الرقابة الإدارية.. حراس مقدرات المصريين

الرقابة الإدارية.. حراس مقدرات المصريينعمرو سهل

الرأى23-6-2021 | 08:38

هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يتحركون ومصر في قلوبهم وعقولهم يتواصل ليلهم ونهارهم للحفاظ على مقدرات المصريين وحماية مستقبلهم ليصدوا عن حاضرهم ما يعرقل مسيرتهم .. إنهم أعضاء جهاز رقابي عظيم هو هيئة الرقابة الإدارية الذي يضطلع منذ 57 عاما بدور وطني مجيد في حماية مصر وأهلها من براثن الفساد وسوء عاقبة إهماله أو غض الطرف عن مستصغر شرره.

إن التوقف عند العام 2017 فرض عين على كل متابع لمسيرة هيئة الرقابة الإدارية حيث اكتسبت قوة دافعة جديدة بفضل إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية ترسيخ النزاهة والرشادة في الدولة المصرية الحديثة فأجرى الرئيس السيسي تغييرات جوهرية في بنية ومهام الهيئة وجعلها تابعة لرئيس الجمهورية بدلا من رئيس الوزراء ومعاملة رئيسها معاملة الوزير ومنحها استقلالا كاملا مكن لها طريقا لا تخاف فيه لومة لائم في سبيل ترسيخ المبادئ التي أنشئت لأجلها.

إن التوقف عند احتفال الهيئة بذكرى تأسيسها يوجب علينا الفخار بهذه المسيرة وهذا الكفاح الذي بذله قادة وأعضاء هذا الجهاز العظيم الذي بات مهاب الجانب في كل نفس كما أنه استطاع بلا أدني شك إيصال رسالة طمأنة إلى المواطن الذي استشعر الأمان حول مصير مقدرات حاضره ومستقبله وهو يتابع الضربات المتتالية لهيئة الرقابة الإدارية لأوكار الفساد والفاسدين وباتت محاولة سرقة المصريين أو استغفالهم ضربا من ضروب المستحيل.

لقد بات شعار "متحدون ضد الفساد" جملة راسخة في وجدان الجميع وهي جملة تترجمها على أرض الواقع خطوات تؤكد العزم الأكيد نحو استئصال الفساد بكافة أنواعه على أرض مصر المحروسة وجاء الاحتفال رغبة في إعلان ذلك وبقوة من خلال إطلاق ندوة تثقيفية سنوية للأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تزيد حالة الطمانة داخل نفوس المصريين وتعلن بقوة أن هناك عيونا ساهرة تخشى الله تعمل على هذه الأرض المباركة.

إن تطوير وتعديل الهيكل الإداري للهيئة بإضافة وحدات لدعم الاستثمار وترشيح القيادات للجهاز الإداري وجهازلتكنولوجيا المعلومات يؤشر إلى صدق التوجه والرغبة الأكيدة في تأسيس عصر للنزاهة والحياد وتكوين درع وطنية تحمي وتصون ولا ننسي كيف كان الإيمان بالشباب والمرأة حاضرا في وجدان القائمين على الهيئة وذلك بضم دفعة جديدة بترشيح كوادر من القطاعات المدنية بالدولة ليعمل الجميع في ظل تطور تشريعي يزيد من قدرة الهيئة على الحركة والتأثير فأطلق الرئيس السيسي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وتكونت عدد من اللجان لوضع الأهداف والسياسات اللازمة لمواجه الفساد بالإضافة لوحدات للتنفيذ بل ورصد النتائج.

إن تحقيق مصر قفزة تقدر بـ55 مركزا على مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لم يكن وليد الصدفة بل كان ثمرة رحلة كفاح لقلوب مخلصة لا تهدأ ولا تكل ولا تمل في طريق إنفاذ إرادتها بوأد الفساد في مهده.

لقد كانت كلمات رئيس هيئة الرقابة الإدارية خلال الاحتفال بذكرى تأسيسها كاشفة لعدة أمور من أهمها الإيمان بأهمية العلم والمعرفة وأنه لا تراجع عن العهد وهو حماية حقوق المصريين التي كفلها لهم الدستور والقانون وأن ذلك لايمكن أن يتحقق دون المزج بين العلم والخبرة ومواكبة التطورات الدولية لتسير الرغبة في التنمية جنبا إلى جنب مع حقوق الإنسان مع مساندة الدولة للارتقاء بالخدمات المقدمة وأنه لابديل عن نشر قيم النزاهة والشفافية وإتاحة المعلومات.

تحية إلى هيئة الرقابة الإدارية قيادة وأعضاء فأنتم المرابطون حراس مقدرات المصريين والسد المنيع أمام كل فاسد أو مفسد فكلي يقين بأنكم لا تمارسون دوركم من منطلق واجبكم الدستوري فحسب بل من منطلق وطني يلهمكم قدرة فائقة على العمل الدءوب الناجح.

أضف تعليق