القاهرة «القاهرة»

القاهرة «القاهرة»سعيد صلاح

الرأى29-5-2021 | 12:44

نعم.. هنا القاهرة الساهرة.. القاهرة.. النابضة.. والمتعبة لكل متابعيها أحبابًا وأعداء.

.. فقد أتعبت بالفعل القاهرة بتحركاتها الكثيرة خلال الفترة الماضية وخاصة الأيام العشر الماضية.. كل من يتابعونها بسبب زخم الأحداث وكثرتها وعمق التحركات وسرعتها.

فى مساء يوم الخميس قبل الماضى تم الإعلان عن «هدنة غزة» وتوقف إطلاق النار صباح السبت 22 مايو بعد وساطة وتدخل وتحرك قوى من مصر استجابت له إسرائيل وأمريكا الذى اتصل رئيسها جو بايدن بالرئيس السيسي يوم الخميس 20 مايو يثنى خلال حديثه على التحركات والجهود المصرية فى المنطقة ويؤكد على أهمية تعزيز التعاون بين القاهرة وواشنطن، خاصة فى ضوء دور مصر المحورى إقليميًا ودوليًا وهو نفس اليوم الذى تلقى فيه الرئيس اتصالاً أيضا من أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة حول الأوضاع فى فلسطين، ولم يكن اتصال بايدن، هو الاتصال الوحيد بين الرئيس السيسي وبايدن وإنما تلاه اتصال آخر يوم 24 مايو تناول فيه الرئيسان ملفات عديدة وتحدثا عن الأوضاع فى المنطقة وكيف يمكن التنسيق والتباحث على مختلف المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.. وتطرق الحديث إلى الملف الليبى وخاصة الانتخابات وملف سد النهضة والذى أكد فيه بايدن على بذل واشنطن كافة الجهود لضمان الأمن المائى المصرى.. بعد مكالمتى الرئيس بايدن استقبلت القاهرة وفودًا دبلوماسية عربية مهمة كان منها زيارة وزير الخارجية القطرى وهى زيارة لها إشارات ودلالات واضحة وعميقة نحو إدراك الجميع للوضع المصرى وأهميته فى تحريك ملفات المنطقة، كما تلقى الرئيس السيسي دعوة من أمير قطر لزيارة الدوحة.

ثم كان استقبال الرئيس السيسي لوزير خارجية أمريكا أنتونى بلينكن الخميس الماضى لمواصلة التنسيق مع مصر من أجل العمل بشكل فورى على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيلين، وجرى الحديث أيضا عن ملف «سد النهضة» وجدد الوزير الأمريكى التزام واشنطن ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف وهو ما تؤكد عليه مصر ولا تراجع عنه، وهو الحق المصرى فى مياه النيل والأمن المائى لشعبها الذى لن تسمح بالمساس به وكان ذلك أيضا أحد محاور التباحث بين الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة خلال الزيارة الأولى لرئيس مصرى لدولة جيبوتى، والتى تحتل الأهمية الكبرى بالنسبة للأمن القومى المصرى، خاصة وأن التحركات المصرية فى الفترة الأخيرة تواجدت بشكل فعّال فى السودان وجنوب السودان وكينيا وأوغندا وإريتريا وبروندى.

القاهرة تحولت إلى قوة إقليمية كبرى تدير ملفاتها وعلاقاتها بوطنية وسيادية واستقلالية عالية وتلعب دورًا كبيرًا ومحوريًا فى كل الملفات الساخنة وهو ما جعلها محور اهتمام قيادات العالم ومسار وانطلاق كل التشاورات بشأن أى مستجدات إقليمية ودولية.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق