كتب: أحمد محمود
جلس مكفهر الوجه، ينتظر، ويبدو علي ملامحه الحزن الشديد، وأثر التفكير فيما تعرض له علي يد شريكة حياته، بعد أن نقمت علي حياتها، وتبعت شيطانها إلي طريق بلا رجعة، فارتبطت بمدرس أولادها، وطلبت الخلع لتهنأ بعلاقتها معه.
على مقعد قريب من الزوج الذى يجلس على "دكة" خشبية، داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، كانت تلس زوجته، أو التى كانت زوجته، وهى فى ضميره الآن لاليست كذلك.
وافق الزوج "أ . م" أنه يعمل تاجر عطارة، ويخرج من الصباح الباكر إلى غروب الشمس لكى يلبى طلبات زوجته.
لقد لعب الشيطان برأس زوجته حينما رأيت أختها التى قد عادت من الخارج هى وزوجها وقد رزقهما الله بقدر كبير من المال واخذت تقارن بين حياتها وحياة أختها وتريد أن تنفق مثلها وقد حاول الزوج أن يوضح لها أن لكل حياة ظروفها الخاصة وأن كلا منهم يجب أن يرضى بما قسمه الله، ولكن كلماته لم تكن كافية.
ويضيف الزوج أن زوجته قد طلبت منه إحضار مدرس خصوصي لأبنائنا، رغبة في رفع مستواهم التعليمي، وبالفعل امتثلت لرغبتها، بل وطلب منها أن تختار هي المدرس، لكنها لم تكتفي بالمدرس لأولادها فقط بل أرادته لنفسها أيضًا.
وأضاف الزوج، أنه فوجئ بعد مراقبة زوجته في المنزل، أنها تقوم بوضع مخدر له في الطعام والشراب، لينام فترات طويلة؛ لتبعده عنها، ولتمنعه عن حقوقه الشرعية، كتم الزوج علمه عن زوجته، خوفًا علي مسكن الزوجية، لكن أحوالها تغيرت بشدة، فهي تتحدث كثيرًا عبر الهاتف المحمول، بصوت هادئ، وحينما سألها عن محدثها أخبرته أنها صديقة لها؛ ما جعله يشك في أمرها.
تتبع الزوج ظنونه، واستعلم عن الرقم الذي تحدثه زوجته، بعدما أخذه من هاتفها خفية، ليكتشف المفاجأة، بأنه مدرس أولادها، الذي يصغر الزوجة بعدة سنوات، توجه علي الفور للمدرسة، وانتظر المدرس علي بابها، طلب منه الابتعاد عن زوجته، وأنه يعلم ما يحدث بينهما، وهدده بأنه إذا اقترب منها لن يتركه في حاله أبدًا.
عاد الزوج، إلي منزله، وهو يستشيط غضبًا، وكسر هاتف زوجته، وضربها لتسقط علي الأرض في حالة إغماء شديدة، وطلب من شقيقته التي تعمل ممرضة، أن تفحصها، لتخبره بضرورة نقلها للمستشفي، لأنها مصابة بكسور في قدمها، وتحتاج للرعاية، وحمل زوجته لأقرب مستشفي، وأخبر أهلها أنها صدمتها سيارة أثناء عودتها من الخارج.
وقب خروج زوجته من المستشفى بعد أسبوعين، هددته بالقتل لأنه ضربها، وتسبب في كسر قدمها، ما جعلها لا تستطع الحركة لأشهر، لم يستطع الزوج فعل شيء، خوفا من أن تغضبه مرة أخري ليتكرر ما حدث، وبعد عدة أشهر استطاعت الزوجة الوقوف علي قدمها.
وذات صباح لم يجد زوجته في المنزل، وقد أخذت معها مصوغاتها، وحقيبة ملابسها، لتتركه دون أن تخبره بمكان تواجدها، وحرر محضر بقسم الشرطة بتغيبها.
ويضيف، أنه فوجئ بزوجته التي تعيش معه تحت سقف واحد، وقد أقامت دعوي خلع، منذ عام، وأن الدعوى حجزت للحكم مارس المقبل، دون علمه.
أخذ الزوج يبحث عن زوجتها فى كل مكان إلى أن علم أن زوجته ذهبت للمدرس الخصوصي بمنزله في الإسكندرية، ووجه لها إنذارًا بالمحكمة لتعود له، دون أن يذكر واقعة هروبها مع المدرس الخصوصي.
قالت الزوجة داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، إنها لم تكن تتخيل أن تترك منزل الزوجية، بعد قرابة 20 عامًا، وأكدت أنها تزوجت عن حب، وساد التفاهم علاقتهما لفترة طويلة، لكن أسلوب الزوج وطريقته معها تغيرت كثيرا، وأعتقد خطأ أنها تقارن بين حياتهما وحياة شقيقتها، ولم يدرك أنهم بالفعل يعانون من أزمة مادية، والنقود التي يتركها في المنزل لا تكفي للوفاء بحاجاته، وعندما ناقشته في الأمر رد بأنه "الدنيا غلاء أجيب منين!".
وتضيف الزوجة، أنه عندما تعرفت إلي المدرس الخصوصي لابنها، حاول التقرب منها بشدة، وأقنعها بطلب الخلع من زوجها، وأنه سيتزوجها في منزله بمحافظة الإسكندرية، وأنها عندما طلبت من زوجها الطلاق رفض هذا الأمر، مما دفعها لترك المنزل والسفر للمدرس.
أنهت حديثها، بأنها تقدمت بدعوي خلع أمام المحكمة، ولم تهدد زوجها بالقتل مثلما قال، وأنه هو من تعدى عليها بالضرب المبرح، وكسر قدمها.