إسلام كمال يكتب: لماذا ينزل هؤلاء الأحياء القبور؟!

إسلام كمال يكتب: لماذا ينزل هؤلاء الأحياء القبور؟!إسلام كمال يكتب: لماذا ينزل هؤلاء الأحياء القبور؟!

الرأى27-11-2020 | 08:29

هناك أناس كثيرة، عاشرت بعضهم، يوهبون أنفسهم، للعمل في إنزال الموتى للقبور، وتعبيد سريرهم الأرضي الأبدي، والدعاء لهم، وطمأنتهم..يكونوا آخر من يلتقيهم الميت، رغم إنه لم يراهم، وهو حي أبدا، أحيانا!!!
بشر عاديون جدا، لا اختلاف واضح فيهم عن غيرهم، لكن مع الوقت تراهم يأكلهم الزهد، بعضهم كانوا في شبابهم، يملأون الأرض بكل اتجاهاتها الأصلية والفرعية فوضي وعبث، فهل تصوروا أن تطوعهم غير الاعتيادي هذا، يحميهم من شئ ما مع قرب الرحيل؟!
أن يحتضنوا الموتى، وينزلون القبور، فيألفوها، قبل أن يسكنوها، ويصعدون من القبور بشعور يجمع بين الزهو والانكسار..زهو التقرب إلى الله والتميز بذلك عن الأخرين، وانكسار جلال اللحظة على تكرارها، حتى لو تصوروا أنهم اعتادوا عليها، فلا يبدو هذا بالمرة، إذا رأيتهم، وهو ينفضون عنهم تراب القبور وبواقي خيوط عنكبوت لو وجدت، فكأنهم سكارى يتمنون إيقاظ أنفسهم، مأخوذين لعالم آخر، فينقذون أرواحهم بإعادتها للحياة، حتى تأتى لحظتهم!
إلى هؤلاء، أنا أحب اتجاهكم، وأتمايل مع دماغكم، فأنا مثلكم، لم أهب القبر عندما نزلته مرتين، مع أبي وأخى، وقبلتهما قبل الصعود منه، وشاركت أنا وأخى عمرو في تمهيد السرير المادى المرتبط بالدنيا لجثماني أبي وأخى..وكان هناك واحد منكم، يعمل بهمة، ما بعدها ولا قبلها ويهمهم بكلمات، سمعت منها ما سمعت، وأسرتنى، وتوقعت منها ما توقعت، بوزن الكلمات، رغم عدم اتضاحها بالكامل، وخدرتنى.
أخبركم سرا، لم أكن أسارع بالصعود، بل كانوا يدفعونى للخروج منه، لا أعرف تأثرا أم حبا أم حقننى زهدهم بترياقهم الاستثنائي؟!، فتحولت مثلهم!!!
فيامن تهبون حياتكم لهذا النوع من الزهد، أتفهم أفعالكم، وأحبها، وسيأتى يوما، أفعل ما تفعلونه، وتتمازج روحى مع هذا العالم، عالم الحقيقة الوحيدة!
هل تعرفون أنتم أيضا، أمثال هذه الشخصيات، التى تنزل القبور، بل تسكنها أكثر من الموتى أحيانا؟!
أضف تعليق

إعلان آراك 2