كتب: فتحى السايح
فيما بدا أنه اهتماما أسيويا لافتا بالسوق المصرية، شهد أمس الإعلان عن مشروعين كبيرين بمساهمة كورية وصينية، أحدهما في القطاع الزراعي، والآخر في قطاع النقل، وأعلن مجلس الوزراء أمس توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة بمصر، والجمعية الكورية العربية للتبادل الثقافي والاقتصادي ويمثلها بمصر الشركة الكورية العربية للاستشارات الاقتصادية والثقافية، بشأن تنفيذ مشروع إقامة مدينة زراعية متكاملة تتضمن مشروعات زراعية وأخرى مرتبطة بها.
وبحسب ما قاله وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عبد المنعم البنا، في مؤتمر صحفي عقب التوقيع، فإن بروتوكول التعاون يأتي ضمن نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كوريا الجنوبية مارس من العام الماضي، والدعوة التي وجهها الرئيس للشركات الكورية الجنوبية للاستثمار في مصر.
وأوضح الوزير أن الاتفاق ينص على إقامة مشروع مدينة زراعية نموذجية متكاملة على مساحة 300 ألف فدان بمنطقة جنوب شرق منخفض القطارة وامتداده، بمحفظة مالية تبلغ نحو 10 مليارات دولار.
وأشار إلى أن المشروع يتضمن مشاريع للزراعة وفق أحدث النظم والعلوم والتكنولوجيا والأساليب الزراعية المتقدمة، مع الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية الموفرة للمياه، فضلاً عن إنشاء 50 ألف صوبة زراعية ذكية، ومزارع لتنمية الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، ومشروعات لإنتاج الأعلاف وزارعة نبات الاستيفا (بديل السكر)، إلى جانب معالجة وتنقية المياه وتحلية مياه البحر، وإقامة محطات الطاقة الشمسية لتوفير الطاقة المتجددة اللازمة، لافتاً إلى أن الاتفاق ينص على أن تكون العمالة في المشروع بالكامل من المصريين بإشراف الخبراء الكوريين، وتقوم الشركة بتقديم دراسات الجدوى والبرامج الزمنية لتنفيذ المشروع خلال 6 أشهر.
كما وقعت وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية للانفاق، وشركة "افيك" الصينية، عقود تنفيذ مشروع القطار الكهربائي (السلام - العاصمة الادارية الجديدة - العاشر- الشروق- بدر)، والذي يمتد بطول 68 كيلو مترا عبر 11 محطة، بحضور المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء.
وتبلغ تكلفة المشروع 1.24 مليار دولار بتمويل ميسر، منها 793 مليون دولار كقرض مقدم من شركة "افيك" الصينية بفترة سماح وفائدة تبلغ 1.8%.
وقال رئيس الهيئة القومية للإنفاق المهندس طارق جمال الدين إن تنفيذ مشروع القطار الكهربائي سيبدأ خلال شهرين، مشيرا إلى أن طوله يبلغ 68 كيلومترا، منها 61 كيلومترا فوق الأرض (سطحي) ، ومن المتوقع أن ينقل 340 ألف راكب يوميا.
وأضاف رئيس الهيئة إن قيمة القرض المقدمة من الجانب الصيني تسدد على عشرين سنة منها خمس سنوات فترة سماح وسيتم الانتهاء منه خلال عامين منذ بدء التنفيذ. وأوضح رئيس الهيئة أن الخط الجديد سيساهم إيجابيا في تخفيف الحركة على طريق مصر الاسماعيلية في حدود 30 ٪، وسيكون له مردود على حركة النقل وسيوفر في حدود 2,3 مليار جنيه سنويا سواء في دعم الوقود أو حركة المركبات.