دار المعارف – دعاء عبد العزيز
اختتم فاعليات المؤتمر العام الثامن لمنظمة المرأة العربية والذى كان بعنوان "المرأة العربية والتحديات الثقافية" مؤكدا على ثلاثة حقائق اساسية وهى أن المرأة والرجل ينبثقان من وحدة النفس الإنسانية الأصلية وهما يتمتعان بشكل طبيعي بالخصائص الإنسانية ذاتها، كما أن الثقافة هي معطى تاريخي، ديناميكي ومتغيّر بطبيعته، كما أنها أداة ناعمة تنساب القيم المجتمعية من خلالها إلى عقولنا بشكل لاشعوري فتؤثر على إدراكنا وفهمنا وتقييمنا للواقع المعاش، وهي تُملي علينا لا شعوريا سلوكيات تعكس تلك القيم.
وبالتالي فمن الطبيعي السعي لمنازلة الصور السلبية للمرأة والفتاة في دارها؛ أي عبر إنتاج ونشر صور إيجابية وقيم المساواة بين الجنسين.
ويعد هذا المؤتمر محطة زمنية هامة لقياس التحولات التي تعيشها مجتمعاتنا العربية؛ سواءٌ على المستوى المعرفي أو الواقعي،
بناءً على ما تقدم جاءت التوصيات على الشكل الآتي:
1- في مجال الدراسات الميدانية والبحث العلمي :
- تشجيع بلورة تيار بحثي معني بإعادة قراءة النصوص الدينية التي تتصل بصورة المرأة وأدوارها، بقصد فك الاشتباك الحاصل بين النص وبين تفسيره، وتحرير العقل العربي من قراءات هي وليدة السياق التاريخي وأبعد ما نكون عن مقاصد الأصول الدينية الصحيحة.
- دعوة الخطاب النسوي العربي إلى نبذ الاقتراب الفئوي في طرح قضايا المرأة، وإعادة بناء قضايا النساء باعتبارها قضايا مجتمعية عامة تتداخل مع القضايا المجتمعية كافة.
- دعوة الجامعات الوطنية والخاصة للعمل على إدخال مقررات (دراسات المرأة) في التعليم الأكاديمي للمساهمة في تعميق المعرفة العلمية في هذا المجال.
2- في مجال الإنتاج الثقافي والفني والإعلامي:
-إنشاء مرصد عربي لمتابعة صورة المرأة في الإنتاج الثقافي والفني والإعلامي.
- تشجيع الإنتاج الفني والإعلامي العربي المشترك من أجل نشر قيمة المساواة بين الجنسين ونشر صور إيجابية عن المرأة.
- تنظيم ملتقيات وورش عمل للإعلاميات والإعلاميين لإكسابهم مهارات التناول المتوازن لقضايا المرأة كجزء عضوي من القضايا المجتمعية العامة، وكذا مهارات استخدام مقاربة النوع الاجتماعي في عملهم.
-إعادة النظر في البرامج والكتب التربوية لازالة كافة الصور النمطية والدلالات الرمزية التي تلعب دوراً كبيراً في إعادة انتاج الثقافة النمطية عند الأجيال الجديدة ولا سيما عند الأطفال والناشئة من الجنسين.
- دعوة منظمة المرأة العربية إلى ربط برنامجها (التربية من أجل المستقبل) بمخرجات المؤتمر لجهة مضاعفة الجهود، بالتعاون مع الجهات الوطنية ذات الصلة، لتعزيز تكوين المعلمين في مجال النوع الاجتماعي وتنقية المقررات الدراسية من الصور النمطية ودعم أدب الأطفال المكرس لقيم المساواة ونبذ النمطية والتمييز.
- دعوة الحكومات إلى مراجعة المناهج والمقررات التعليمية في كل مراحل التعليم، ما قبل المدرسي والابتدائي والمتوسط والثانوي لجهة تنزيه المناهج والمقررات من كل صور سلبية للمرأة والفتاة وتبني صور إيجابية بديلة.
-التشبيك مع صناع الانتاج الثقافي العربي لبناء الجسور من أجل تحسين صورة المرأة في الاعمال الثقافية المقدمة للجمهور.
- توثيق وتأريخ لادوار المرأة المؤثرة في المجال الثقافي وهو الدور الذي تم طمسه عبر العصور.
3- في مجال التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والتهميش:
- دعوة الحكومات العربية إلى مراجعة قوانين وأنظمة العمل من منظور أدوار النوع الاجتماعي، يشمل ذلك الأحكام المتعلقة بإجازة الأمومة ورعاية الطفل، وضع أنظمة لتحفيز أصحاب العمل الخاص على تبني آليات العمل عن بعد وساعات العمل المرنة لكلا الجنسين من أجل تخفيف الأعباء على المراة وتعزيز الشراكة بين الجنسين في تحمل أعباء الحياة الأسرية.
- تكثيف الجهود الحكومية وجهود المجتمع المدني في مجال توعية النساء بحقوقهن الاقتصادية والقانونية والشرعية وبناء قدراتهن في المجال الاقتصادي.
- تشجيع إنشاء شبكات نسوية محلية وإقليمية من النساء العاملات في السوق الافتراضي لتبادل الخبرات وتطوير المهارات.
- تشجيع استحداث أسواق افتراضية لتسويق منتجات المرأة العربية، ودعوة منظمة المرأة العربية لتفعيل مشروعها "البوابة الالكترونية لصاحبات المشروعات الصغيرة."
4- في مجال : المواطنة والسياسات الحكومية والنضالات المدنية:
- ضرورة تمثيل أفضل لمرأة في مواقع صنع القرار في مؤسستنا العربية المختلفة.
-الترويج لاتفاقية جديدة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة تتمتع بالصفة الإلزامية وتتضمن تعريفا منضبط يشمل صور العنف والتمييز، وفق ما أوردته الاتفاقيات الإقليمية، كما تتضمن التزامات نافذة نحو تجريم العنف وملاحقة مرتكبيه.
-تفعيل الحوار المجتمعي حول قضايا المرأة، بقصد تغيير الذهنيات الثقافية، وتطوير ثقافة مدنية جديدة تنظر للمرأة كمواطن وكمشارك أساس في التنمية المستدامة.
- التأكيد على أهمية الأدلة التدريبية في نشر ثقافة النوع الاجتماعي، ودعوة الحكومات والآليات الوطنية المعنية بالمرأة إلى العمل على تعميم الأدلة التدريبية ذات الصلة بإدماج النوع الاجتماعي كآلية تحويل النصوص إلى ممارسة فعلية داخل الهيئات الوطنية.
5- في مجال مساهمة المرأة في تعزيز صمود المجتمع والأرض:
- دعوة المؤسسات التعليمية العربية إلى إدماج مباديء التعامل الرشيد مع البيئة وحمايتها في المناهج الدراسية في جميع المراحل.
-دعوة الحكومات العربية إلى تمكين النساء في مجال صنع القرار المتعلق بالبيئة.
-دعوة الآليات الوطنية المعنية بالمرأة وهيئات المجتمع المدني، إلى إدماج ثقافة حماية البيئة في المشروعات الصغيرة الموجهة للنساء.