سفير مصر فى فرنسا: القاهرة وباريس على وفاق تجاه ليبيا

سفير مصر فى فرنسا: القاهرة وباريس على وفاق تجاه ليبياالرئيس السيسى والرئيس الفرنسى

مصر16-5-2021 | 09:41

أكد سفير مصر بباريس، علاء يوسف، تطابق وجهات النظر بين مصر وفرنسا تجاه قضايا التنمية والتعافى الاقتصادى ودعم الاستقرار والأمن بالقارة الإفريقية، وعلى رأسها الأزمة الليبية، مشيرًا إلى أن قيادتى البلدين تحرصان على مواصلة التنسيق والتشاور تجاه مختلف القضايا الإقليمية، من بينها الإفريقية.

وقال السفير علاء يوسف، فى تصريحات صحفية، إن السنوات الماضية شهدت مزيدًا من التقارب والاتفاق فى الرؤى فى مواقف مصر وفرنسا تجاه مختلف القضايا والامات المختلفة، مشددا على أن البلدين لديهما رؤية مشتركة تجاه الأزمة الليبية تركز على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار وخروج القوات الاجنبية وإجراء الانتخابات بتلك الدولة؛ بما يحافظ على سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها.

وأضاف أنه توجد مواقف متطابقة بين مصر وفرنسا تجاه الملف اللبنانى، حيث أيدت مصر المبادرة الفرنسية لدعم الاستقرار والخروج من الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة اللبنانية.

وأشار إلى أن التعاون المصرى الفرنسى يركز - أيضا - على القارة الإفريقية، حيث تحرص البلدين على مواصلة التشاور والتنيسيق بشأن مختلف القضايا الإفريقية، من بينها قضية الساحل التى تشكل اهمية كبرى للبلدين.

وقال سفير مصر فى باريس إن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت تطورا ملحوظا - خلال السنوات القليلة الماضية - مدعومة بتبادل الزيارات بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، والتى دشنت مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وتابع: إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا تركز على عدة محاور، يتمثل أولها فى العلاقات الثنائية ومدى التلاقى فى الرؤى تجاه مختلف القضايا، ورغبة الجانبين فى دفع العلاقات وتعزيزها، وتنفيذ مشروعات مختلفة فى العديد من المجالات، كالبنية التحتية والنقل.

ولفت السفير المصرى - فى تصريحات صحفية - إلى أن شركات فرنسية تقوم - حاليا - بتنفيذ العديد من المشروعات فى مصر، من بينها مشروع مترو القاهرة وخط المونوريل الجديد، وهناك أيضا مجالات ومشروعات أخرى فى سبيلها للتنفيذ؛ كالتعاون فى المجال السياحى وهو محور رئيسى فى العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة أن هناك حالة ولع شديد من جانب الفرنسيين بالحضارة المصرية وزيارة مصر، لاسيما المزارات الثقافية فى الأقصر وأسوان.

وأضاف أن البلدين يتعاونان - أيضا فى مجالى التعليم والثقافة، حيث يجرى حاليا إنشاء عدد كبير من أقسام التعليم الفرنسى فى مصر، مشيرا إلى أن الجانب الفرنسى حريص على الانتهاء من مشروع الجامعة الفرنسية فى مصر، والتى ستجسد - إلى جانب جامعة سونجور، التى تعد جامعة فرانكوفونية - الاهتمام الكبير الذى توليه فرنسا لتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية والتربوية مع مصر خلال الفترة القادمة.

وأشار إلى أن التعاون الصحى بين مصر وفرنسا - الذى بدأ منذ سنوات عديدة مع إنشاء مستشفى القصر العينى الفرنسى - شهد أيضا تطورا ملحوظا، لافتا إلى أن الجانب الفرنسى حريص على دعم جهود مصر فى المجالات الصحية والطبية، خاصة التعاون فى مجال جهود مواجهة جائحة فيروس كورونا والتلقيح والتصنيع، حيث يبحث الجانبان - حاليا - إمكانية التعاون لتصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وغيرها من اللقاحات الأخرى، خاصة أن مصر تمتلك البنية التحتية والمصانع والخبرة اللازمة لذلك المجال .

وفيما يتعلق بالتعاون بين مصر وفرنسا فى منطقة الساحل والصحراء، قال السفير علاء يوسف إن فرنسا تعطى أهمية كبيرة للتطورات بتلك المنطقة، خاصة عقب مقتل الرئيس التشادى إدريس ديبى، مشددا على وجود تنسيق مشترك بين مصر وفرنسا لمتابعة تطورات الوضع بمنطقة الساحل فى ضوء مشاركة قوة مصرية ضمن قوات حفظ السلام فى مالى.

وحول جهود مصر فى دعم التنمية والاستقرار بالقارة الافريقية، قال سفير مصر بباريس إنه يوجد اهتمام غير مسبوق من جانب مصر بتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة الافريقية، خاصة مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى، والتى ركز فيها على عدد كبير من المبادرات سواء لإعادة إعمار مناطق النزاعات بإفريقيا، وكذلك مبادرة اسكات البنادق وهى محاولة لوقف النزاعات ونزع فتيل الأزمات المختلفة.

وفيما يتعلق بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمتى "دعم السودان" و"تمويل التنمية بإفريقيا"، والتى تستضيفهما باريس يومى الإثنين والثلاثاء المقبلين، قال السفير علاء يوسف إن فرنسا تنظر إلى مصر على أنها شريك هام بإفريقيا وتحرص دائما على التنسيق معها فى مختلف المجالات والقضايا الإفريقيا، مشيرا إلى أن فرنسا تعى جيدا ثقل مصر بالقارة الإفريقية وحرصها على دعم جهود الاستقرار والأمن بإفريقيا وتعزيز نموها الاقتصادى وتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب القارة، وهى رسائل رئيسية توجها مصر للعالم كله.

وأضاف أن الرئيس السيسى حرص - خلال مشاركته فى القمم الدولية المختلفة، من بينها قمة مجموعة السبع الصناعة وقمة مجموعة العشرين - على التركيز على كيفية مساعدة إفريقيا، وتوفير السبل اللازمة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية وغيرها من مشروعات التنمية المختلفة بالقارة الإفريقية، لافتا إلى أن مصر وفرنسا طرحتا فكرة التعاون الثلاثى لتنمية إفريقيا وتنفيذ مشروعات بها، ويجرى حاليا بحث إمكانية تنفيذ مشروعات مشتركة مع الجانب الفرنسى بعدد من الدول الإفريقية.

وقال السفير علاء يوسف إن فرنسا - لأول مرة - تنظر لقمة "إفريقيا فرنسا" بشكل مختلف؛ حيث جرت العادة بأن تلك الاجتماعات تكون بمثابة قمة حكومات، ولكن القمة المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل ستشهد نهجًا مختلفًا؛ حيث ركَّزت فرنسا على أن تكون تلك القمة بمثابة قناة للتعبير عن مواقف الشعوب والمجتمع المدنى بإفريقيا مستلهمة تجربة مؤتمرات الشباب فى مصر.

وأشار إلى أن مصر حرصت على توصيل رسالة إلى المجتمع الدولى بضرورة مد يد العون إلى الدول الإفريقية ومساعداتها على التعافى من تداعيات جائحة كورونا .

وقال إن جميع الدول عانت من خسائر تداعيات جائحة كورونا، فعلى سبيل المثال تكبدت فرنسا خسائر تقدر بنحو 160 مليار دولار جراء تلك الجائحة، مشيرا إلى أن فرنسا وحدها ليست قادرة على الوفاء باحتياجات قارة إفريقيا، لكن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حريص على مد يد العون لإفريقيا خلال الفاعليات الدولية، ومن بينها مجموعة السبع الصناعية ، ومجموعة دول العشرين .

ولفت إلى أن قمة "فرنسا إفريقيا" - التى ستعقد بباريس يوم الثلاثاء المقبل ستركز على كيفية دعم جهود الدول الافريقية على مواجهة تداعيات جائحة كورونا.

وقال السفير علاء يوسف إن فرنسا قررت تنظيم قمة عن السوادان ودعم المرحلة الانتقالية لتلك الدولة نظرا لدورها فى القرن الإفريقى، مشيرا إلى أن الجانب الفرنسى حريص على أن تخرج تلك القمة برسالتين هامتين: الأولى تتعلق بدعم سياسى دولى للسلطة الانتقالية فى السودان خلال تلك المرحلة الهامة وأهمية استمرار الإجراءات التى تستهدف تحقيق الاستقرار وتلبية طموحات الشعب السودانى، أمام الرسالة الثانية للقمة تتمثل فى بحث سبل التخفيف عن مديونية السودان لدى مؤسسات التمويل الدولية .

وأضاف أن باريس تسعى - أيضا من خلال قمة فرنسا افريقيا التى تعقد تحت شعار (تمويل الاقتصاديات الإفريقية) - إلى توفير دعم للاقتصاديات الإفريقية للتعافى من تداعيات جائحة كورونا، مشيرا إلى أن البيان الختامى للقمة سيتضمن مقترحات قابلة للتنفيذ وجداول زمنية محددة لمساعدة الدول الإفريقية على التعافى الاقتصادى.

وأشار إلى أن التعاون مع القارة الافريقية تصدرت أولوية اهتمام القيادة المصرية؛ حيث شارك الرئيس السيسى فى كل الفاعليات الإفريقية، من بينها القمة الإفريقية بملابو، حيث تغيرت نظرة إفريقيا إلى مصر التى ترأست مجلس السلم الإفريقى، والاتحاد الإفريقى، وكلها دلائل تؤكد مدى التقدير الإفريقى لمصر ومواقفها وسياساتها، والجهود المضنية التى بذلتها مصر لاستعادة مكانتها بالقارة الافريقية.

وتابع: إن إفريقيا تثق بدور مصر التى لا تمتلك أية أجندات خاصة، بل أنها تهدف إلى مد جسور الشراكة والتنمية وتعزيز الصداقة والاستقرار وتحقيق مصالح إفريقيا وإعادة الإعمار بإفريقيا، والشعوب الإفريقية تقدر جهود مصر.

وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات بين مصر وفرنسا، أوضح السفير علاء يوسف أن إجمالى حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر يبلغ 5 مليارات يورو، ويوجد أكثر من 165 شركة فرنسية عاملة فى مصر؛ توفر حوالى 350 ألف فرصة عمل، ونسعى إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر.

وأضاف أنه حرص على عقد لقاءات مع الشركات الفرنسية المختلفة؛ حيث لمس خلالها اهتماما كبيرا من جانبها لبحث فرص الاستثمار فى مصر، خاصة الفرص الواعدة فى محور قناة السويس، والاستفادة من إمكانيات السوق المصرية الكبيرة التى تضم حوالى 100 مليون مستهلك، مشيرا إلى أن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عززت اهتمام فرنسا والمجتمع الدولى بالاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية بالقارة الإفريقية.

وفيما يتعلق بحجم التجارة بين مصر وفرنسا، قال السفير علاء يوسف إن حجم التجارة بين البلدين يقدر بنحو 3 مليارات يورو، ونسعى إلى زيادتها وفتح مجالات كثيرة للمنتجات المصرية بالسوق الفرنسية، خاصة المنتجات الزراعية، وسنعمل على زيادة حجم الصادرات المصرية إلى فرنسا خلال الفترة القادمة .

وقال إن مسئولى شركة توتال الفرنسية - التى تعد إحدى أكبر شركات الطاقة فى العالم - أبدوا اهتماما بالاستثمار فى مجال الطاقة بمصر.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2