أبو الغيط: التصعيد الإسرائيلي في القدس لا يعكس سوى الرغبة في استعراض القوة

أبو الغيط: التصعيد الإسرائيلي في القدس لا يعكس سوى الرغبة في استعراض القوةأحمد أبو الغي

مصر11-5-2021 | 15:34

رفض الأمين العام ل جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في اجتماع مجلس الجامعة في دورة غير عادية على المستوى الوزاري بشأن أحداث القدس ما يجري في القدس المحتلة،
وفي الأ ارضي الفلسطينية المحتلة بوجٍه عام.. ولكن لنبعث برسال ٍة واضحة للعالم بأن الوضع في فلسطين غير قابل للاستمرار على هذا النحو.. وأن الهدوء، الذي طالما ادعى الاحتلال وجوده ليس إلا هدوًء على السطح، يخفي تحته عناصر لانفجار وتصعيد لن تقف آثاره عند حدود المنطقة. وقد أرينا بالأمس فقط كيف يمكن أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي.
إلى هجمات عشوائية منفلتة لا تعكس سوى الرغبة في استع ارض القوة وتسجيل النقاط السياسية في الداخل على حساب دماء الأطفال في غزة.
لقد جرى ما جرى من عنف واعتداءات وانتهاكات واسعة عبر الأسابيع الماضية تحت بصر العالم أجمع.. وعلى كافة أصحاب الضمائر الحرة، ممن يتابعون وقائع هذه الج ارئم المكتملة الأركان، أن يقفوا أيضاً على السياق الذي تجري فيه هذه الجرائم
وقال-بكل وضوح وصراحة- استفزازًا مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت أقدس المقدسات الإسلامية.
وفي شهر رمضان اقدس الشهور لدى المسلمين وخلال الأسابيع الماضية، لم تكن هناك واقعٌة واحدة بدأ فيها العنف من الجانب الفلسطيني.. لم تكن هناك حادثة واحدة بادر فيها الفلسطينيون إلى الاستف ازز أو التصعيد... إلا إذا اعتبرنا أن تنظيم إفطار جماعي للتضامن مع من ُيهددون بالطرد والتشريد ونزع الملكية.. هو إجراء عنيف.. أو إذا اعتبرنا سعي المصلين للدخول للمسجد الأقصى لأداء شعائرهم، ثم التجمع في باحاته
وحول مداخل البلدة القديمة.. جريمة نك ارء تستوجب العقوبة. ونتساءل: ما الذي يدعو الاحتلال الإسارئيلي إلى هذه الاستف از ازت المفتعلة؟ هل يتصور الاحتلال مثلاً أن بإمكانه الفصل بين المقدسيين ومقدساتهم؟ هل يتصور أنه يستطيع أن يعزل الأقصى من سياقه الإسلامي، الذي تتطلع إليه أفئدة المسلمين في كافة أرجاء الدنيا؟ هل يعتقد هذا الاحتلال الغاشم أن الاستفازازت
وأضاف الحقيقة أن هذه الانتهاكات والاستفز ازت كلها لا تجري في فارغ.. نحن أمام حكومة صارت خاضعة بالكامل لأجندة ُعتاة المستوطنين، وُغلاة المتطرفين من الأحازب الدينية في إسارئيل.. كما أننا نرى، وللأسف الشديد، م ازيدا ٍت مشئومة بين اليمين واليمين المتطرف، وسباق على اظهار القدرة على القمع وممارسة العنف ويري ان ارتكاب الانتهاكات في حق الفلسطينيين وتقليص وجودهم في المدينة ان هذه السياسات المتهورة، والإجارءات المخالفة بالكلية للقانون الدولي الإنساني الذي كفلت نصوصه حرية إقامة الشعائر الدينية والوصول إلى الأماكن المقدسة.. أقول إن هذه السياسات تأتي في سياق لا ُتخطئه عين يستهدف الاستئثار بالقدس.. والتحكم في دخول الفلسطينيين في الأقصى.. فيما، على الجانب الآخر، تمنح الجماعات اليهودية المتطرفة حق الدخول إلى باحات الأقصى في زيا ارت استفزازًيه واستع ارضية. إن هذه السياسات تخلق وضعاً قابلاً للانفجار.. ويتعين أن يخرج المجتمع الدولي من دائرة الإدانة أو تحميل المسئولية للطرفين.. إننا أمام تسلسل واضح للأحداث يضع المسئولية على طرف بعينه.. هو الطرف المحتل، الذي يملك القوة العسكرية والسيطرة بحكم الأمر الواقع.. وهو الطرف ذاته الذي يبادر إلى العنف والاستفزاز. الرئيس..
إن إس ارئيل تسعى لإقناع العالم بأن ما يجري في الشيخ ج ارح
هو ن ازع عقاري على عدة منازل.. وكأننا بلا ذاكرة، أو قدرة على ربط الأحداث.. إن ما يجري في الشيخ ج ارح، كما نعلم ويعلم الجميع، هو جزء من خطٍة متكاملة لتهويد مدينة القدس، وحصار الوجود الفلسطيني فيها.. توطئة لتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة.. هذه الخطة تتواصل وتتصاعد منذ عقود.. بأدوات مختلفة.. وعلى
ومستويات متعددة.. وهي خطة ترعاها الحكومات الإس ارئيلية المتعاقبة.. ولكنها شهدت طفرة غير مسبوقة في زمن حكومات اليمين خلال العقد المنصرم.. حيث تضاعف الوجود الاستيطاني الذي يحاصر المدينة.. وتكثفت سياسات نزع الملكية وهدم المنازل
وتهجير الفلسطينيين ونزع هوياتهم. إننا ندين كافة هذه الإجارءات التي تتخفى وارء منظومة
قضائية منحازة بالكامل.. وندعو مجلس الأمن -الذي سبق وأصدر الق ارر 2334 (لعام 2016)- بتحمل مسئولياته حيال هذا الانتهاك الصارخ للق ارر ولغيره من الق ار ارت الدولية.. يتعين على كافة القوى المؤمنة بالتسوية السلمية العمل على وقف هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تهدد بتفجير الوضع في القدس، وفي الأ ارضي المحتلة بوج ٍه عام. إن ما يجري هو جرس إنذار يتوجب التنبه لدلالاته.. لم يعد
بالإمكان الاطمئنان لاستمارر الوضع القائم أو استدامة الاحتلال ومظاهره المشينة.. ويتعين على الرباعية الدولية أن تتحمل مسئولياتها.. فمن دون أفق للتسوية السياسية أو تحرك جاد نحو انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.. ستظل هذه القضية رهينة لأجندة اليمين الإسارئيلي.. وسيسيطر المتطرفون والمستوطنون على المشهد ويحددون الاتجاه.. بكل ما ينطوي عليه ذلك من
مخاطر لا أبالغ إن قل ُت إنها تهدد السلم الدولي.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2