رجب البنا يكتب: أقنعة ترامب تتساقط!

رجب البنا يكتب: أقنعة ترامب تتساقط!رجب البنا يكتب: أقنعة ترامب تتساقط!

غير مصنف8-2-2021 | 17:06

الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب هو الرئيس الوحيد الذى تتم محاكمته مرتين، المرة الأولى بتهمة الحصول على دعم مالى فى حملته الانتخابية من روسيا، والثانية ستبدأ غدا – 8 فبراير – وتشمل قائمة الاتهام أنه خان القسم الذى أداه يوم توليه الرئاسة، وحرض حشودًا من «الغوغاء» لمهاجمة مبنى الكونجرس أثناء جلسة مشتركة لمجلسى الشيوخ والنواب مخصصة لاعتماد فوز بايدن وإعلانه رئيسا، وبذلك عرّض حياة أعضاء الكونجرس للخطر وعرّض الأمن القومى للبلاد للخطر، وقد اعترف عدد ممن اقتحموا مبنى الكونجرس أنهم كانوا يريدون شنق مايك بنس نائب الرئيس لأنه – وهو رئيس مجلس الشيوخ بحُكم منصبه – لم ينفذ ما طلبه ترامب منه بإعلان رفض التصديق على فوز بايدن. المتوقع أن يعرقل الجمهوريون فى مجلس الشيوخ صدور قرار بالإدانة، ولكن ستبقى هذه الاتهامات سيفا يطارد ترامب سياسيا كما تمثل صفحة سوداء فى التاريخ الأمريكى باعتباره الرئيس الوحيد لأمريكا الذى عرّض الأمن القومى لبلاده للخطر وحرّض على الخروج على القانون والاعتداء على رمز الديمقراطية الأمريكية. أخطر من ذلك ما نشرته الصحف العالمية من كتاب صدر أخيرا تأليف كاتب صحفى كان عميلا مزدوجا لروسيا وأمريكا هو «كريج أنجر» بعنوان «كيف زرعت المخابرات الروسية دونالد ترامب».. قصص الجنس والجشع والنفوذ»، يكشف هذا الكتاب علاقة ترامب بالمخابرات السوفيتية منذ عام 1976، وفى عام 1987 قام ترامب بزيارة إلى روسيا تحت ستار دراسة إنشاء فندق فى موسكو وبعد عودته نشر صفحات فى الصحف الأمريكية الكبرى قال فيها إن الولايات المتحدة يجب ألا تدافع عن الدول التى تستطيع الدفاع عن نفسها، وأن روسيا ليست عدوا للغرب ولكنها صديق، ورئيسها – بوتين – رئيس متفاهم، والشعب الروسى يعتنق نفس القيم الأمريكية، وبعد ذلك عمل ترامب على الدخول فى العمل السياسى بعد أن كان بعيدا عنه، روج لأفكار غريبة ومختلفة عن السياسات الأمريكية مثل الانسحاب من حلف الناتو ومن المؤسسات الدولية، وعن القيام بالدور التقليدى فى قيادة العالم، وإغلاق الحدود أمام المهاجرين وانكفاء أمريكا على نفسها تحت شعار «أمريكا أولا» الذى يعنى عزلة أمريكا وانسحابها من مسئولياتها الدولية، ويكشف الكتاب أنه تم رصد 272 اتصالا و38 لقاء بين عملاء روس وأفراد من حملة ترامب، وأن المخابرات السوفيتية اختارت ترامب بعد دراسة شخصيته ورأت أنه ضعيف فكريا وسيكولوجيا ويمكن السيطرة عليه، وكانت مهمته تشمل العمل على إشعال تيار العنصرية والتطرف والعنف والخروج على التقاليد الديمقراطية الأمريكية، وتخريب علاقات أمريكا مع حلفائها فى أوروبا وكندا، وهو بالنسبة لروسيا «رصيد» أو «أصل» من الأصول الروسية فى أمريكا، بل هو الأهم. كتاب آخر من تأليف أستاذ علم النفس بوب التماير وجون دين المستشار السابق للبيت الأبيض بعنوان «كابوس.. ترامب وأتباعه» يتناول بالتحليل شخصية ترامب وأنصاره بأنهم يؤمنون بعدم المساواة العرقية ويحملون الكراهية لكل من يختلف عنهم، وهم لا يفرقون بين الحقيقة وبين ما يرونه فى خيالهم، ولا يدركون التناقض عندما يعتنقون معايير مزدوجة، فهم – مثلا يهاجمون معارضى ترامب على سلبيات هى نفسها فى ترامب. كتاب آخر بعنوان «الحالة الخطيرة لدونالد ترامب.. 27 طبيبا نفسيا وخبيرا فى الصحة العقلية يقيمون حالة الرئيس»، يخلص إلى أن ترامب يعانى من مرض نفسى يجعله غير صالح نفسيا للقيام بمسئوليته كرئيس للولايات المتحدة، ويقول هذا الكتاب إن ترامب تسبب فى مشاكل كبرى للبلاد، وكان له تأثير فى الصحة النفسية للأمريكيين بتصرفاته فى الخروج على الدستور وعلى القانون وخروجه على المنطق، يقول الكتاب إن ترامب عدوانى، لديه ميول استعراضية تجعله يفاخر بعلاقاته الجنسية والاستهزاء بالآخرين.. وأن من صفاته العنف، والاندفاع، والتهور، وسوء تقدير العواقب، وردود الفعل العنيفة، والعداء لمن يختلف معه، وفوق ذلك فهو يعانى من «جنون العظمة». ونشرت الصحف رأى عالم النفس جيرولد بوست الذى أسس قسم تحليل الشخصية والسلوك السياسى فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجاء فى كتابه «علم النفس السياسى لدونالد ترامب وأتباعه» أن ترامب أهم صفاته نرجسيته الشديدة واستخدامه شعارات تدل على «جنون العظمة»، ولديه موهبة فى جذب «القطيع» من المناطق الريفية والطبقة العاملة من اليمين المتطرف، والخلاصة أن ترامب يجمع بين التطرف القومى، والجنون الشخصى، والأسلوب الفوضوى، والعقلية الانتهازية، وصعوده إلى منصب الرئاسة دليل يؤكد ضعف النظام السياسى الأمريكى. بسبب ترامب والفوضى التى أثارها أعلنت وزارة الأمن الداخلى حالة التأهب ضد «الإرهاب» وحذرت من «تهديدات محتملة من المتطرفين»، وفى أول خطاب له بعد توليه الرئاسة أعلن بايدن أنه «حان وقت التحرك ضد العنصرية التى تفسد روح أمريكا».. أى أن ترامب «أفسد روح أمريكا». وفوق كل ذلك هناك قائمة اتهامات قد تطارد ترامب منها تلقى مكافآت وهدايا من حكومات خارجية وفى ذلك مخالفة للدستور الأمريكى، وساعد ابنته وزوجها على عقد صفقات مع عدد من الدول بمليارات الدولارات، وتهرب من الضرائب وهى جريمة تمس الشرف والأمانة. ما قيل عن ترامب كثير حتى وهو فى الرئاسة مما يدعو إلى التساؤل: كيف وصل إلى الرئاسة وملفه ملىء بالفضائح النسائية والمالية والصفقات المشبوهة، وكيف تلتف حوله كل هذه الحشود وكل هؤلاء «العقلاء» من قادة الحزب الجمهورى واستطاع خداعهم ولا يزال ستمر فى خداعهم، ثم كيف يستطيع بايدن إصلاح ما أفسده ترامب.. بعد أن نشأ فى أمريكا «الإرهاب القومى» وانتشر داخلها وهى التى تعلن أنها تحارب «الإرهاب» فى أنحاء مختلفة من العالم؟ أسئلة تحتاج إلى بحث عن إجابات مقنعة لها بعد تساقط الأقنعة عن ترامب وعن أمريكا.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2