سارة حامد تكتب: بالقبطي.. إتكلم عربي

سارة حامد تكتب: بالقبطي.. إتكلم عربيسارة حامد تكتب بالقبطي.. إتكلم عربي

الرأى18-12-2020 | 17:30

ليلُ دامس و طقس غائم، لا أحد يترجل في الدروب حتى الحيوانات المؤنسة، خلاف ذلك في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر أو كيهك في التقويم القبطي الذي يبدأ 10 ديسمبر من كل عام، ويعرف بالشهر المريمي لان عيد الميلاد يوافق يوم 29 كيهك، وفيه يقوم الأقباط الأرثوذكس بتسبيحة منتصف الليل لإحياء ذكرى المسيح وتعظيم مريم العذراء. أقضي كل عام ليلة كيهكية بين أصدقائي، نطوف في بهو الكنيسة وننصت لشمامسة تردد ألحان متناسقة ربما لا يفقهها الغالبية لانها باليونانية القديمة، زمرةُ وفُرادي، شباب و كهولة، أطفال وسيدات، يهرول قبل بدء تسبيحات وصلوات ليلة كيهك، البعض يمسك بين يديه كتيب لألحان وترانيم قبطية مترجمة بالعربية. تصغى الأسماع لوضاءة وبهاء الألحان غير المعربة، البعض غافٍ حتى ترتيل مديح أو لحن قد يجيده لكن لا يعي كل مصطلحاته، ينتابه الإفتخار وهو يديم النظر إلى الهيكل ويكرر ألحان باللغة اليونانية القديمة التي بالكاد يرددها ويتثقف معانيها التي لا إستثنائي حول العالم يتداولها حتى معشر اليونان. من غير تجلج أو تردد ينتصب العموم رافعاً يده أمام الهيكل للصلاة في مديح العليقة أو يا مريم، ذاك الترنيمات العربية التي لا تستلزم ترجمات وكتيبات لاستيعابها.. وهُنا بيت القصيد و مربط الفرس، "إتكلم عربي" تلك المبادرة الرئاسية التي أُطلقت لترغيب شباب المهاجر للإبقاء على هويتهم..في استطاعة الكنيسة القبطية الارثوذكسية إنفاذها برُمتها، تلك المؤسسة الوطنية التي تنتشر في ١٠٠ دولة حول العالم، ويبلغ رعاياها ملايين، لازالت ألحانها غير مُعربة يسعي لإدراكها أقباط المهجر قبل أهل الداخل، و المعممين وفقهاء الكنائس يدرسونها في سنوات وسنوات داخل معاهد الدراسات القبطية ومدارس الشمامسة، الألحان اليونانية القديمة التي هي لغة لاينطق بها اليونانيون لكونها فرعونية نطقاً أما الكتابة فهي يونانية عدا ٧ أحرف.. و استرجع قبل عام زيارتي لإحدى كنائس البروتستانت في منطقة المرج، المصلين أكثرهم من فئة الشباب على عكس الكنائس الأخرى، تحيّرت الأمر.. ما السبب؟! والأدهش أن غالبيتهم أرثوذكس وكاثوليك أباً عن جد..أجاب حيرتي راعي الكنيسة أن عِلة الأمر سببين، أحد الأحَدين أنهم لا يفقهون تسبيحهُم، فانخرطوا داخل الكنائس البروتستانتية التي تردد ألحانها باللغة العربية.. وأتى على ذكر ذلك الشاعر حافظ إبراهيم، حين شبه سريان اللكنات الأجنبية في اللغة العربية لإفسادها كما سريان لعاب الأفاعي في الماء العذب وإفساده، فقال: أيهجرني قومي عفا الله عنهم.. إلى لغـة لــم تـتـصل برواة؟!.. سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى.. لُعابُ الأفاعي في مسيل فرات..

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2