أمرت "النيابة العامة" مساء أمس الاثنين، الموافق الخامس من شهر يوليو الجارى، ب حبس موظف لدى "نيابة مرور الدقى" أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه ب هتك عرض طفلة -لم تبلغ ثمانى عشرة سنة- بالقوة وبالتهديد حال كونه مِمَّن له سلطة عليها، وكانت هى تعمل بأجر لديه.
وقد توصلت تحقيقات "النيابة العامة" إلى أن والدة المجنى عليها وبعد انفصالها عن والد الأخيرة ولصلة الجيرة بينها وبين المتهم اقترضت منه مبلغًا ماليًّا لقضاء حوائجها، ووقَّعَت له ضمانًا لذلك على إيصالات أمانة، ولكنها لم تتمكن لاحقًا من ردِّ المبلغ، فعرض المتهم عليها وعلى ابنتها العمل لدى شركة يُساهم فيها لبيع الهواتف المحمولة، فوافقتا، ثم فى غضون شهر نوفمبر من العام الماضى انتهز المتهم فرصة اختلائه بالطفلة المجنى عليها فى الشركة وقبَّلها عنوة، وهددها بملاحقة والدتها قضائيًّا بإيصالات الأمانة التى وقعت عليها إذا ما أفشت سرَّ فَعْلته.
وتابع بيان النيابى: "فاضطرت إلى عدم الإبلاغ عنه، ولكن الله أبى إلا أن يُفشَى سره، إذ غفل المتهم عن تصوير آلات المراقبة بالشركة جريمتَه وقت حدوثها، وقد احتفظ شريكه بالتصوير حتى نشبت بينهما خلافات فى العمل، فنشر المذكور المقطع بمواقع التواصل الاجتماعى تشهيرًا به وانتقامًا منه، ورصدته وحدة الرصد بإدارة البيان بمكتب النائب العام".
وبعرض الأمر على "المستشار النائب العام" أمر بسرعة التحقيق فى الواقعة.
وكلفت "النيابة العامة" الشرطة بالتحرى لتحديد هوية المجنى عليها والمتهم، فتمكنت التحريات من التوصل لهما وشهد مجريها بصحة ارتكاب المتهم الجريمة، كما سألت "النيابة العامة" المجنيَّ عليها ووالدتها حول تفصيلات ما حدث، وأمرت بضبط المتهم الذى تبين أنه فى إجازة رسمية بدون مرتب من عمله منذ عام مضى، فاستجوبته بعد إلقاء القبض عليه وأقرَّ بارتكاب جريمته وبصحة ظهوره فى المقطع المتداول، فأمرت "النيابة العامة" بحبسه احتياطيًّا، وقبلت الاستقالة -التى تقدم بها- من عمله، وجارٍ استكمال التحقيقات.
هذا، وقد لحظت "النيابة العامة" إقدام الكافة على تداول مثل المقطع المصور المشار إليه، خاصة فى وقائع هتك العرض وإفساد الأخلاق، على اختلاف القصد من التداول ما بين حُسن النية للتصدى للجريمة وغير ذلك من القصود الأخرى، مما ينال انتهاءً من حُرمة حياة المجنى عليهم -فتيات وصبية.
وأهابت النيابة العامة بالكافة إلى الحدِّ من هذا التداول، والمبادرة بتقديم مثل هذه المقاطع إلى "النيابة العامة" وجهات إنفاذ القانون المختصة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، لا سيما أن وسائل الإبلاغ والتقديم -ومنها الإبلاغ إلكترونيًّا - قد أضحت فى متناول الكافة بيسر وسهولة.
كما تهيب بالآباء والأبناء إلى عدم الخجل أو السكوت عن مثل هذه الوقائع مهما كانت التهديدات أو الضغوط التى يتعرضون إليها من مرتكبيها أو غيرهم، وأن يثقوا بأن "النيابة العامة" والجهات المعنية ستتصدى بحزم وصرامة لهذه الجرائم وفاعليها دون أن ينال ضحاياها أى أذى نفسى أو مادى كان.