بعد سبع سنوات من تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام الحكم فى مصر، عقب ثورة 30 يونيو المجيدة التي أطاحت ب حكم جماعة الإخوان الإرهابية، كشفت الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط على مدار هذه الفترة، عن الدور الريادي الفريد والمتميز ل مصر فى محيطها الإقليمي، وأكدت بما لا يدع مجالًا للشك قوة مصر وامتلاكها كافة الأدوات لإدارة الملفات الإقليمية شديدة التعقيد، والحفاظ على المصالح الاستراتيجية للقوى العظمى فى منطقة الشرق الأوسط، مما يعد مؤشًرًا على أن مصر
تملك مفاتيح الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الاوسط، ويعلن عن دخول مصر حقبة جديدة من الريادة الإقليمية، بفضل سياسات الرئيس السيسي على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية. هذا ما أكدت عليه صحف وفضائيات عالمية فى إطار رؤيتها التحليلية لأداء الدور الإقليمى ل مصر على خلفية نجاح الدبلوماسية المصرية بفضل توجهات الرئيس السيسي فى إدارة الملفات الإقليمية، كما شدد محللون سياسيون وخبراء إستراتيجيون، على أن قوة الدور الإقليمى ل مصر جاءت انعكاسًا لنجاح سياسات الإصلاح والتنمية والبناء والتحول النوعى الذى أحرزته مصر على كافة المستويات، والذى جاء مدعومَا بنجاح سياسات الإصلاح الاقتصادي.
السطور التالية ترصد رؤية الصحف العالمية ونخبة من الخبراء الاستراتيجيين الدوليين، حول أهمية الدور الإقليمى ل مصر تحت قيادة الرئيس السيسي فى الحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط وحماية المصالح الاستراتيجية العالمية.
فورين بوليسي: مصر تواصل النجاحات الإقليمية
كشفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية، عبر سلسلة من المقالات أن مصر تعيش حقبة من أفضل وأزهى الحقب على مستوى انتصار الإرادة السياسية المصرية والأدوات الدبلوماسية فى تسوية الصراعات الإقليمية شديدة التعقيد، ورصدت المجلة العالمية عددًا من الملفات التى تشهد انتصار أدوات الدبلوماسية المصرية بفضل سياسات الرئيس السيسي، وأشارت إلى أن هذه الملفات تتضمن سياسة ضبط النفس التى تتبعها مصر فى قضية سد النهضة ردًا على التعنت الإثيوبي، والدور المصرى المحورى فى مسارات الأحداث فى ليبيا، واتباع النظام التركى سياسة (الانحناء للخلف) وطلبه المستمر والملح لتحسين العلاقات مع مصر، أمام انتصار السياسة المصرية فى إدارة ملف ثروات شرق المتوسط.
وأكدت المجلة العالمية أن دور مصر فى وقف الحرب فى غزة وما ترتب عليه من حقن دماء الفلسطينيين ووضع بداية النهاية لانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى الجانب الإسرائيلى وقف نزيف الاقتصاد الإسرائيلى والإسهام فى إعادة الحيوية إلى الشارع الإسرائيلي، علاوة على الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، كشف الثقل الإقليمى ل مصر وامتلاكها أدوات احترافية وغير تقليدية فى تسوية القضايا الإقليمية.
ضمانات إعادة الإعمار
وأكدت مجلة فورين بوليسي، أنه علاوة على ذلك، فإن الدور المصرى غير المسبوق فى إعادة إعمار غزة، بأيدٍ مصرية، يوفر الضمانات الكافية لإسرائيل للثقة فى عملية إعادة الإعمار، كما يسهم أيضا فى حل المشكلة التى تواجهها إسرائيل فى استقطاع حماس لجزء من الأموال القطرية المخصصة لإعادة الإعمار بشكل غير شرعى واستخدامها فى بناء الأنفاق التى تهدد بها إسرائيل، مشيرة إلى أنه من هذا المنطلق يلعب الدور المصرى عاملا محوريا فى استقرار الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.
واشطن بوست: الرئيس السيسي الأكثر تأثيرًا
من جانبها، أشادت صحيفة واشنطن بوست، بالدور الإقليمى ل مصر على خلفية أهمية الدور المصرى فى وقف الحرب فى غزة، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس السيسي على مستوى القضايا الإقليمية على مدار السنوات الأخيرة، كشفت عن الحاجة للدور الإقليمى ل مصر خلال المرحلة المقبلة فى استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، مما يؤكد أن الرئيس السيسي هو القائد الأكثر تأثيرًا فى المشهد السياسى فى منطقة الشرق الأوسط.
المونيتور: كسر الجليد مع بايدن
وذكر موقع المونيتور، أن التطورات الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط كشفت عن الأدوات الدبلوماسية التى تملكها مصر فى عهد الرئيس السيسي فى تسوية الصراعات ذات الطابع الإقليمي، لافتًا أن الدور المصرى فى وقف إطلاق النار فى غزة كسر الجليد بين الدولة المصرية والرئيس بايدن.
فورماتشى الإيطالية: القوة الإقليمية الأكثر
أهمية إفريقيًا
أشادت صحيفة فورماتشى الإيطالية، بسياسات الرئيس السيسي، على كافة المستويات داخل وخارج الدولة المصرية والتى جعلت من مصر القوى الإقليمية الأكثر أهمية وفاعلية على مستوى القارة الإفريقية، وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يتضح من الدور المصرى فى دعم قضايا الاستقرار فى ليبيا والسودان.
وتتوقع الصحيفة أن اتفاقيات التعاون فى مجالات الدفاع والاستخبارات والأمن التى وقعتها مصر مع أربع دول فى حوض النيل هى السودان وأوغندا وبوروندى وكينيا، تلعب دورا محوريًا خلال الفترة المقبلة فى مواجهة التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية على كافة المستويات.
إعادة هيكلة العلاقات الإفريقية
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئيس السيسي أعاد تنظيم العلاقات بين مصر والعديد من الدول الإفريقية، تشمل السودان وتنزانيا وزامبيا وجنوب السودان، مشيدة بجهود الرئيس السيسي لإعادة هيكلة العلاقات مع جيبوتي.
وأرجعت الصحيفة إعادة التفاهمات الأخيرة بين القاهرة وواشنطن فى ظل إدارة الرئيس الحالى جو بايدن، إلى قوة الدور الإقليمى للرئيس السيسي فى تسوية القضايا العالقة على كافة المستويات.
نيويورك تايمز: إنهاء حالة تجميد التفاهمات مع واشنطن
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن دور مصر القوى كقائد إقليمى ووسيط قوى بين الدول العربية فى ظل إدارة الرئيس السيسي، ساهم فى إنهاء حالة تجميد التفاهمات السياسة بين واشنطن والقاهرة.
حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية
من أهم ثوابت السياسة الأمريكية على مدار السنوات العشر الماضية، أنه عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع المبادئ الأمريكية يتم تغليب كفة المصالح، ويكون رد الرئيس الأمريكى على أسئلة الإعلاميين عن التناقض بين المبادئ والمصالح هو أن «المبادئ ليست فى الأولوية الآن»، ومن هذا المنظور جاء التغير فى موقف الرئيس الأمريكى بايدن نحو الدولة المصرية، واعترافه بالدور الإقليمى للرئيس السيسي الأكثر أهمية فى حفظ أمن واستقرار الشرق الأوسط، على خلفية نجاح مصر فى وقف الحرب فى غزة والحفاظ على مصالح جميع الأطراف بما ذلك المصالح الاستراتيجية الأمريكية، هذا ما أكده الخبير الاستراتيجى العالمى الأمريكى ستيفن كوك، خبير شئون الشرق الأوسط وإفريقيا.
نجاح الدبلوماسية المصرية
وأضاف «كوك»، أن الدور الفاعل للدولة المصرية فى وقف الحرب فى غزة بفضل التوجهات السياسية للرئيس السيسي أثبت للدبلوماسيين الأمريكيين مقولة الدبلوماسيين المصريين بأن مصر حجر الزاوية فى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأن الرئيس السيسي هو الزعيم الوحيد الذى يملك مفاتيح تسوية القضايا شديدة التعقيد فى الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن مصر تعد الدولة الوحيدة التى تستطيع إدارة ملف الصراع الإسرائيلى ـــ الفلسطينى.
وأضاف أن الدبلوماسية المصرية تتصف بالعديد من السمات التى تجعلها الوحيدة القادرة على الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، والمصالح العالمية فى المنطقة، مشيرًا إلى أن من أهم هذه السمات، أن الدبلوماسية المصرية فى ظل توجيهات الرئيس السيسي، تستطيع التدخل فى أية ملف على مستوى الدول العربية، نظرًا لعلاقاتها الجيدة بجميع الدول العربية.
وأوضح خبير شئون الشرق الأوسط وإفريقيا أن الدور المصرى الفاعل فى ليبيا على أرض الواقع والذى أدى إلى تحجيم نفوذ القوى الأجنبية، وخاصة النفوذ التركي، يسهم بشكل كبير فى الحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة.
وفى سياق متصل، أشار إلى أن خبراء السياسة الأمريكيين يطرحون الآن تساؤلا حول ما تستطيع مصر عمله للحفاظ على المصالح الأمريكية فيما يتعلق بقضيتين ذاتا أولوية للسياسة الخارجية الامريكية فى الشرق الأوسط، وهما الحرب فى اليمن، وتطورات الأحداث فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى.
درء المخاطر
من جانبه، أوضح سودارسان راغافان المحلل السياسى الأمريكي، أن الدولة المصرية ساهمت فى درء الكثير من المخاطر عن منطقة الشرق الأوسط من أهمها الإرهاب، مشددًا على أنه منذ بداية عهد السيسي، تعمل الدولة المصرية لصالح القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، ذات الطابع الإقليمي، مما يعزز قدرات مصر على الوساطة لحل الصراعات الإقليمية الأكثر تعقيدًا خلال المرحلة المقبلة.
استقرار المنطقة بأيدٍ مصريةٍ
وأكد المحلل السياسى أن قوة مصر على أرض الواقع ونجاح الرئيس السيسي سياسيًَا فى إدارة الملفات الشائكة فى منطقة الشرق الاوسط، حفزت الرئيس الأمريكى بايدن على تغيير سياساته نحو الدولة المصرية، استجابة لمتطلبات الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الراهنة فى الشرق الاوسط، والتى تؤكد أن مصر هى اللاعب الإقليمى الوحيد القادر على الحفاظ على هذه المصالح.
وأضاف «راغافان»، أن إشادة زعماء وقادة الدول الأوروبية بالدور الإقليمى ل مصر وأهميته فى الحفاظ على مصالح دولهم فى منطقة الشرق الأوسط تؤكد أن الرئيس السيسي الأجدر فى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية العالمية على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.