حمود الحجري يسبر أغوار القصيدة الشعبية العمانية في كتاب جديد

حمود الحجري يسبر أغوار القصيدة الشعبية العمانية في كتاب جديدحمود الحجري يسبر أغوار القصيدة الشعبية العمانية في كتاب جديد

غير مصنف14-2-2021 | 13:28

دار المعارف – د. نسرين مصطفى
كتاب جديد: يرصد شعراء عمانيون، من أجيال متفاوتة، انحازوا لكتابة القصيدة الشعبية
يتناول هذا الكتاب "ضفة ومجداف سبر لأغوار.. القصيدة الشعبية العمانية" للشاعر والناقد حمود الحجري، قراءة عدد من النصوص الشعرية، لشعراء عمانيين، من أجيال متفاوتة، انحازوا إبداعياً لخيار كتابة القصيدة الشعبية (العامية)، هذه القصيدة التي شهدت، في الآونة الأخيرة، تطوراً ملحوظاً، بتوسل تقنيات كتابية متطورة ومغايرة، تعضدها مجسات فائقة الرهافة، وحساسية جديدة، تتطلع إلى قصيدة قادرة على التعبير عن راهنية، وتشظي زجاجها الداخلي.
يؤكد الحجري في كتابه الذي صدر حديثًا عن مؤسسة أروقة للنشر أن قراءته جمالية، متذوقة، في محاولةٍ لسبرِ مواطن الجمال في هذه النصوص، نصوص لعل أهم ما يجمع بينها هو عدم استسهال لعبة الكتابة، والتعامل معها بمجانية، فالكتابة، أبداً، ليست لعبة طيّعة، "سهلة الانقياد كما قد يتصورها الكثيرون". نصوص تتوق إلى أن تصافح القارئ بحلل مختلفة وخيارات مغايرة، تتوق إلى فرادتها، "ولا تستعير أصابع الآخرين"، بل تسعى إلى رسم قانونها الخاص، بعيداً عن التشابه المستشري لدى الغالبية. قراءة تزعم عدم الانحياز لأي شكل كتابي على حساب آخر، ولا تنتصر سوى للإبداع، وفعل الدهشة، وانتقاد جمرة الشعر. قراءة تجد نفسها حيث يوجد ماء الشعر، مانح الحياة والخلود، واهباً للقصيدة فتنتها ونضارتها الدائمين.
انطلق الحجري من قراءة في النصوص الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، في مسابقة المنتدى الأدبي لعام 2011: تسابيح الغياب للشاعر صالح الحاتمي، وبلل للشاعر عبدالناصر السديري، واستغفار للشاعر عبدالعزيز العميري، حيث رأى أن نص الحاتمي "تسابيح الغياب" أتى مزاوجاً بين التفعيلة والعمودي كـبنية، حيث تتشكل السالفة عبر التفعيلة، ومن خلال مقطع شعري، قصير نسبياً، يتوسله الشاعر كـمدخل تتفرع عبره القصيدة وتنثال الحكاية في قالبها العمودي، عبر اثني عشر بيتاً، بالتمام والكمال.
النص في مجمله ذاتي، يبث توقه وحنينه إلى الآخر، الذي تحصّن بالغياب، فتوقّف الزمن هنا عن الحركة والجريان "خانت رياحك قاربي" لم يعد سوى الوجع والعطش والانطفاء والدروب العجاف، وقناديل الصبر المطفأة، وجثمان الفرح، وعنقود القهر. فالنص تسبيحة غياب، تستجدي ذلك الزمن الجميل، الذي ذبلت غصونه، إلا في مخيلة الشاعر، الذي يتوسل بغنائه الحزين، والمضمّخ بالوهن والتعب شيئاً من السلوى ("وينك" التي تكررت مرتين، "في غيبتك" وقد تكررت مرتين أيضا).
    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2