في عام إمارة جماعة الإخوان لمصر.. كان هناك تحصينات مشددة حول البابا تواضروس، حتى في جوف بيته الكبير بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، مراجعات وفحص دؤُوب غير منقطع، فما بال قُبيل الغِبطة والمسرات والأعياد، العموم خلية نحل كي لا يتسلل منهم لواذاً.. بينهم القس بولس حليم، أحرصهم على سلامته، و أجلّهم استحكاماً لإنفاذ التعليمات مخافة عليه لا خوفاً، لأجله لا لتعليمات مطروحه على عواتقه. وحينما حان حين عيد الميلاد، حينها تباطأت تصاريح الاعلاميين لتغطية فعاليات الليلة وصبيحتها حتى عشيتها في ساعة متلكئة، لم يكن لدي الحنكة الكافية، أُقر وأعترف، تلقفني حماس الشباب وأثار حفيظتي.. تخطيت 7 ساعات، ذا الموعد المُقدر في الرابعة، وباتت الواحدة عشرة مساءاً !!.. ببشاشة وجهه وحصافته المألوفة أبلغني المتحدث الرسمي للكنيسة أن الأحوال لم تكن على مايرام، و دوماً ثمة تدابير حول قداسة البابا تواضروس آنذاك .. أودعني القول وأنبئني أنه ليس للنشر.. التصاريح اجتازت منتصف الليل، ضجراً لم أرمق إلا نشر أقاويل"حليم" فكان حليما. انتقدني كثيرون على فعلتي، نعتوه بـ"خيابة" أو عدم تقدير للموقف برمته، تلى عام و مَر، و التقيت القس بولس حليم، داخل المركز الإعلامي بالكاتدرائية، أفسح بترحاب لم يكن عليه من ذي قبل، تحيّرت موقفه، قصدت بكل السبل استحضار ما كان، وتعمد بكل الطرق تغافله وغض الطرف عنه، تواً استفهمت عن مصافاته، هل لم يسأم تصرفي؟!، أجابني بكلمات معدودة والإبتسامة لم ترتحل: حديثنا وقتها كان على سبيل الأمانة و لك مطلق الحرية فيها.. استحيت من جوابه، لقنني دراساً في كلمة.. بهذا الإتزان وذاك الرشد وتلك الحكمة وفصاحة اللسان و حصافة العقل وتدبيره، أدار "القس بولس حليم" المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية السابق، طيلة 8 أعوام، لا يكل عن أجوبة الصُحافيين، ولا يمل من الإعلام..