دار المعارف - مروة علاء الدين
تدور كثير من الأسئلة في عقول المرضى الخاضعين للعلاج الهرمونى، بعد تشخيص حالتهم بسرطان الثدي، من تلك الأسئلة متى يجب أخذ مقويات للعظام مع العلاج الهرموني لسرطان الثدي؟ وما هي فائدتها؟
يثجيب على التساؤل، دكتور أحمد مأمون نوفل، عضو هيئة تدريس واستشاري التشخيص المبكر علاج أورام الثدي والنساء والأورام الصلبة للكبار بكلية الطب جامعة عين شمس والمركز الطبي، حيث يقول إنه حوالي ثلثي مرضى سرطان الثدي يتلقون العلاج الهرموني كعلاج وقائي وجزء مهم من رحلة علاجهم، تستمر فترة العلاج الهرموني فترة تتراوح بين ٥ إلى ١٠ سنوات للمرضى في المراحل المبكرة، وقد يستمر لفترات غير محدودة في مرضى المرحلة الرابعة.
وأضاف دكتور نوفل، أن "هشاشة العظام.. واحدة من أشهر الآثار الجانبية للعلاج الهرموني من عائلة مثبطات إنزيم الأروماتيز (Aromatase Inhibitors)، تشمل هذه العائلة عقارات الفيمارا (Femara – Letrozole)، الأريميديكس (Arimidex – Anastrozole)، والأرومازين (Aromasin – Exmestane).
وتابع عضو هيئة تدريس بكلية الطب جامعة عين شمس، أن أطباء الأورام حول العالم يلجأون لعمل مقياس هشاشة العظام للمرضى اللاتي يتم علاجهن بالعلاج الهرموني من العائلة السابقة، وذلك مرة قبل بدء العلاج، ثم دوريا كل 6 أشهر للمتابعة، ويقوم الأطباء بوصف جرعات ثابتة يومية من الكالسيوم وفيتامين (د)؛ للحفاظ على صحة العظام، يتزامن ذلك مع إعطاء مقويات العظام من النوع زوميتا (Zometa – Zoledronic acid) أو بروليا (Prolia) وذلك مع بدء العلاج الهرموني، ثم كل 6 أشهر طوال فترة العلاج بهدف منع الهشاشة وما قد ينتج عنها من مضاعفات.
وأكد الدكتور نوفل، أن مقويات العظام تعمل عن طريق التقليل من عملية تآكل العظام، وتقوم بترسيب الكالسيوم به، وذلك يفيد، ليس فقط في تقوية العظام بصفة عامة، بل يجعل العظام بيئة غير مناسبة لنمو الخلايا السرطانية؛ ما يقلل من حدوث الثانويات.
وأوضح استشاري التشخيص المبكر علاج أورام الثدي، أنه يتم عمل تحليل وظائف كُلى وكذلك تحليل كالسيوم متأين، قبل أخذ كل جرعة للتأكد من أنهما في المستويات الطبيعية، حيث إن مقويات العظام قد تُحدث انخفاضا في مستوى الكالسيوم بالدم، وقد ترفع من وظائف الكلى، وأشار إلى أن مقويات العظام السابق ذكرها ليس لها آثار جانبية، فقط ربما تحدث أعراض مثل نزلة البرد، ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج آلام العظام والجسم إلى مسكنات قوية لفترة أيام قلائل.
وأشار الدكتور نوفل، إلى أنه نادرا جدا ما يحدث التهاب في عظام الفك، وللوقاية دون حدوث ذلك يجب على كل المريضات الكشف أولا عند طبيب الأسنان للتأكد من عدم وجود أي التهابات. مضيفًا أنه فى حال وُجدت، يجب علاجها أولا، كما نصح بالعناية الجيدة بالفم والأسنان عن طريق تنظيف الأسنان بعد كل وجبة وقبل النوم مع المضمضة بماء وملح أو كربونات بعد الفرشاة، وفي حالة وجود طقم، يجب تنظيفه جيدا بصفة يومية، وتنظيف اللثة تحته، كما يُنصح بعدم خلع الأسنان خلال شهر قبل أو بعد أخذ جرعة مقويات العظام، وإذا حدث تورم في منطقة الفك مع ألم أثناء فترة العلاج، ننصح بالتوجه بسرعة لطبيب الأسنان لتوقيع الكشف.