توحش البلطجة والبلطجية

توحش البلطجة والبلطجيةبهاء زيتون

الرأى14-6-2021 | 14:16

استوقفتنى بشدة واقعة قيام 4 بلطجية استأجرهم أحد المقاولين للتعدى بالضرب على رئيس أحد الأحياء بالقاهرة انتقامًا منه لهدمه 3 طوابق مخالفة تحت الإنشاء ملك المقاول، وذلك نظرًا لحجم الجرأة التى يتمتع بها هؤلاء البلطجية فى ارتكاب فعلتهم وعدم عملهم حساب لهيبة ومركز هذا الموظف الكبير.

وهى واقعة فى غاية الخطورة رغم أن الجرائد اليومية بما فيها الجرائد القومية تناولتها ونشرتها على أنها حادث عادى، وإن كانت قد تصدرت رأس صفحة الحوادث فى الجرائد، إلا أننى أرى أنها واقعة غير عادية ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام لما تحمله من معان ومؤشرات كثيرة وخطيرة.. أولها توحش البلطجة والبلطجية.

وثانيا: أنه لم يعد أحد بيخاف.

وثالثا: استخدام البلطجة وفرض الأمر الواقع بالمخالفة للقانون.

ورابعًا: أن البلطجية أصبحوا يتمتعون بجرأة غير عادية فى ارتكاب فعلتهم، التى مفادها أن أثناء توجه رئيس الحى للعمل مستقلاً السيارة الخاصة بجهة عمله فوجئ بترجل 3 أشخاص والتعدى عليه بالضرب بعصا خشبية وسلاح أبيض وإصابته بكدمات وجروح متفرقة وإتلاف السيارة (الحكومية) وتهشيم زجاجها الخلفى بينما جلس الشخص الرابع فى السيارة التابعة للبلطجية يتابع الموقف.

والخطير أيضا فى هذه الواقعة أن هؤلاء البلطجية لم يعبئوا بأنهم يعتدون على موظف عام كبير له هيبته واحترامه ويمثل الحكومة وأن القانون يحميه، ومع ذلك تربصوا له وقاموا بتنفيذ فعلتهم بالاعتداء عليه ضاربين عرض الحائط بكل هذا.. وتساءلت بينى وبين نفسى ماذا كانوا سيفعلون إذا تم تأجير هؤلاء البلطجية للتعدى على مواطن عادى مادام لم يخافوا أو يعملوا حساب لهذا الموظف الكبير (!!)

والحقيقة أن توحش البلطجة.. و«برطعة» البلطجية قد ازدادت بشكل ملحوظ وملفت للنظر بعد ثورة يناير 2011 التى أخرجت مثل هذه العناصر الفاسدة وأعطتهم جرأة غير مسبوقة فى مخالفة القانون.

وإذا لم يكن هناك رادع قوى وسريع فى مثل هذه الحوادث.. وضد كل من تسول له نفسه فى ارتكاب جرائم تروع الأمنيين فإننا سنشهد حوادث أخرى أكثر بشاعة.

فالأمر يتطلب بعد هذه الواقعة ضرورة فتح ملف البلطجة والبلطجية إذا كنا نريد إعادة الانضباط للشارع.. وإذا كنا نريد تحجيم الجريمة.. وإذا كنا نريد تحجيم البلطجة والبلطجية بتعديل التشريعات ليكون الاعتقال لكل بلطجى يقوم بجرائم تروع الأمنيين.. وأن تكون هناك محاكمات عاجلة وسريعة لمثل هذه الحوادث والحُكم عليها بأحكام رادعة.

فالشارع يحتاج لإعادة الانضباط وضبط كل المخالفات الصغيرة والكبيرة بدءًا من احترام إشارة المرور وانتهاءً بإزالة الباعة الجائلين، الذين احتلوا الأرصفة والشوارع.

فالمفروض أن يطبق قانون الطوارئ على جميع أنواع البلطجة ولا يتركوا هكذا «يبرطعوا» فى الشوارع ويؤذون خلق الله.

أضف تعليق