ركزت صحيفتا الجمهورية والأهرام، فى افتتاحيتى عدديهما اليوم الإثنين، على المواقف الثابتة للدولة المصرية إقليميا ودوليا الداعمة للأمن والاستقرار، وعلى بروز الدور الإقليمى ل مصر فى الآونة الأخيرة.
وعنونت صحيفة الجمهورية تقول "مواقف ثابتة للأمن والاستقرار"، موضحة أن المواقف المصرية تجاه القضايا القومية الإقليمية والدولية ثابتة، تدعم دائماً قواعد الأمن والاستقرار بالمنطقة بصفة عامة و القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بصفة خاصة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالحلول السياسية والسلمية لأزمات المنطقة خصوصا الشأن الليبى واستعادة الدولة الليبية لاستقرارها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وصولا إلى الاستحقاق الانتخابى بنهاية العام الحالى، وفى هذا الصدد، تستمر الجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية والتى عززت من مسار العملية السياسية فى ليبيا.
وأضافت أنه وفى إطار مد جسور التواصل والثقة والعلاقات الوطيدة تأتى العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين مصر والمملكة العربية السعودية والتعاون البناء على جميع المستويات وفى مختلف المجالات، وحرص البلدين دوما على بذل المزيد من التواصل والتشاور والتنسيق والتعاون فى سبيل تقوية أواصر الأخوة الصادقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وتجاوز أى تحديات وإزالة أى عوائق قد تواجه الأعمال المشتركة بينهما على مستوى القطاعين الحكومى والخاص متطلعين نحو آفاق أوسع من الإنجاز والإسراع فى تحقيق الأهداف المشتركة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن المواقف المصرية ثابتة وتصب دوماً فى مصلحة الأمن والاستقرار والسلام ورخاء الشعوب وتنميتها والارتقاء بمستوى الحياة لكل الشعوب.
وتحت عنوان "الدور الإقليمى لمصر"، قالت صحيفة الأهرام إن بروز الدور الإقليمى المصرى بات أهم ما يوصّف حالة النشاط الراهنة فى السياسة الخارجية المصرية والتى تجلت بوضوح خلال إدارة مصر للأزمة الليبية، ثم خلال المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة، وقبل هذا وذاك إدارة أزمة السفينة الجانحة "إيفر جيفين" فى قناة السويس وإدارة ملف المصالح مع كل من تركيا و قطر وخلال كل ذلك إدارة أزمة السد الإثيوبى بتشعباتها الإقليمية والدولية والتى كان آخر أصدائها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى جيبوتى والتى سجلت كأول زيارة لرئيس مصرى إلى هذه الدولة العربية بالغة الأهمية الاستراتيجية منذ استقلالها عام 1977، والجامع فى مختلف الأزمات والمشاهد التى أبرزت عودة الدور المصرى هو الاستقرار الإقليمى والدولى بأهمية دور مصر والحاجة لهذا الدور والطلب عليه، وإنه بمجرد تحرك مصر لاستعادة دورها تتجه قوى أخرى إلى تسليمها زمام القيادة والملفات، وذلك ما تجلى أخيرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين وبرزت بجلاء تصريحات وزير الخارجية القطرى منذ يومين، ولقد أكدت الفترات السابقة أن أحد أوجه أزمات مصر الداخلية مبعثه غياب أو تقليص دورها الخارجى وإنه بقدر نجاح مصر فى استعادة هذا الدور بقدر تلافيها كثيرا من المشكلات فى الداخل وهذا أحد الدروس التى ينبغى استيعابها والاستفادة منها.
وأضافت أن قوة الدور المصرى - فى الحقيقة - لم تكن سوى تدرج وحصاد طبيعى لحالة النهوض والتماسك الوطنى داخليا وإزاء الخارج ولم يكن ل مصر أن تعزز دورها الإقليمى إلا بعد أن كسبت جولات كثيرة فى الشأن الداخلى وهى جولات لم تدفع فقط إلى هزيمة المراهنين على الإرهاب وعلى حالة اللادولة فى الداخل، وإنما المراهنين عليهم والمحرضين لهم فى الخارج.
وأكدت بالقول إن الدرس الأساسى للسياسة المصرية يبقى هو أن الدور الخارجى له مردوده المادى الذى يفوق بأضعاف حجم النفقات والتكاليف المادية التى تصرف عليه، أما مردوداته السياسية والمعنوية على المكانة والنفوذ الإقليمى والدولى وعلى الوضع الوطنى الداخلى فتلك أشياء لا يمكن تقديرها أو حسابها.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن بروز الدور الإقليمى ل مصر هو نتيجة لسياسة مصر الخارجية القائمة على الانحياز للقانون الدولى وللاستقرار ولمصلحة الشعوب العربية والحفاظ على الدولة الوطنية وهى ترجمة لقوتها الداخلية المتنامية فى كل المجالات.