الإفتاء: التشاؤم بالأرقام والأيام منهى عنه شرعًا

غير مصنف6-1-2021 | 11:23

دار المعارف - محمد أبو السول قالت دار الإفتاء إن التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرهما منهى عنه شرعًا، لأن الأمور تجرى بأسبابها، وبقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه، أما التفاؤل بنحو رقمٍ أو يوم معينٍ على وجه من الاستحسان له، فلا مانع من ذلك شرعًا. وأضافت الدار، فى فتوى لها، أن التشاؤم من عادات العرب قديمًا، حيث عُرِف عندهم بـ"التَّطيُّر"، والإسلام جاء بهدم هذه العادة الجاهلية والتحذير منها، فعن أنس بن مالك، رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا عدوى ولا طِيَرَة، ويعجبنى الفأل"، قالوا: وما الفأل. قال: «كلمة طيبة». وأوضحت الفتوى أنه مما يدخل فى التَّطيُّر المنهى عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الأرقام أو الأيام أو الشهور، كأن يعتقد المرء بأن رقمًا ما أو يومًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه، أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجم عن قضاء حوائجه أو أى مناسبة فى هذا اليوم أو مع حصول هذا الرقم. وأشارت الدار إلى أنه مع ورود النهى الشرعى عن التشاؤم والتطير عمومًا باعتباره عادة جاهلية، فقد ورد النهى النبوى عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة، وذلك كما فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "لا عَدْوَى وَلا صَفَرَ وَلا هَامَةَ". وفى رواية أخرى للبخارى: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ". فالتشاؤم بشهر صَفَر الذى هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر تكثر فيه الدواهى والفتن، هو من الأمور التى نهى عنها النص النبوى الشريف. وعن الحكمة مِن منع التشاؤم والتطير عمومًا أو بالأزمنة خصوصًا، أوضحت فتوى دار الإفتاء أنَّ فى هذا التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، وتشتت القلب بالقلق والأوهام، فيميت فى المرء روح الأمل والعمل، ويدبُّ فيه اليأسُ، وتضعف الإرادة والعزيمة لديه، وربما نَزَل بالشخص بسبب هذا التشاؤم المكروه الذى اعتقده بعينه على سبيل العقوبة له على اعتقاده الفاسد. أما عن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام، فلفتت دار الإفتاء النظر إلى أنه من الأمور الحسنة التى لا مانع منها شرعًا، فهى من الفأل الذى يبعث فى النفس الرجاء فى عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص فى نجاح مقصوده، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه، وهو القائل فى الحديث القدسى "أنا عند ظن عبدى بى"، وقد قال الإمام النووى فى "شرح صحيح مسلم: "وأما الفأل: فقد فَسَّره النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة. قال العلماء: "يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب فى السرور".
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2