«المصريون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية».. تقرير إسرائيلى يبحث عن التطبيع من هذه الثغرة

«المصريون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية».. تقرير إسرائيلى يبحث عن التطبيع من هذه الثغرة«المصريون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية».. تقرير إسرائيلى يبحث عن التطبيع من هذه الثغرة

* عاجل7-9-2020 | 13:49

كتب: عاطف عبد الغنى – صفاء مصطفى " السلام بين مصر وإسرائيل سلام حكومات والمصريون المقيمون في إسرائيل يعانون التمييز والعنصرية داخل مصر"، هذا ما حاولت أن تؤكد عليه دراسة أجراها الإسرائيلى د. إيدي كوهين المتخصص في العلاقات العربية ـــ العربية، والصراع العربي الإسرائيلي، والإرهاب وشئون الجاليات اليهودية في العالم العربي، ونشرها مركز الدراسات الاستراتيجية بيجين - السادات (بيسا) الذي تأسس عام 1993 . التطبيع الشائك وحاولت الدراسة التى تحمل الطابع الهجومى، على الحكومة والدولة المصرية، الدخول لموضوع التطبيع الشائك (وبالذات على المستوى الشعبى) من باب أو زاوية المصريين الذين سافروا إلى إسرائيل وأقاموا فيها وحصلوا على جنسيتها (بكل ما يستتبع ذلك من فروض قانونية تفرض على حامل الجنسية الإسرائيلية ومنها الخدمة فى الجيش الإسرائيلى على سبيل المثال)، وأمور أخرى تغفلها الدراسة تماما، وتحاول أن تكسب تعاطف متلقى التقرير، وقارئه، من خلال إسقاط الجنسية المصرية على المصريين الذين يحصلون على الجنسية الإسرئيلية، ولفظ الشعب المصرى لهم. وتصور د. كوهين واضع الدراسة أن هذا كعب أخيل أو نقطة الضعف العاطفية التى يمكن أن ينفذ من خلالها إلى غرضه من الدراسة، وموضوعها الأساسى، والسؤال الصعب الذى تهرّبت الدراسة بالفعل من الإجابة عليه وهو: لماذا رفض الشعب المصرى التطبيع مع الإسرائليين، طوال 41 عامًا هو عمر معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل ؟! بالطبع لدى المصريين 70 سببا لهذا الرفض، أولها وأهمها القضية الفلسطينية، ويدخل فيها القدس والمسجد الأقصى، وليس آخرها الذكريات السيئة عن الشهداء والمصابين، والمفقودين، فى كل بيت مصرى جراء الصراع العربى الإسرائيلى بحروبه. المرارة مستمرة والمصريون لم يتوقف ضميرهم عند شهدائهم فى حرب أكتوبر 73، ولكن المرارة مستمرة إلى لحظة كتابة هذه السطور، ومتجددة مع أحدث شهيد فلسطينى، سقط برصاص ةجيش الكيان، فى الضفة وغزة، وأخر طفل فلسطينى تم أسره، واقتياده إلى سجون إسرائيل التى دخلها كثير من أطفال فلسطين منذ عشرات السنين، فتيانا، فشابوا فيها تحت وطأة التعذيب ومرور السنين. على هذه الخلفية يجب أن نقرأ إفراز د. إيدي كوهين ونقيّم دراسته التى يقول فيها إنه بعد مرور 41 عامًا من توقيع إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتي تقضي بتطبيع العلاقات بين الدولتين في جميع المجالات ، إلا أن السلام بين الدولتين هو سلام بارد على مستوى الحكومات فقط ، وما زال العداء قائم بين الشعوب، ومرد ذلك أن المؤسسات المصرية لا تزال تنتهج مبدأ العداء لإسرائيل وهذا يتضح من ممارسات هذه المؤسسات مع المواطنين المصريين المقيمون في إسرائيل ، والذين يعانون من التمييز والعنصرية داخل وطنهم الأم مصر بسبب إقامتهم علاقات طبيعية مع إسرائيل. 6000 مصري ويبلغ عدد هؤلاء المواطنون حوالي 6000 مواطن مصري ما بين طلاب و أصحاب أعمال صغيرة أو مجرد أزواج لنساء من عرب إسرائيل ، يواجهون التمييز والريبة في الوطن، غياب التعاون وأوضحت الدراسة أن الشارع الإسرائيلي، يشعر بعداء الدولة المصرية مؤسسات ومواطنون للإسرائيلين وان السلام بين الدولتين على مستوى الحكومات فقط ، ولكن ليس بين الشعبين"وتعقيبا على ذلك ذكرت الدراسة أن المصريين ليس لديهم مشكلة مع إسرائيل، ويعيش بضعة آلاف منهم في إسرائيل بسلام، بينما يمتنع المواطنون المصريون عن زيارة إسرائيل وإقامة أي نوع من العلاقات الحميمة معها خوفًا من غضب الحكومة المصرية التي تعتبر مثل هذه المحاولات خيانة محتملة. معاهدة السلام وفي هذا السياق أوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن المادة 3 من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تنص على أن يتفق الطرفان على أن العلاقة الطبيعية التي ستقام بينهما ستشمل الاعتراف الكامل، والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وإنهاء المقاطعات الاقتصادية، والحواجز التمييزية أمام حرية تنقل الأشخاص والبضائع، وتنص أيضا على أن يحظى المواطنون في الدولتين بالإجراءات القانونية الواجبة، والتي من شأنها تسهيل عملية تطبيع العلاقات على مستوى الشعوب. وأضافت الدراسة أن المادة 3 تنص أيضا على اتفاق الطرفين على إقامة علاقات ثقافية طبيعية بعد إتمام الانسحاب المرحلي، والتبادل الثقافي في جميع المجالات، وعليهم، في أقرب وقت ممكن وفي موعد لا يتجاوز ستة أشهر بعد الانتهاء من الانسحاب المرحلي، الدخول في مفاوضات بهدف إبرام اتفاقية ثقافية لهذا الغرض. خلال 41 عامًا وأشارت الدراسة أنه لم يحدث أي من ذلك خلال 41 عامًا منذ توقيع الاتفاقية، كما أن الإعلام المصري ما زال يمارس سياسة العداء ضد إسرائيل، وذلك لأنه لم يمر يوم لم تتعرض فيه إسرائيل أو اليهود بشكل عام للهجوم في وسائل الإعلام المصرية، لأسباب عديدة عميقة الجذور، كما أن مصر تمتلك أكثر وسائل الإعلام معاداة للسامية عن أية بلد عربي أخر، وفي هذا السياق لفتت الدراسة أنه بغض النظر عما تنص عليه معاهدة السلام ، فإن القيادة المصرية لا تزال لا تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتعاقب كل من يحاول ذلك. علاقات محدودة وحول ما تم إنجازه من بنود السلام بين الدولتين ذكرت الدراسة أنه لا يوجد عداء عسكري بين مصر وإسرائيل هذه الأيام ، وهناك بعض العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، حيث تقوم مصر بدور الوسيط بين إسرائيل وحماس، وشددت الدراسة على أن هذا المستوى من العلاقات يبرهن على التنسيق الأمني السياسي القائم بين البلدين. المقيمون في إسرائيل انتقدت الدراسة ما قام به رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ، المسؤول عن تغيير قانون الجنسية، بسحب جنسية ثلاثة مصريين يعيشون في إسرائيل، جريمتهم الوحيدة كانت حصولهم على الجنسية الإسرائيلية، وفي هذا الصدد اوضحت الدراسة أن السبب الرسمي لإلغاء الجنسية المصرية الذي أعلنته السلطات المصرية، هو أنهم لم يسعوا للحصول على موافقة مسبقة، إلا أن هذا الشرط لا يوجد بالنسبة للمصريين الذين يسعون للحصول على جنسية مزدوجة مع أي دولة أخرى. وأضافت الدراسة أن السبب الأكثر ترجيحًا موجود في قانون الجنسية المصري، والذي ينص في المادة 16 منه على أنه يجوز سحب الجنسية المصرية إذا تم اثبات إنتماء الشخص للصهيونية بأي شكل من أشكال العلاقات . وفي هذه الصدد أشارت الدراسة إلى أن معظم المواطنين المصريين الذين يحصلون على الجنسية الإسرائيلية ليسوا صهاينة، وأن كثير منهم متزوجون من عرب إسرائيليين ويعيشون حياة طبيعية في إسرائيل، كما أنهم لا يعملون في أجهزة الأمن الإسرائيلية أو الخدمة المدنية، ما يعني أن إسقاط الجنسية المصرية عنهم هو ببساطة عقاب على إقامتهم حياة طبيعية مع إسرائيل. [caption id="attachment_518433" align="alignnone" width="881"] د. أيدى كوهين صاحب الدراسة[/caption]
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2