وافق مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار في اجتماعه الأخير، على تسجيل 43 أيقونة جديدة من أيقونات دير سانت كاترين، التي تعد من أقدم وأندر وأروع أيقونات في العالم، وهى عبارة عن رسومات دينية مسيحية رسمت منذ القرن السادس حتى القرن التاسع عشر الميلادي.
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، ورئيس لجنة تسجيل أيقونات ومقتنيات دير سانت كاترين، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم: إن أيقونات دير سانت كاترين تعكس عمق العلاقة الوطيدة بين نسيجي الأمة، حيث يضم الدير أكثر من ألفي أيقونة حفظت كاملة طوال العصور الإسلامية التي مرت عليها وحتى الآن، مشيرا إلى أن عملية تسجيل الأيقونات من دير سانت كاترين التي تنفذها وزارة السياحة و الآثار مستمرة منذ نحو 10 سنوات إذ بلغ عدد الأيقونات المسجلة حتى الآن 1043 أيقونة.
وأضاف أن أيقونات الدير من القرن السابع حتى التاسع عشر الميلادي رسمت فى العصر الإسلامي، ولم يمنع المسلمون جلب الأيقونات من خارج مصر إلى الدير، حيث جلب إلى الدير عددا كبيرا من الأيقونات من خارج مصر.
وأوضح أن تلك الأيقونات تعرض حاليا بمعرض خاص أقامه الرهبان بدير سانت كاترين ببرج القديس جورج يطلق عليه “متحف الدير”، كما تعرض بكنيسة التجلي والكنائس الصغيرة والملحقة وغرف ملابس الكهنة والصوامع بالدير.
وعرض ريحان نماذج من الأيقونات المسجلة حديثا، ومنها أيقونة القديس ماري جرجس على جواده يطعن التنين بالحربة وتمثل انتصار الخير على الشر والتي تعود إلى القرن 13م، وأيقونة تمثل رسما للسيدة العذراء الحنونة تحمل السيد المسيح الذى يضع وجه على وجهها.
وقال” إن من بين الأيقونات المسجلة أيقونة القديس ديمتريوس المعالج للناس البسطاء مرتديا ملابس الطبيب (القرن 13 – 14م)، أيقونة تمثل النبي موسى يتلقى الوصايا العشر خالعًا نعليه أسفل قدميه ويتلقى الألواح بيديه المغطاة بثوبه (القرن 14م)، إلى جانب أيقونة تمثل النبي هارون في منظر نصفى برداء باللون الأحمر وبيده اليمنى مبخرة القرن 14م، وأيقونة تمثل عيد العنصرة القرن 14م”.
وأضاف الدكتور ريحان” أن ضمن هذه الأيقونات أيقونة تمثل السيد المسيح جالسا على العرش مرتديا الملابس الكهنوتية وتعود إلى القرن 15م، أيقونة القديس ألكسيوس رئيس أساقفة روسيا القرن 17م، وأيقونة تمثل الأقمار الثلاثة رؤساء الكهنة القديس باسيلوس الكبير ويوحنا ذهبي الفم وغرغريوس اللاهوتى القرن 17م”.
وقال” إن الأيقونات المسجلة تشمل كذلك أيقونة الميلاد وتمثل السيد المسيح فى المغارة داخل مزود ملفوف بالأقماط القرن 17م، أيقونة تمثل القديسة كاترين وهى مسجونة ويزورها ملاك يحمل إكليل الشهادة وترتدى الزى الملوكى على رأسها تاج القرن 17م، أيقونة تمثل القديس يوحنا المعمدان فى البرية القرن 17م، أيقونة الشفاعة القصوى القرن 18، وأيقونة تمثل السيدة العذراء المرشدة تشير باليد اليمنى إلى المسيح طفلًا (القرن 19م)”.
وأكد الدكتور ريحان أن تقنية الأيقونات المسجلة هى “تمبرا على خشب”، وهى الرسم بألوان ممزوجة بالغراء، حيث بدأت التمبرا منذ القرن السادس الميلادى وأصبح الإقبال عليها بشكل أكبر منذ القرن الثامن الميلادى حتى بداية القرن الخامس عشر عندما سادت رسوم الزيت.
وقال إن أيقونات دير سانت كاترين تعد مدرسة فنية لدراسة فن رسم الأيقونات على مستوى العالم، وقد صنفت تاريخيا وفنيا ومنها أيقونات القرن السادس والسابع الميلادى،أقدم أيقونات الدير، وهى الأيقونات المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة، وهي ابتكار مصرى.
وأوضح أنه كان يتم خلط الشمع فى درجة حرارة عالية بألوان نباتية، ثم تنشر فوق السطح الخشبي للأيقونة، وعقب تلك الفترة رسمت الأيقونات بتقنية التمبرا، ثم رسمت بالزيت.