حكاية « بيت الرزاز » توأم « بيت الكريتلية »

حكاية « بيت الرزاز » توأم « بيت الكريتلية »حكاية « بيت الرزاز » توأم « بيت الكريتلية »

غير مصنف24-1-2021 | 13:34

دار المعارف - محمود درغام

هو مجمع سكنى أثري يعود تاريخه إلى العصر المملوكي نتج عن ضم بيتين كبيرين لأسرتين بعد التزاوج بينهما في أوائل القرن التاسع عشر، ويعود الإنشاء الأصلي إلى القرن الخامس عشر على يد السلطان قايتباي،وتوسع وتطور في عدة مراحل زمنية حتى شمل الآن أكثر من مائة وتسعين غرفة وفناءين كبيرين أحدهما شرقي ويعرف بالفناء الصغير، والأخر غربي ويعرف بالفناء الغربي الكبير .

و يقع البيت بحي الدرب الأحمر بمدينة القاهرة، وتطل واجهات المبنى، َوالمشربيات، علي شارع باب الوزير ،ويوجد المدخل الرئيسي للبيت في شارع سوق السلاح، مغلق ومسدود بالطوب حاليا، كما يشرف المقعد والقاعه بالفناء الغربي علي حاره مظهر، ، والبيت في منتصف المسافة بين القلعة وباب زويلة.

يتكون المنزل من قسمين: القسم الشرقي الصغير ويعود تاريخ بناءه إلى القرن الخامس عشر، ويعرف منزل السلطان قايتباي، أما القسم الغربي الكبير فيعود إلى القرن الثامن عشر وقام بتشييده الأمير أحمد كتخدا الرزاز عام 1778 وجده خليل اغا الرزاز بالإضافة إلى تجديده للقسم الشرقي.

و قد سمي البيت على اسم أحمد كتخدا عزبان الرزاز المتوفى عام 1833، ابن مصطفى كتخدا الرزاز المتوفى عام 1805، ابن خليل أغا الرزاز المتوفى عام 1640، وخليل هو تركى الجنسية من أسس الرزازية، لمع نجمه في عهد رضوان بك جوربجي الرزاز حاكم مصر وقت السلطان محمد الرابع. يطلق لقبا كتخدا العزبان على أمراء الجيش العثماني الذين أجبروا على أن لا يتزوجوا خلال فترة الخدمة وكانت مهمتهم هي حماية سكن الوالي بالقلعة، ولقرب خليل كتخدا العزبان من الوالي منحه إدارة حرفة الرزازة وهى المسئولة عن جمع محصول الأرز في مصر ومن هنا لقب بالرزاز .

وقد أشار الجبرتى أنه بسبب الأزمة الاقتصادية في منتصف القرن السابع عشر أصبح جمع جباية الأرز من الأمر المستحيل وبالرغم من ذلك أقنع خليل مزارع الأرز في محافظة الغربية باستقطاع جزء من المحصول ذاته لتغطية قيمة الضريبة المستحقة عليهم وتصاعد بعدها سعر الأرز في العالم صعوداً حاداً لدرجة أن السلطان أخذ ما أخذ من قيمة الضريبة ووهب الباقي لخليل كما أهداه أحد حكام مصر منزل يقيم به وهو المنزل الذي أسسه قايتباي والمحيط بالفناء الشرقي الحالي للعقار فأسس خليل بمنزله الجديد ومن خلال المال الذي تحصل عليه أحد أعرق الأسر في قاهرة السابع والثامن والتاسع عشر.

و طرحت فكرة ترميم البيت في أوائل عام 1996، من قبل ممثل المجلس الأعلى للآثار على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عندما منحت الأخيرة تمويل لترميم الآثار المصرية بإدارة مركز البحوث الأمريكي بمصر، وجاء الأثر من ضمن 6 آثار إسلامية تم اختيارهم بجانب آثار فرعونية ورومانية وقبطية أخرى، وبما أن التمويل كانت قيمته محددة فقدرت قيم قصوى يمكن أن يتمتع بها كل مشروع على حدى، فكان نصيب بيت الرزاز لا يتعدى مبلغ مليونين ونصف جنيهاً مصرياً، الأمر الذي مثل تحدياً في كيفية التعامل مع مبنى أثري في حالة شديدة التدهور وبعدد غرف يقرب من المائتين، منهم من ليس له مثيل في تاريخ العمارة الإسلامية، فكان هذا المبلغ هو المرحلة الأولى من منهجية مشروع الترميم، التي اعتمدت على مراحل تنفيذية تهدف جميعها إلى الارتقاء بالأثر وحالته الإنشائية وترويجه مع إشراك ودعم أفراد المجتمع المحيط والنهوض بالمحيط العمراني،وتوفير برامج تدريبية لعملية الترميم وكذلك تحفيز السلطات المحلية نحو إعادة استخدام الأثر.

و قد تم تسجيل بعض العناصر التاريخية من هذا المبنى عام 1890 على يد لجنة حفظ الآثار العربية التابعة وقتها لوزارة الأوقاف، وعرف باسم باب قايتباي بمنزل الرزاز نسبه لوجود رنك السلطان قايتباي، ولم يكتمل تسجيلٌ المبنى كآثر واحد إلا في عام 1960م ورقم بآثر إسلامي رقم 235 ليصبح العقار والمبنى الآثري المقام عليهٌ ملك للمجلس الاعلي للاثار، وقد أخلي من سكانه في الستينيات من القرن العشرين، وتم ترميم جزئه الشرقي طبقا للمعطيات السابقه وحاز هذا العمل على جائزة حسن فتحي للترميم المرهف والمناسب لتاريخ وأهمية الأثر، وبقى الجزء الغربي في حاجة ماسة للتدخل. أحد أهم المميزات التي اكتسبها المبنى في الآونة الأخيرة هي موافقة وزارة الدولة للآثار على تأهيل المبنى وإعادة توظيفه مما سيجعله نموذج ناجح لإحياء التراث بجانب الحفاظ على القيمة الاثرية والتاريخية

[gallery type="slideshow" size="full" ids="617185,617186,617187,617188,617189,617191,617192,617193"]

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2