رغم رحيل ترامب.. ميليشيات اليمين المتطرف تهدد استقرار أمريكا

رغم رحيل ترامب.. ميليشيات اليمين المتطرف تهدد استقرار أمريكارغم رحيل ترامب.. ميليشيات اليمين المتطرف تهدد استقرار أمريكا

غير مصنف8-2-2021 | 13:41

رغم مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع على مغادرة دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة فى العشرين من الشهر الماضى، وهو المتهم بتوسيع نفوذ اليمين المتطرف فى البلاد، بتعمده التعتيم على مخاطره خلال فترة ولايته للحفاظ على قاعدته الشعبية، ما أدى إلى واقعة اقتحام الكونجرس فى آخر أيامه، إلا أن جماعات اليمين المتطرف مازالت تمثل تهديدا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما حذرت منه الأيام الماضية مؤسسات الأمن الأمريكية والمؤسسات المعنية بمكافحة التطرف فى أمريكا. دار المعارف - دالياكامل كشفت مؤسسة «ساثرن بوفرتى لو سنتر» (إس بى إل سى) المعنية بمكافحة التطرف، فى تقريرها السنوى الذى صدر فى الأول من فبراير الجارى، أنها رصدت خلال العام الماضى نشاطا لـ 838 جماعة كراهية تعمل فى جميع أنحاء الولايات المتحدة. ورغم أن هذا يمثل انخفاضا عن 940 جماعة تم توثيقها فى عام 2019 وعن رقم قياسى بلغ 1020 فى عام 2018، ورغم أن جماعات تفوق العرق الأبيض، وهى فرع من جماعات الكراهية المدرجة فى التقرير، انخفضت العام الماضى من 155 إلى 128، إلا أن التقرير أكد أنه «لا ينبغى تفسير هذا الانخفاض على أنه انخفاض فى المعتقدات المتعصبة والأفعال التى تحركها الكراهية»، بحسب وكالة أسوشيتيد برس. وأوضح التقرير أن الكثير من جماعات الكراهية انتقلت إلى منصات التواصل الاجتماعى واستخدام التطبيقات المشفرة، بينما تم حظر جماعات أخرى تماما من شبكات التواصل الاجتماعى الرئيسية. ومع ذلك، وفقا للتقرير، فإن المنصات عبر الإنترنت تسمح للأفراد بالتفاعل مع الجماعات التى تحض على الكراهية والمعادية للحكومة دون أن يصبحوا أعضاء فيها، وإقامة علاقات مع الأشخاص المتشابهين فى التفكير، والمشاركة فى الإجراءات الواقعية، مثل الهجوم على مبنى الكابيتول الشهر الماضى. وتقول رئيسة مؤسسة «إس بى إل سى» مارجريت هوانج: «خلاصة القول إن مستويات الكراهية والتعصب فى أمريكا لم تتضاءل». وكانت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية أصدرت فى 27 يناير الماضى تحذيرا من أن الولايات المتحدة تواجه تهديدًا متزايدًا من «المتطرفين المحليين»، خاصة بعد أن شجعتهم واقعة اقتحام مبنى الكونجرس فى السادس من يناير. ولم تذكر الوزارة فى تحذيرها مجموعات محددة قد تكون وراء أى هجمات مستقبلية، لكنها أوضحت أن دوافعهم ستشمل الغضب من «الانتقال الرئاسى، إضافة إلى المظالم الأخرى المتصورة التى تغذيها الروايات الكاذبة»، فى إشارة واضحة إلى الاتهامات التى وجهها الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن سرقة الانتخابات ورددتها الجماعات اليمينية المتطرفة،  حسبما تقول صحيفة «نيويورك تايمز». ووفقا للنشرة التى أصدرتها الوزارة، ليس لدى وزارة الأمن الداخلى معلومات تشير إلى «مخطط محدد»، وصنف التحذير الذى صدر على أنه تحذير من اتجاهات إرهابية متطورة، وليس إشعارًا بهجوم وشيك. وتقول «نيويورك تايمز» إن هذا التحذير يعد خروجًا ملحوظًا عن المعتاد من قبل وزارة الأمن الداخلى المتهمة بالامتناع أثناء رئاسة ترامب عن نشر تقارير استخباراتية أو تحذيرات عامة حول الأخطار التى يشكلها المتطرفون اليمينيون وجماعات تفوق العرق الأبيض، وذلك خوفا من اغضاب ترامب، وفقا لمسئولين سابقين وحاليين فى الوزارة. ووفقا لمسئول استخباراتى شارك فى صياغة النشرة الصادرة عن وزارة الأمن الداخلى، فإن قرار إصدار التقرير كان مدفوعًا باستنتاج الوزارة أن مرور مراسم تنصيب بايدن بشكل سلمى فى العشرين من يناير قد يخلق إحساسًا زائفًا بالأمن، ذلك أن «نية الانخراط فى العنف لم تختف» بين المتطرفين الغاضبين من نتيجة الانتخابات الرئاسية. وإلى جانب التحذير الذى أصدرته وزارة الأمن الداخلى، حذر تقرير أمنى مشترك من تنامى ما وصفه التقرير بحالة «التطرف الداخلى»، متوقعا أن تكون مهمة مكافحة التطرف الداخلى بين الأمريكيين هو الشغل الشاغل لأجهزة الأمن والتحدى الأعظم الذى ستواجهه الأمة الأمريكية على امتداد العام الجديد 2021. ولم يستبعد التقرير الذى شارك فى إعداده كل من مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «إف بى آى» ووزارة الأمن الداخلى والمركز الوطنى الأمريكى لمكافحة الإرهاب، أن يؤدى استمرار «مزاج التطرف المحلى» فى زعزعة استقرار الداخل الأمريكى وإحداث مزيد من وقائع العنف فى أمريكا خلال العام الجارى. ووفقا لـتقرير نشرته «بى بى سى»، يوجد فى عموم الولايات المتحدة عشرات الميليشيات اليمينية التى تحمل توجهات أيديولوجية مختلفة، ولكنها فى العموم تشترك فى الدفاع عن حق امتلاك السلاح والعداء للحكومة والأفكار اليسارية، وتأييد نظريات تفوق العرق الأبيض، وبعضها لديه ارتباطات بحركات النازيين الجدد. وعلى الرغم من أنها، قد لا تدافع بالضرورة عن العنف، إلا أنها مسلحة وقد انخرط بعضها فى مظاهرات عنيفة. وبحسب خبراء، تضم هذه المجموعات آلاف المؤيدين فى البلاد، وهى تتواصل برسائل مشفرة على مواقع التواصل الاجتماعى. وعلى الرغم من كونها ضد الحكومة، إلا أن هذه الجماعات مالت إلى صف الرئيس السابق ترامب، لاعتقادهم «أن واحدا منهم قد نجح أخيرا فى الوصول للبيت الأبيض»، حسب تحليل «رابطة مكافحة التشهير» (إيه دى إل)، وهى منظمة أمريكية أخرى مناهضة للتطرف. وتعتبر أكثر الميليشيات اليمينية شهرة فى أمريكا، مجموعة «ثرى بيرسنترز» (ثلاثة فى المئة) و«أوث كيبرز»  (حراس القسم)، وقد تم تأسيسهما كرد فعل على انتخاب الديمقراطى باراك أوباما رئيسًا للبلاد. وقد أخذ «حراس القسم» اسم جماعتهم من القسم الذى يردده أعضاء الجماعة فى أن يدافعوا عن الدستور الأمريكى، وهم يفضلون ارتداء الملابس العسكرية والخوذات القتالية بدلا من الملابس الفولكلورية التى يرتديها بعض المشاغبين. وتقدر «رابطة مكافحة التشهير» عدد أعضاء الجماعة بين 1000 إلى 3000 شخص، لكن تأثيرهم يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. أما  جماعة «ثلاثة فى المئة» فقد أخذت اسمها من اعتقاد تاريخى غير دقيق بأن نسبة 3 فى المئة فقط من الأمريكيين هى التى قاتلت ضد البريطانيين فى حرب الاستقلال، وبالتالى فعلى هذه «القلة المخلصة» أن تستمر فى حمل السلاح لضمان الحفاظ على حقوق الأمريكيين من الاستبداد. وفى السنوات الأخيرة، برزت جماعات أخرى من أمثال «ذا براود بويز» (الأولاد الفخورون) و«ذا بوجالو بويز». واكتسبت جماعة «براود بويز» شهرة ملحوظة بعد المناظرة الرئاسية الأمريكية الأولى فى أكتوبر الماضى عندما تحدث ترامب مباشرة إلى أعضاء الجماعة وطلب منهم «الوقوف إلى جانبه ودعمه». وقد شُخص وجود عناصر من كل هذه الجماعات فى عملية اقتحام مبنى الكابيتول فى السادس من يناير، كما دق وجود عسكريين متقاعدين فى عملية اقتحام مبنى الكابيتول ناقوس الخطر بشأن انخراطهم فى هذه الميليشيات.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2