معك استكشفنا، وفي أيدينا شعلة، دهاليز مظلمة وممرات سرية تحت الأرض. معك راودتنا الأحلام. معك ما زلنا نحلم».
اعترف شيراك بالعنصرية التي كانت موجودة في فرنسا، وقال إن المجيء بجثمان دوما إلى البانثيون كان وسيلة لتصحيح ذلك الخطأ، حيث تم وضع جثمان دوما جنباً إلى جنب مع زملائه من الكُتّاب الكبار مثل فيكتور هوغو وإميل زولا. وأشار شيراك أنه على الرغم من أن فرنسا أنجبت كُتّاب كُثر، لم يكن لـدوما مثيلاً من حيث شعبيته. لقد تُرجمت رواياته إلى ما يقارب الــ 100 لغة. بالإضافة إلى ذلك، قد ألهمت شخصياته في صناعة أكثر من 200 فيلماً.
في يونيو 2005 نُشرت رواية دوما الأخيرة فارس سانت هيرمين في فرنسا وتضمّنت معركة طرف الغار. وصف دوما فيها شخصية وهمية تقتل اللورد هوراشيو نيلسون (في الواقع، قُتِل اللورد نيلسون بطلق ناري من قِبَل قنّاص مجهول الهوية). قام دوما بتأليف ونشر الرواية مسلسلة في عام 1869، وكان قد قارب على الانتهاء منها قبل وفاته حيث كانت الجزء الثالث من ثلاثية سانت هيرمين.
في سنة 1990 لاحظ الباحث في أعمال دوما، كلود شوب، رسالة في أرشيف أدّت به إلى الكشف عن عمل غير مكتمل. استغرق الأمر سنوات لدراسته وتحرير الجزء المكتمل منه، واتخاذ القرار لكيفية التعامل مع الجزء الناقص. في نهاية المطاف، قام شوب بكتابة آخر فصلين ونصف الفصل استناداً إلى ملاحظات المؤلف، وتم استكمال القصة. نُشر الكتاب من قبل دار النشر (Éditions Phébus) وتم بيع 60,000 نسخة منه مما جعله من أكثر الكتب مبيعاً. تم ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية ونُشِر سنة 2006 تحت عنوان الفارس الأخير، كما تُرجم الكتاب إلى لغات أخرى.
منذ ذلك الحين عثر شوب على مواد إضافية تتعلق بملحمة سانت هيرمين حيث قام بتجميعها ونشر التتمة سنة 2008 تحت عنوان (Le Salut de l'Empire).