طال الحديث وفي أزمنة متعددة عن مستوى النظافة بأحياء القاهرة وما يتطلبه ذلك من المعدات والآلات والسيارات التي تساعد على رفع كفاءة المنظومة وثارت الكثير من المعارك لتدبير الموارد المالية اللازمة لحل مشكلة القمامة وتنفيذ المنظومة الجديدة للمخلفات الصلبة ليعود الوجه الحضارى لشوارع قاهرة المعز .
وفي استجابة مشكورة لصرخات سكان المنطقة المجاورة لمصنع السلام جراء انبعاث الروائح الكريهة للمخلفات وهنا وجب التوفيق بين المصلحة من وجود هذا المصنع وبين معاناة جيرانه فهو أحد أركان منظومة المعالجة و التخلص الآمن للمخلفات الصلبة ويستقبل مخلفات كل من المنطقتين الشمالية والشرقية بالقاهرة بل وينتج سمادا عضويا ووقودا بديلا للطاقة بسعة يومية تبلغ 4 آلاف طن منذ أن أطلق العمل به في منتصف عام .
لكن المشكلة تكمن في زيادة الضغط على قدرة هذا المصنع على تدوير المخلفات التي تراكمت دون معالجة والتى تصل إلى المصنع للمدفن الصحى بمدينة العبور ما يصعب من إطالة عمره والتعامل البيئي الناجح مع المخلفات التي تؤرق حياة سكان المنطقة وتعرضهم لمخاطر صحية.
لكن ما يبعث الأمل ويزف البشرى هو تخصيص مبلغ 196 مليون جنيه لمشروعات المرحلة الأولي من المنظومة بالقاهرة بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات بحوالي 172 مليون جنيه علي المحطات الوسيطة الثابتة والمتحركة وشراء المعدات والآلات الجديدة لرفع كفاءة عمليات النقل والجمع للمخلفات داخل القاهرة وباقى المحافظات وللمزيد من التفصيل فإن المحطة الوسيطة هي بمنشأة ناصر وتخدم المنطقة الشمالية للمحافظة وتبلغ مساحتها ١٧٠٦أمتار مربعة ، وبسعة تبلغ 600 طن مخلفات يومياً ما يخفف من تراكم المخلفات المسببة للروائح الكريهة التي تزعج أهالي منطقة السلام وستقوم لجنة متخصصة بدراسة الأمر برمته ما يجعله خبرا سارا لأهالي العاصمة.
إن المخلفات تعد ثروة إذا أحسن استخدامها كما تعد نقمة في حال التعامل معها بأسلوب غير علمي أو ذكي ومن هنا حرصت
مصر بتوجيهات من
الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة العمل وفق أحدث التكنولوجيات في هذا الملف وبالفعل جرت خطوات كبيرة على هذا الملف بل وضعت لبنات مستقبلية ستظهر بشائرها في العاصمة الإدارية الجديدة المدينة الذكية التي يشيدها حيث يجري تنفيذ أكبر منظومة ذكية لإدارة المخلفات الصلبة بالشرق الأوسط داخل العاصمة الجديدة عن طريق صناديق جمع ذكية تحت الأرض متصلة بغرفة تحكم مركزية تهدف إلى تحسين جودة الهواء ومكافحة تغير المناخ وتقليص انبعاثات ملوثات الهواء والاحتباس الحراري بما يعزز قدرة
مصر على إجارة ملف المخلفات الصلبة.
إن إدارة ذكية لمنظومة المخلفات الصلبة قيد التنفيذ حيث يبلغ عدد المدافن الصحية 27 مدفنًا خلال العام 2019-2020 تم اعتماد الرسومات التفصيلية لـ 17 منها وجار مراجعة وإعداد التصميمات التفصيلية للباقية. إن عزم الدولة المصرية في مواجهة هذا الملف المهم واضحة تؤكدها الأفعال حيث وقعت
مصر مشروع "إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى الذي يمتد لستة أعوام وهو سند حقيقي لجهود
مصر لتقليص انبعاث ملوثات الهواء والمناخ تمشيا مع استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية
مصر 2030" ما سيسهم في تخفيض تلوث الهواء الناجم عن الجسيمات الدقيقة العالقة بمقدار النصف لتحسين جودة حياة المصريين.