ماذا بعد مجلس الأمن؟

ماذا بعد مجلس الأمن؟بهاء زيتون

الرأى27-7-2021 | 20:46

أسئلة كثيرة تدور فى أذهان المصريين وهى ماذا بعد مجلس الأمن؟ وهل الموقف يحتاج لضربة عسكرية للسد الإثيوبى؟ وهل هناك احتمال أن الأمن المائى ل مصر يتعرض للخطر.. وأن تعطش مصر؟ وما الموقف الآن؟..

والحقيقة أن كلها أسئلة تدور فى رأس المواطن المصرى الغيور على بلده.. وأصبحت أسئلة الشارع المصرى..

وإذا حاولنا الاجتهاد للإجابة على هذه الأسئلة.. فإن فكرة أن مصر تعطش أو أن أمنها المائى يتعرض للخطر ليس لها قبول ولا يمكن تقبلها.. فالنيل بيجرى على أرض مصر من آلاف السنين.. ولا أحد يستطيع أو يقدر أن يغير هذا الواقع.. و«اللى قلقان» من هذه النقطة عليه أن ينساها لأنها لن تحدث ولن تحصل.. ويكفى للرد على هذا التخوف ما قاله الرئيس السيسي: «ماحدش هيقدر يأخذ نقطة ميه من مصر.. واللى عاوز يجرب يجرب».. وهذا تعهد من رئيس الدولة شخصيًا.. وكلام حاسم للأمر.

فكل الخيارات مفتوحة للحفاظ على حقنا فى المياه.. من مفاوضات إلى السياسة ثم إلى الدبلوماسية ثم إلى القوة الغاشمة.. و مصر تقدر..

ف مصر لديها القدرة والقوة الكاملة على حسم هذا الملف حسمًا تامًا.. وأن «تطربق السد الإثيوبى على رأس أصحابه» لكن لأننا نفهم أبعاد استخدام القوة.. وندرك أبعاد المؤامرة ومحاولات إيقاع مصر فى عمل عسكرى لإجهاض النهضة التنموية – غير المسبوقة – التى بدأتها مصر لتكون فى مصاف الدول الكبرى.. ف مصر لا تتحرك تحركات عشوائية أو عبثية أو انفعالية وإنما تتحرك وفق خطة مدروسة لحل الأزمة بحل سياسى وبالقوة الدبلوماسية لتفويت الفرصة على المغرضين دون التفريط فى أمننا المائى وحقنا فى مياه النيل.. فالسعى المصرى حاليًا للحلول السلمية لتجنيب المنطقة الاضطراب.. لأننا ندرك مخاطر استخدام القوة.. فالحل العسكرى فى هذه الأزمة أمره سهل.. ولدينا القدرة والقوة لضرب السد الإثيوبى وهدمه على رؤوس أصحابه ولكن مصر تحكم العقل.. والمثل المصرى بيقول «اصبر على جارك السو.. يا يرحل أو تجيله مصيبة تشيله» وآدينا صابرين.

ف مصر انتصرت فى أولى معاركها الدبلوماسية بإحالة ملف السد الإثيوبى ل مجلس الأمن الذى خصص جلسة لمناقشة هذا الملف.. وكون أن مجلس الأمن يناقش هذا الملف بحضور مندوبين عن كل دول العالم فإنه يعتبر نجاحا كبيرا للدبلوماسية المصرية وانتصارا كبيرا حققته مصر، حيث حققت الهدف الرئيسى فى تحويل هذه الأزمة إلى نزاع دولى.. وهذا معناه أن إثيوبيا إذا لم تلتزم بوقف الملء الثانى للسد يبقى من حق مصر أن تستخدم القوة ولا أحد يقدر يلومها.. الأمر الذى أزعج إثيوبيا.

فعلى المصريين أن يطمئنوا بأن بلدهم فى أيد أمينة.. وأنها بتتحرك وفق خطة وليس وفق مواقف انفعالية.. لذلك أقول للذين يريدون استخدام الحل العسكرى فى هذه الأزمة أن العملية ليست «خناقة فى شارع».. ولا ينفع معها المواقف الانفعالية.. وأن سياسة النَفَس الطويل والدبلوماسية هى «عين العقل» فى هذا الزمن للخروج من هذه الأزمة.

وكل ما علينا هو أن نقف خلف قياداتنا فى التعامل مع هذه الأزمة.. وعلينا أن نضع فى بطننا «بطيخة صيفى» ويكفى ما قاله الرئيس السيسي «بأن المياه خط أحمر لمصر»..

انتهى الكلام.. وتحيا مصر.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2