كتب - محمود درغام
كشفت وزارة السياحة والآثار عن علاقة المصرى القديم بالجعة، عقب إعلانها الكشف عن ما يرجح أنه أقدم مصنع للجعة بسوهاج.
وقالت الوزارة إن الجعة فى
مصر القديمة تختلف عن يومنا هذا كثيرًا، فكانت تمد المصرى القديم بالطاقة والعناصر الغذائية المهمة، موضحة أن الأدلة على تصنيع الجعة فى
مصر القديمة تعود إلى 3000 عام ق. م.
وأضافت أن الجعة والخبز كانا من أهم الأجور فى
مصر القديمة قبل ظهور النقود، وكانت تصنع من عناصر متعددة، مثل: (الشعير، والحنطة، والبلح، وأحيانا قليلة من القمح)، وكانت تدق الحبوب فى هاون بمطارق خشبية ثم تبلل بالماء وتعجن وتشكل على هيئة أرغفة خبز غير منتظمة الشكل وتخبز بشكل غير كامل، ثم يتم تقطيع هذه الأرغفة ونخلها فى قدر كبير حيث يتم عجنها مرة أخرى، ويضاف إليها الماء أو الماء السكرى الناتج من نقيع البلح، ويترك العجين ليختمر وتصفى العجينة المختمرة ويتم تعبئة الناتج فى أوانٍ فخارية.
وكشفت الوزارة عن شرب المصريين القدماء الجعة فى الاحتفالات والتجمعات الدينية والجنائزية، وكانت تقدم كقربان بشكل أساسى للمعبودة «سخمت»، كما حرص المصرى القديم على الحصول على الجعة فى العالم الآخر عن طريق نقشها من ضمن عشرات أنواع القرابين التى يحرص المتوفى على نقشها على جدران مقبرته، مشيرة إلى ظهور مراحل صناعة الجعة على جدران المقابر منذ الدولة القديمة، ومن هذه المقابر مقبرة مرس عنخ الثالثة، وسشم نفر الرابع فى الجيزة، بتاح شبسس فى أبوصير، تى ورع شبسس فى سقارة، وغيرها.
وكانت البعثة الآثرية المصرية الأمريكية المشتركة، برئاسة د.ماثيو آدمز من جامعة نيويورك، والدكتورة ديبورا فيشاك من جامعة برنستون، العاملة فى شمال أبيدوس بمحافظة سوهاج، أعلنت الكشف عن ما يعتقد أنه أقدم مصنع لصناعة الجعة عالى الإنتاج فى العالم.
والمصنع يرجح أنه يرجع إلى عصر الملك نعرمر، وأنه يتكون من 8 قطاعات كبيرة بمساحة طول 20م x عرض 2,5م x عمق 0,4م، كانت تستخدم كوحدات لإنتاج الجعة، وكل قطاع احتوى على حوالى 40 حوضًا فخاريًا منتظمة فى صفين لتسخين خليط الحبوب والماء، وكل حوض مثبت فى مكانه بواسطة دعامات مصنوعة من الطين وموضوعة بشكل رأسى على هيئة حلقات.